خيرى رمضان لـ«الشروق»: لم أفعل فى حياتى ما يلوث مهنيتى.. وتألمت لمحاسبتى على النوايا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خيرى رمضان لـ«الشروق»: لم أفعل فى حياتى ما يلوث مهنيتى.. وتألمت لمحاسبتى على النوايا

تصوير-محمد الميموني
تصوير-محمد الميموني
حوار-أحمد فاروق
نشر في: السبت 24 مارس 2018 - 8:35 م | آخر تحديث: السبت 24 مارس 2018 - 8:35 م

-تجربة الحبس صادمة وقاسية.. وتم تطبيق القانون معى بحذافيره.. ولم أجد معى فى الزنزانة سوى الله
-أعتزل الإعلام نهاية 2018 لأعود إلى «الاهرام» إنسانا طبيعيا بلا قيود.. و«مصر النهارده» محطتى الأخيرة

-ليس هناك تعليمات بخفض سقف الحرية.. ونحن لا ندعم شخصا ليستمر فى السلطة وإنما ليخدم المواطن
-انتقادات الرئيس للقنوات ليست إملاءات.. فهو يطلب نقل الصورة وليس إرضاءه
-بعض شباب المعارضة خائف ومختبئ ثم يتهمنا بالتطبيل لعدم معارضة الحكومة نيابة عنه!!
-«ميولى الإخوانية» اتهام كوميدى.. وصورة تقبيلى ليد القرضاوى استخدمتها ضدى «الجماعة» قبل مؤيدى النظام
-عندما رفعت «كارت أحمر» لمرسى على الشاشة.. أرسل سيارتى حرس جمهورى للقبض على باستوديوهات cbc
-فكرة المذيع الزعيم انتهت.. وعلينا إفساح الطريق للوجوه الجديدة
-لم أخرج من ماسبيرو مجبرا فى 2011.. ورحلت بسبب الإدارة السيئة والتجاوز فى حقى
-الدولة أصبحت أكثر وعيا بدعم تطوير ماسبيرو.. والتجربة أثبتت أن القنوات الخاصة لا يمكن الرهان عليها
-انا نقطة الصفر فى cbc وأول المؤسسين.. وعلاقتى بها لم تنته بعد بيع كامل أسهمى
-ظهور الرئيس مع ساندرا نشأت رفع الحرج عن الإعلاميين
قبل ثلاثة أسابيع وتحديدا يوم 3 مارس الجارى، فوجئ المتابعون للمشهد الإعلامى بخبر احتجاز الإعلامى خيرى رمضان 24 ساعة، على خلفية التحقيق معه فى الاتهام الموجه اليه من وزارة الداخلية بنشر أخبار ومعلومات فى برنامجه «مصر النهارده» من شأنها الإساءة إلى جهاز الشرطة والعاملين به.

فى اليوم التالى تم التصعيد بقرار حبسه 4 أيام، قبل أن يصدر قاضى المعارضات يوم 5 مارس قرارا بإخلاء سبيله بكفالة 10 آلاف جنيه على ذمة الاتهام.

«الشروق» التقت خيرى رمضان، ليتحدث فى أول حوار صحفى له عن أزمة الحبس، وعن سقف الحرية على الشاشة، ولماذا قرر الاعتزال نهاية 2018؟.

يقول خيرى رمضان: تجربة الحبس كانت قاسية جدا، لم أتخيل أننى يمكن أن أتعرض لها فى حياتى، لأنى أثق فى نواياى وانتمائى لهذا البلد، وعدم قصد أى اساءة لأى شخص أو مؤسسة. وما تعرضت له لم يشعرنى بالضيق فقط، وإنما أصابنى بصدمة، فشيء مؤلم أن يتم وضع «كلابش» فى يدك، وتحجز فى زنزانة حديد، لا يوجد بها سوى كرسى خشب لتجلس عليه، ليس معك أسرتك ولا أموالك ولا حتى تليفونك.

لكن لم يمر وقت طويل على هذه الحالة، وتآلفت مع الوضع سريعا، وسألت نفسى أن خيرى رمضان مواطن مثل غيره تم تطبيق القانون معه حرفيا، ولماذا لا؟

فأنا كمذيع أقول للناس طول الوقت إن الجميع أمام القانون سواسية، وبالتالى ليس من حقى أن أعترض عندما يتم تطبيق القانون، معى حتى إذا كان «بحذافيره» دون أى استثناء.

والمؤلم فى هذه التجربة، أن أحدا يشكك فى نواياك، فإذا كان هناك شيء ملموس يديننى فأنا لن أعترض، لكن لا يمكن محاسبتى على نواياى، لأن الله فقط هو المطلع عليها.

* هل هى مصادفة أن تكون الوحيد من بين نجوم التوك شو الذى يتم إيقاف برنامجه من غرفة صناعة الإعلام، والوحيد أيضا الذى يتعرض للحبس بسبب رأى فى برامجه بينما يخطئ آخرون ولا تتم معاقبتهم؟
ــ ضحك قائلا: «خيرى هو الحيطة المايلة»، ثم تابع حديثه مؤكدا: راض بالابتلاء ولا أحزن، فكرم من الله سبحانه وتعالى أنه يتذكرنى، ويغفر لى أخطائى ويسترنى.
وبالنسبة لإيقافى من غرفة صناعة الإعلام فى فبراير 2016 بسبب حلقة تليفزيونية، فالحمد لله أن هناك لجنة من كبار الإعلاميين أنصفتنى وأعلنت أننى لم أخطئ مهنيا فى أى شيء، وأعادت لى اعتبارى، وعندما ذهب البلاغ إلى القضاء استبعدت منه تماما ولم يصدر ضدى أى قرار، فالأيام وحدها تثبت وتشهد بمهنيتى، والحمد لله أننى لم أفعل ما يلوث مهنيتى حتى هذه اللحظة.
وهذه التجربة كانت قاسية، لأن هذه هى المرة الأولى التى يوجه لى اتهام حقيقى، وأول مرة فى حياتى أتعرض للحبس، وأول مرة يشكك فى مهنيتى، وأنا على مدى 33 سنة عمل فى الإعلام ــ مكتوبا ومسموعا ومرئيا ــ ليس لأحد ملاحظة واحدة على مهنيتى من نقابة أو هيئة أو جهة أو نيابة أو قضاء.. لكن نحمد الله على كل شيء.

* لماذا قررت أن تتحدث عن تجربة الحبس من منظور دينى فى أول ظهور لك على الشاشة فى «مصر النهارده»؟
ــ بداية، دعنا نتفق أن القضية لا تزال منظورة أمام النيابة، ولا يحق لى أن أتحدث عنها دفاعا أو انتقادا، ولا يجوز لى أيضا أن استغل نافذة لأدافع عن نفسى، كما أن النيابة حتى الآن لم تنته إلى توجيه اتهام لى، وأنا ضميرى مرتاح وراض بما ستنتهى إليه النيابة والقضاء.
وبعد خروجى من الحبس، كنت فى مأزق وسألت نفسى ماذا سأقول للمشاهدين؟، ولأنى أحرص على المهنية، رفضت أن أتحدث فى قضية أمام النيابة أنا طرف فيها، حتى لا أستغل تليفزيون الدولة فيما لا يجوز، فقررت أن أتحدث عن تجربتى الإنسانية فى الحبس والتى لا أتعرض فيها للأسباب.
عندما قلت إننى مقصر فى حق ربى، قيل «خيرى استشيخ» والحقيقية أن أى إنسان عندما يتعرض لضيق لا يجد من يلجأ إليه الا الله، ليس فقط فى الحبس ولكن فى المرض وأى أزمة أخرى.

* هل نستطيع القول إن سقف الحرية فى الإعلام الحكومى منخفض حتى عن الإعلام الخاص؟
ــ غير صحيح بالمرة، أن سقف الحرية فى التليفزيون المصرى أقل من القنوات الخاصة، فحتى هذه اللحظة لم يقل لى أحد قل ولا تقل، ولم يعترض أحد على شيء أقوله، ولم يسألنى أحد ماذا ستقول، وهذا كلام أحاسب عليه أمام الله، وزملائى فى القناة يشهدون على ذلك.
سقف الحرية انخفض على كل القنوات المصرية وليس على تليفزيون الدولة فقط، ولكن هذه ليست تعليمات، فالمشكلة أن المذيع لا يستطيع أن يمسك البوصلة.
منذ 30 يونيو حصل تغيير شديد فى الشارع، والإعلام أصبح بين اتجاهين فى منتهى التطرف، الأول داخل مصر يقول «قرفنا منكم.. زهقنا.. سيبوا البلد تتبنى.. أنتم قاعدين فى التكييف بتاخدوا فلوس وعايزين تخربوا البلد»، وبالتالى أى مساحة نقد حتى إذا كانت بحب، يتعرض الإعلامى بسببها لهجوم عنيف.
والاتجاه الثانى، وهو الذى يقف فيه الإخوان ومن معهم، بالإضافة إلى الشباب الذى يريدك دائما أن تعارض بالنيابة عنه وهو خائف مختبئ، فهذا أيضا يتهمك طول الوقت بالتطبيل والنفاق.
فالخوف ليس من السلطة، ولكنه من رد فعل الناس، وكان لذلك انعكاس على المذيعين بالتأكيد أن انخفض سقفهم، لا أقول أن ذلك صح أم خطأ، ولكن هذا حدث لكى يتواءم الإعلامى مع موجة الناس، وليس لكى ينافق السلطة.

* هل انتقاد الرئيس المتكرر للإعلام ساهم فى انخفاض هذا السقف.. وهل الإعلام مطالب بإرضاء الرئيس؟
ــ أجاب متسائلا: وهل الرئيس فى انتقاداته يطلب من الإعلام أن يرضيه أم يطلب منه نقل الصورة؟!
وتابع قائلا: يجب على الإعلام أن يدعم الدولة وهى تتحرك لبناء مشروعها لصالح الناس، ونحن هنا لا ندعم شخصا ليستمر فى السلطة، أو ليحقق مكاسب شخصية، ولكننا ندعمه ليخدم المواطن، فدور الإعلام هو نقل صوت الناس.
وإذا كان ما يقوله الرئيس إملاءات فلماذا استمر فى انتقاد الإعلام كثيرا، وبالمناسبة، نحن جلسنا مع الرئيس وقلنا له لا يوجد تداول معلومات ولا شفافية، وكانت هناك مشروعات كثيرة يتم تنفيذها رأيناها فجأة وهى تفتتح.
فالمشكلة كانت أن الرئيس يرى أمامه مبنى يتم تشييده وفى نفس الوقت الدولة تتكتم تفاصيله، وبالتالى تكون النتيجة أن الإعلام لا يتحدث عنه، فالواقع يقول «اعطنى معلومات.. المكنة تطلع قماش»!!!.
وفى كل الأحوال، من حق الرئيس انتقاد الإعلام طالما من حق كل مواطن انتقاد الإعلام، وطالما الإعلام أعطى لنفسه الحق فى انتقاد كل الناس.
لكنى أريد التأكيد على أن الإعلام فى مرحلة انتقالية، ويمر بحالة ارتباك، فهو ليس فى أحسن أحواله، نحن فى مرحلة وسيطة فى الانتقال من مرحلة الارتباك الشديد إلى مرحلة ارتباك أقل، وأعتقد فى المرحلة القادمة ستكون صورة الإعلام أفضل.

* فى مثل هذه اللحظات المرتبكة.. هل الأفضل للإعلامى أن ينحاز للسلطة أم يلتزام الحياد والمهنية؟
ــ أرى أن الأفضل فى هذه المرحلة أن يكتفى المذيع بتقديم وشرح المعلومات للناس، من خلال نقل وجهات النظر المختلفة، ويكون للمشاهد حق الاختيار بين القبول والرفض، وأنا على قناعة كاملة بأن فكرة المذيع الزعيم انتهت رغم أن هناك بعض الزملاء لا يزالون متمسكين بها، فليس دور المذيع أن يوجه الناس، ومن يحاول لا ولن يستطيع، فالناس ترفض هذه الطريقة ولم تعد تتقبلها، بل إنها تستفزهم أكثر.
وبشكل عام، تحديد بوصلة واتجاهات الرأى العام ليست دقيقة حاليا، فالأفضل فى هذه الحالة أن يلتزم الإعلام ويعتصم بالمهنية، فهى الأمان للإعلامى فى كل الحالات.

* كيف للمذيع أن يبدع فى عمله وهو فى عيون كل الأطراف متهم؟
ــ الحقيقة اننا «اتبهدلنا» منذ عام 2011 وحتى الآن، فما حدث مع الإعلام كأنك تخرج من سخن لبارد ثم من سخن لبارد مرة أخرى!.
عندما جاء نظام الإخوان، قال: الإعلام أهلا وسهلا بشرط أن يكونوا فى خدمة الشعب، فتم اتهامنا بالأخونة، وعندما باع الاخوان البلد وقف الإعلام ضدهم ووقف مع النظام الجديد، فتم اتهامنا بالتلون. والحقيقة أتعجب من هذا الاتهام تحديدا، لأننا فى هذه الحالة يجب أن نتهم الشعب بمؤسساته بالتلون، فالجيش نفسه لم يتخذ موقفا من الإخوان فى البداية وكذلك الشرطة، وأتاحوا للرئيس المعزول مرسى أن يعمل لصالح البلاد، لكن عندما انحرف وقف الشعب والجيش له.

* بمناسبة الإخوان.. لماذا يعايرك مؤيدو النظام بالصورة التى تقبل فيها يد يوسف القرضاوى لدرجة أن بعضهم تمادى ويراها دليلا على ميولك الإخوانية؟!!.
ــ اتهامى بأن لى ميولا إخوانية مسألة كوميدية جدا، لأنى أول من ظهرت على الشاشة أرتدى كارتا أحمر، لأقول للمعزول محمد مرسى: «أنت لست رئيسى»، فأرسل لى سيارتين من الحرس الجمهورى لإلقاء القبض على داخل قناة CBC على مرأى ومسمع من الجميع.
أما بالنسبة لحقيقة هذه الصورة، فالحقيقة أننى أتعرض بسببها لهجوم من جميع الاتجاهات، فالإخوان هم أول من استخدموها فى الهجوم علىَّ، ثم أصبح يستغلها مؤيدو النظام كلما جاءت فرصة لانتقادى.
وهذه الصورة لمن لا يعلم، تم التقاطها قبل أن يصل مرسى للحكم، حينها كنت على علاقة بالقرضاوى، وأتعامل معه باعتباره عالما كبيرا جدا، وأتيت به إلى الأهرام فى ندوة كبيرة بعلم أجهزة الدولة، لأن حينها لم يكن ظهر وجهه الآخر.
لكن بعد 30 يونيو، اكتشفنا جميعا أنه يقف مع الإخوان بفجاجة، فلم يعد بالنسبة لى هذه القيمة العلمية، رغم أننى قرأت كل كتبه وبعضها يتهم الإخوان بارتكاب جرم كبير.
ورغم أن هذا التشوية يؤكد أننا لسنا فى جو صحى، ولكنى أتفهم ما يحدث، فالتربة لا تزال تفور، وغثاء السيل لايزال موجودا بكثافة، و«مصر لسه منظفتش»، وأتوقع أن نأخذ وقتا حتى يقع كل الفاسدين، وبالتالى أنا كخيرى رمضان سأغضب وأشعر بالقهر فقط إذا اتهمت بالفساد أو العمالة لأحد، أما الاتهامات الأخرى فأتفهم وجودها حتى تستقر التربة.
ولأنى أصبحت مشهورا وكسبت أموالا بعد أن كنت «غلبان» يجب أن أدفع الثمن، ولأنى احب البلد لازم ادفع الثمن، لازم كلنا ندفع الثمن، ونتفهم الوضع، ولا نتمرد حتى تقف البلد على قدميها مرة أخرى.

* لماذا استبقت الأحداث وأعلنت نيتك اعتزال الإعلام نهاية 2018.. ألا ترى أن هذا قرار متسرع؟.
ــ لقناعة بداخلى أنه من الأفضل أن تنصرف قبل أن يسألك الناس الانصراف، فهذه المرحلة انتهت، وبعد انتخابات الرئاسة هناك أشياء كثيرة ستتغير، من ضمنها شكل الإعلام، وعلينا أن نفسح الطريق لأجيال جديدة تظهر على الشاشة، ودماء جديدة تحتل الصحف، أما نحن فيمكن استغلال خبرتنا فى كتابة مقالات أو نظهر كضيوف فى البرامج.
يضاف إلى ما سبق، أننى أنهكت من فكرة الاستعداد والظهور والتوتر بشكل يومى، فأنا رجل إعلام ولست رجل سياسة، ولكنى فجأة وجدت نفسى جزءا من المشهد السياسى، وأتعرض لضغوط يومية سببت لى مشاكل صحية.
وخلال فترة عملى بالتليفزيون التى استمرت 20 سنة تقريبا، حرمت من متعة الجلوس مع أبنائى، والسفر معهم فى أى مكان، وبالتالى قررت أن اعتزل وأبحث عن مشروع صغير يحقق لى دخلا أعيش منه، وأكمل حياتى كإنسان طبيعى بدون أى قيود يفرضها كشخص معروف عليه التزامات.
أريد أن أترك الشاشة وأنا فى كامل صحتى، لأجرى وألعب مع ابنى وأكون حرا، وبالمناسبة هذا القرار اتخذته قبل عامين وليس وليد اللحظة.

* هل هذا القرار خاص بالظهور على الشاشة فقط أم بالإعلام بشكل عام؟
ــ لن أعمل فى الإعلام التليفزيونى بداية من 2019، سواء أمام الشاشة أو فى إدارة القنوات، فرغم أن الإعلام أعطانى الكثير، لكنه أخذ منى أيضا الكثير، وبداية من مايو القادم، سأقطع إجازتى التى استمرت 6 سنوات، لأعود إلى عملى بجريدة الأهرام، والأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة مشكورا عرض علىَّ أن أكون عضوا بمجلس الأمناء، كما يريدنى أن أساعد فى تدشين قناة تليفزيونية للأهرام، وهذا إذا ساهمت فيه لن أعتبره إخلالا بالقرار، لأنها تابعة لمؤسسة الأهرام.

* لماذا اخترت أن تختتم مشوارك التليفزيونى على شاشة التلفزيون المصري؟
ــ عندما تلقيت عرض المشاركة فى «مصر النهارده» كانت علاقتى بقناة النهار أوشكت على الانتهاء، ورغم أن لدى عرضا جاهزا ومستمرا بالعودة إلى قناة cbc، لكنى وجدتها فرصة مناسبة أن تكون محطتى الأخيرة فى الإعلام على شاشة تليفزيون بلدى، فالقنوات تذهب وتأتى ويبقى فقط تليفزيون الدولة، كما أنه صاحب فضل على، وجمهوره الكبير له حق علينا.
ورغم أننى رحلت عن «النهار» بسبب أزمتها المالية، لكنى لم أذهب للتليفزيون المصرى من أجل المال، فقيمة تعاقدى مع ماسبيرو هى أقل قيمة تعاقدية فى جميع تجاربى التليفزيونية تقريبا، كما أننى إذا كنت أفكر بهذه الطريقة لذهبت إلى cbc.

* هل ترى أن فى عودتك لماسبيرو ببرنامج «مصر النهارده» نوع من رد الاعتبار لخروجك من نفس المبنى مجبرا فى 2011؟
ــ فى 2011، كان هناك حالة من الفوضى بسبب الإدارة السيئة جدا للدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى هذا الوقت، لم يكن هناك رؤية واضحة، ورأيت أن هناك تجاوزا فى حقنا، فقررت الرحيل رغم وجود محاولات عديدة من جهات مختلفة لأستمر فى تقديم البرنامج، لكننى لم أعد للتليفزيون المصرى لأرد اعتبارى، والحقيقة اننى لم أفكر فى هذا الأمر مطلقا.

* ماسبيرو فشل فى صناعة «توك شو» رئيس منذ ثورة يناير.. لماذا ينجح «مصر النهارده»؟.
ــ فى المحاولات السابقة لم تكن تشكلت الهيئات المنظمة للإعلام، فالتليفزيون كان يبدو بلا صاحب، فربما كانت هناك نوايا طيبة، لكن لم يكن هناك تخطيط كامل ولا إصرار على إنجاح التليفزيون، أما اليوم فهناك رئيس للهيئة الوطنية يريد أن يضع فى سيرته الذاتية أن فى عهده عاد التليفزيون المصرى، كما أن الدولة المصرية حريصة على أن تنجح التجربة، وهى أصبحت أكثر وعيا بعد تجاربها مع القنوات الخاصة التى لا يمكن الرهان عليها.

* فى حوارنا مع محمد هانى قال إنك تملك قرار العودة لـ cbc فى اللحظة التى تحددها.. لماذا تمنحك القناة هذا الحق؟
ــ لأن المهندس محمد الأمين صديقى منذ 20 سنة، وتجمعنى به علاقة شخصية وأسرية لم تنته، يضاف إلى ذلك أننى أول المؤسسين لشبكة cbc، كنت نقطة الصفر، وكل المؤسسة بدأت من عندى، جاء بعدى وليد العيسوى ثم محمد هانى، وهذا يعطينى حقا إنسانيا بأن لى حق فى كل ركن بقنوات cbc، فهى جزء من وجدانى الإعلامى، قدمت بها أفضل شغل وقضيت فيها أحلى سنين عمرى، وشاركت من خلالها فى أدوار وطنية عظيمة إلى جانب زملائى.
وبالمناسبة علاقتى بالمؤسسة لم تكن فلوس، فأنا منذ بيع 50 % من أسهم القناة، قمت ببيع آخر أسهمى والتى كانت 3.5 % تقريبا، ورغم ذلك كنت عضوا بمجلس الإدارة، الذى كان يترأسه وليد العيسوى، لكن مؤخرا تم تشكيل مجلس جديد بالمساهمين الجدد برئاسة المهندس محمد الأمين.

* أخيرا.. هل اختيار الرئيس الظهور مع المخرجة السينمائية ساندرا نشأت فيه إحراج للمذيعين ودليل على أن ظهوره معهم لن يفيده فى حملته الانتخابية؟
ــ من المؤكد أننى كمذيع كنت أتمنى اجراء حوار مع الرئيس، لكن لم أصدم بأن الرئيس ظهر مع ساندرا، وبتجرد تام رأيت أنه ذكاء، لأن ظهوره مع مذيع دون غيره كان سيفتح الباب أمام الجميع ليسأل ولماذا فلان وليس فلان، فما فعله الرئيس رفع عن الإعلاميين الحرج، لأنه باختيار مذيع دون غيره تضع الجميع فى حرج، بمن فيهم الذى تم اختياره لأنه سيتهم بأنه مذيع الدولة!!.
كما أننى متخيل أن الرئيس لديه حملة انتخابية قالت له إن الاعلاميين «وجع دماغ»، والناس لا تحبهم، وإذا ذهبت لفلان الثانى سيغضب، وإذا ظهرت فى التليفزيون المصرى، فإن القنوات الخاصة ستغضب، والعكس صحيح أيضا، فكان الحل فى البحث عن هذا الوجه الذى أفاده كثيرا، وهو فى النهاية لازم يبحث عن مصلحته.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك