رغم خسائر انفجار بيروت.. الأرمن متمسكون ببيوتهم رغم إمكانية الهجرة للخارج - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رغم خسائر انفجار بيروت.. الأرمن متمسكون ببيوتهم رغم إمكانية الهجرة للخارج

أدهم السيد
نشر في: الخميس 24 سبتمبر 2020 - 1:23 م | آخر تحديث: الخميس 24 سبتمبر 2020 - 1:23 م

يستمر صوت الطرقات على جدران منزل المدرسة المتقاعدة الأرمينية فاني بانديكيان، في حي برج حمود اللبناني، في محاولة من العمال لإصلاح ما أفسده انفجار مرفأ بيروت من المنزل الذي يزيد عمره عن القرن.

وتقول بانديكيان، لـ"فرانس برس"، إن أقاربها يدعونها للهجرة للخارج عندهم، ورغم تمنيها ذلك سابقا، إلا أن الانفجار جعلها أحرص على ألا تدع منزل أبيها وحده: "جدرانه تحدثني باستمرار".

وتضيف بانديكيان، أنها لن تترك بيت أبيها وهو مفتح من جوانبه بهذا الشكل؛ نظرا لأن النوافذ والأبواب جميعها محطمة جراء الانفجار رغم صمود الجدران العتيقة أمامه.

ويقيم في لبنان 140 ألف من أقلية الأرمن النازحين من بلدانهم بداية القرن الـ19، فرارا من الإبادة للجماعية على أيدي العثمانين، ويملكون مدارس وجامعات خاصة بهم في لبنان، ويتحدثون اللغة الأرمينية بجانب العربية.

ويقيم معظم الأرمن في بيروت بأحياء برج حمود وغيتاوى ومارا ميخائيل، المتأثرة بشدة من الانفجار الذي ضرب البلاد أغسطس الماضي، موقعا قرابة الـ200 قتيل ومدمرا الكثير من المنازل.

وفي منطقة أخرى من حي جيتاوى، تقول برجوهى كاسباريان، ذات الـ90 عاما، إنها لن تترك منزلها الذي نشأت فيه منذ كان عمرها 10 سنوات، رغم أن 3 من أبنائها يعيشون بالخارج، مضيفة أن ما حل ببلادها هي أزمة وستعبر يوما ما.

وليست الندبة الموجودة بجانب خد كاسباريان سوى شاهد بسيط على الرعب الذي شهدته يوم الانفجار قبيل عيد ميلادها بأيام معدودة، إذ قطع طهوها بالمطبخ الانفجار الهائل، حين انكبت الصحون والأكواب الزجاجية على رأسها، لتنتظر بعدها يوما كاملا قبل أن يساعدها أحد في المستشفى لتضميد إصابتها نظرا لكثرة الجرحى.

وكلا المرأتين تنالان المساعدة من الفرع اللبناني من اتحاد بنيفلانت الأرميني لإصلاح منزليهما.

ويقول إيراين غازيري، مدير الفرع اللبناني من الاتحاد، إنهم قاموا بإصلاح 100 منزل متضرر بالانفجار، بينما يعملون على 80 منزلا آخر، ويخططون لإصلاح 600 منزل ليس جميعها للأرمن فقط، مضيفا أن المنظمة تقوم 3 أيام أسبوعيا بتوزيع 1500 وجبة في كل مرة على المتضررين.

ويقوم الأرمن بشكل فردي بدعم بعضهم، إذ تبرع أحدهم بـ20 ألف دولار لإصلاح دار مسنين أرميني يقيم به 120 شخصا، وفقا لسابي ترزان مدير الدار.

ورغم تمسك الكثير من الأرمن ببيوتهم، فمنهم من يخاف العودة للمنزل تجنبا للذكريات المؤلمة، كما هو حال دكرون، الذي يعمل حدادا ولا يريد العودة لمنزله؛ لأنه سيتذكر زوجته لايزا التي قضت خلال الانفجار، لكنه قال إن لا مأوى له وأبناؤه غير البيت؛ لذا سيعود إليه حتما رغم الجراح.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك