- عمّار مرداوي: «هاري بوتر ظاهرة عالمية فريدة ورغم مرور 23 عاما على صدورها لا تزال تتصدر قوائم أمازون للأكثر قراءة
شهدت قاعة «ضيف الشرف» بأرض معرض القاهرة للكتاب، أمس الجمعة، حفل إطلاق النسخة الصوتية من كتاب هاري بوتر ومقدسات الموت، وهو الجزء السابع والأخير من السلسلة، للكاتبة البريطانية "چي كي رولينج"، عبر تطبيق الكتب الصوتية الخاص بشركة «ستوري تل» العالمية في حضور المدير الإقليمي للشركة، عمّار مرداوي، والفنان الصوتي السوري سمعان فرزلي، الذي قام بالأداء الصوتي لجميع أجزاء السلسلة.
وأدار الندوة الكاتب الصحفي، سيد محمود، فاستهلها بنبذة عن حياة الكاتبة البريطانية "چي كي رولينج" مؤلفة السلسلة، والتي كانت تعج بالمشكلات، حتى جاءتها فكرة هاري بوتر وعالم السحرة ذات يوم وهي نائمة في قطار، فغيّر ذلك الصبي الصغير مجرى حياتها بعصاه السحرية، بل ومجرى تاريخ الكتابة الروائية في العالم بأسره؛ وأصبح «علامة تجارية مسجلة»، وصار له جمهور من مختلف الأعمار وفي شتى بقاع العالم.
وصرّح «مرداوي» بأن شركة «ستوري تيل» الرائدة في مجال بث الكتب الصوتية والإلكترونية بدأت نشاطها في السويد، ثم توسعت في عدة بلدان كالنرويج والدنمارك وفنلندا وبولندا وهولندا وروسيا وإسبانيا والهند، حتى أصبحت تقدم خدمة الكتب الصوتية لمليون مستخدم حول العالم، كما قال إنه تم افتتاح «ستوريتيل آرابيا» منذ أقل من عامين؛ لخدمة العالم العربي، وقد بدأت الشركة وقتها ب350 كتابا صوتيا عربيا فقط، أما اليوم فتفتخر بامتلاك 3000 كتاب صوتي متاح باللغة العربية عبر التطبيق الخاص بها.
وكشف عن سر تبني مؤسسته لسلسلة روايات هاري بوتر، فقال: «إن الكتب الصوتية ظاهرة جديدة بعالمنا العربي، لازلنا في مرحلة تعريف المستخدمين بالكتب الصوتية ومميزتها العديدة؛ ولهذا قمنا بالتعاون مع شركة بوترمور البريطانية المملوكة للكاتبة رولينج لنشر سلسلة روايات هاري بوتر؛ من أجل جذب أكبر عدد ممكن من المتحدثين باللغة العربية للاستمتاع بالكتب الصوتية وتجربتها».
وأكد أن "هاري بوتر" ظاهرة عالمية فريدة من نوعها، أسهمت في إدخال الملايين حول العالم إلى عالم القراءة، وبرغم مرور 23 سنة على صدور أول عدد من السلسلة، فهي لا تزال تتصدر قوائم «أمازون» للكتب الأكثر قراءة في العالم.
كما تحدث «فرزلي» عن تجربة تقديمه للأداء الصوتي لأجزاء هاري بوتر، فقال إنه سعد كثيرًا حين علم أنه قد تم اختياره من بين أكثر من 80 فنانا صوتيا وممثلا على مستوى العالم العربي، وقال إنه كان يقرأ كل عدد من السلسلة على حدة قبل التسجيل.
وبسؤاله عن أكثر الشخصيات التي أثرت فيه في السلسلة بشكل شخصي، كشف «فرزلي» أنه برغم تفاعله مع جميع الشخصيات، إلا أن ناظر مدرسة السحر، «دمبلدور» واللورد الشرير «فولدمورت»، لهما نصيب الأسد؛ نظرًا لما يتمتعان به من سحر خاص نابع من كونهما متناقضين وفي نفس الوقت تجمعهما عوامل نفسية مشتركة، مما شكل له تحديًا لإظهار ذلك في الأداء الصوتي.
وعن كواليس تحويل سلسلة هاري بوتر إلى كتب صوتية، كشف «فرزلي» أنه مشروع ضخم، استهلك الكثير من الوقت والجهد من فريق العمل، فقد تجاوزت ساعات الاستماع الخاصة بالأجزاء السبعة 150 ساعة، حتى أنهم أنشأوا «ذاكرة صوتية» من أجل «فرزلي»، تحفظ طريقة أداؤه لجميع الشخصيات.
وفي تصريح خاص لـ«الشروق»، قال «فرزلي» إن تحويل الجزء السابع لكتاب صوتي كان الأصعب بالنسبة له؛ بسبب اختلاف الحالة النفسية لجميع الشخصيات؛ فهنا تصل الأمور إلى خواتيمها وتتلاحق الأحداث.
وتابع: «اضطررت إلى أن ألون أدائي كثيرًا لأُظهر الخير والشر في هذا الجزء، فالأبطال مطاردون، ومن وجهة نظر الآخر، هم الأشرار»، مشيرًا إلى أن هناك موقفًا بعينه استنزفه كثيرًا حتى يستطيع فهمه وتحليله ومن ثم تأديته صوتيًا على أكمل وجه، وهو مشهد موت «دمبلدور»، الذي قرر الانتحار بعدما أصابته لعنة «الهوركروكس»، (وهي أدوات سحرية تحفظ جزء من روح الساحر داخلها كما جاء في القصة)؛ من أجل حماية الآخرين، فاختار التضحية بحياته من أجل تحقيق الهدف الأسمى.
واستنكر «فرزلي» من يعتبر هاري بوتر قصة للأطفال، فنجاحها العالمي الساحق يكشف عن أنها شىء أكبر من ذلك بكثير، مضيفا: «أغلب الإطراءات والرسائل التي تصلني وتمتدح عملي، هي من الكبار»، موجها دعوة للقراء المقبلين على الاستماع للكتاب الصوتي للتحرر من فيلم السينما، وترك خيالهم بالكامل تحت طوع المؤلفة.