كان معجبا بهتلر وينتظر لقاءه.. كيف تحدث تشرشل عن شخصية خصمه الأول في مذكراته؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كان معجبا بهتلر وينتظر لقاءه.. كيف تحدث تشرشل عن شخصية خصمه الأول في مذكراته؟

رئيس وزراء بريطانيا الراحل - وينستون تشرشل -ارشيفية
رئيس وزراء بريطانيا الراحل - وينستون تشرشل -ارشيفية
منال الوراقي
نشر في: السبت 25 يناير 2020 - 2:30 م | آخر تحديث: السبت 25 يناير 2020 - 2:30 م

حلت أمس - 24 يناير، الذكرى الـ65 على رحيل ونستون تشرشل، السياسي الداهية واللورد الذى حمى كبرياء بريطانيا، ورفض الانصياع للنازية التى عاش عمره يحاربها حتى انتصر عليها، ليصنع اسمه ضمن أعظم الزعماء الحربيين والسياسيين والقادة وأبرع واضعى خطط القتال فى بريطانيا على مدار تاريخها الحديث.

تشرشل، رئيس وزراء المملكة المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية، الذي أفنى عمره يبني بريطانيا القوية، ويحارب النازية التي كانت على أعتاب بلاده، لذا حظى بتأييد شعبى واسع ساعده على كسر شوكة الزعيم النازي أودلف هتلر، وأصبح الرجل الذى وقف بمفرده محاربًا ذلك الفاشية الألماني الذي أنهك البشرية.

ولكن.. كيف ذكر وتحدث تشرشل عن شخصية خصمه الأول هتلر في مذكراته؟

كان لهتلر مكانا مهما في مذكرات تشرشل، إذ دارت معظم أجزاءها عن الحرب التي جمعت الزعيم البريطاني بالفاشية النازي، ولكن أكثر ما كان ملفتا للنظر هو نظرة رئيس وزراء بريطانيا العظمى للزعيم النازي قبل اعتلاءهما سدة الحكم، حيث حكى تشرشل في مذكراته أنه كان معجبا بالزعيم النازي -الذي أفنى عمره وهو يحاربه- وينتظر مقابلته.

وفي السطور التالية، نسرد جزءا من مذكرات تشرشل، حينما كان في عزلة سياسية، ويكتفي برئاسة منظمة الكومنولث الجديدة، -وهي منظمة تهدف لنزع السلاح وحفظ السلم العالمي- تحدث فيها عن هتلر، الذي كان لا يزال على أعتاب توليه منصب المستشار الألماني، قبل اندلاع الحروب بينهما، وموقفا تعرضا له قبل اعتلاءهما منصبيهما، إذ قال تشرشل:

لقد كانت السنوات ما بين عامي 1931 و1935 من أمتع سنوات عمري، فقد انصرفت إلى التأليف وإلقاء المحاضرات، وقد کسبت الكثير من عائدات مقالاتي وكتبي، التي لاقت رواجا كبيرا في بريطانيا العظمى وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في القارة الأوروبية كلها.

وفي عام 1932، اضطررت للسفر إلى المدينة الألمانية ميونيخ، لمتابعة تأليف أحد كتبي عن تاریخ مارلبورو (مسقط رأس تشرشل في بريطانيا)، وقد أمضيت في ميونيخ حوالي أسبوع، ونزلت في فندق ريجينا، وهناك تعرفت إلى شخص يدعي الهرهانج ستانجل، وكان من المتحمسين لهتلر وعلى علاقات طيبة معه.

وفي أحد أيام زيارتي لألمانيا، دعوت الهرهانج ستانجل لتناول العشاء معي وبعض الأصدقاء، بعد أن أعجبتني لباقته، وأثناء العشاء حدثنا كثيرا عن هتلر، وعن نشاطاته وآرائه، وكنت أشعر وأنا أصغى إليه، أنه كان واقعا تحت سحر هتلر دون ريب.

وفيما بعد، علمت أن أوامرا قد صدرت إليه بالاعتناء بي، وبدا أنه يرغب في إدخال السرور والبهجة إلى نفسي، لذلك كان لطيفا معي إلی أبعد الحدود، ونظرا لأنه من المقربين إلى الفوهرر، فقد دعاني إلى الاجتماع به، وتطوع إلى إعداد موعد لي معه، إذ أن هتلر كان يتردد كل يوم إلى الفندق، في الساعة الخامسة مساء، مؤكدا أنه سيسره الاجتماع بي شخصيا.

في ذلك الحين لم أكن أي عداء لهتلر بالذات، ولم أكن أعلم الكثير عن عقيدته وفلسفته وشخصيته، بل كنت معجبا به؛ لأنه تمكن من النهوض ببلاده بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى.

وفي أثناء حديثي مع الهرهانج ستانجل تطرقت إلى الحديث عن اليهود بشکل لاحظت أنه لم يكن راضيا عنه، وفي اليوم التالي عندما اجتمعت به للمرة الثانية قال لي إن الفوهرر لن يتمكن من الاجتماع بي، فهو لن يأتي إلى الفندق اليوم.

وكانت هذه آخر مرة رأيت فيها الهرهانج ستانجل، بالرغم من أني أمضيت عدة أيام أخرى في الفندق، وهكذا أضاع هتلر فرصته الوحيدة في مقابلتي، ففيما بعد تلقيت عدة دعوات من الزعيم النازي لمقابلته، بعد أن أصبحت في منصب رئيس وزراء بريطانيا العظمى، لكني كنت أعتذر عن قبولها؛ لأن أشياء عديدة حدثت أثناء ذلك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك