• منهج القرآن يلفت العقول إلى دلائل الألوهية ويستحثها على التفكير والتدبر
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن بعض العلماء يرى أن كل ما ورد في القرآن الكريم من آيات تتحدث عن وجود ووحدانية الله، ليست موجهة في المقام الأول إلى إثبات وجود الله إنما لتوحيده وإفراده بالألوهية، لأنهم ينطلقون من أن وجود الله قضية بديهية.
وأضاف شيخ الأزهر، خلال برنامجه «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أمس الخميس، أن هؤلاء تعقبهم علماء آخرون، قالو إن هناك آيات كثيرة في القرآن تلفت النظر إلى التأمل للوصول إلى أن هناك إلهًا وراء هذه الطبيعة، منها الآية القرآنية «إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي».
وتابع أن القرآن يستثير الفطرة والعقل البسيط، معقبًا: «القرآن نازل للناس، وليس للمثقفين والفلاسفة فقط، وذلك من إعجازه أن يكون له خطابًا واحدًا يتأمله الفيلسوف فيفيد منه، ويتأمله الرجل البسيط فيفيد منه أيضًا».
وذكر أن منهج القرآن يلفت العقول إلى دلائل الألوهية في مظاهر الطبيعة وما حولها، ويستحث العقل على التفكير والتدبر، موضحًا: «هذا الكتاب حفل بالعقل احتفالًا مدهشًا، يحاجج به ويحاكم به ويخاصم به ويرد على المنكرين به أيضًا».
ورد على حكم البعض بأن الكون ليس له خالق وأنشأ نفسه بنفسه، استنادًا إلى نظرية داروين، مستطردًا: «إن الله كان يعلم أن هناك أناس ستضلل الآخرين، ويحسمون المسألة في خلق السماوات والأرض، لذلك أنزل آيته الكريمة "ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا"».
وأوضح: «الآية السابقة يقول فيها الله لعباده إنهم لم يكونوا خُلقوا بعد حينما خلق هو السماء والأرض، حتى يستطيعوا معرفة كيف كان الكون، أو يجزموا أن الإنسان أجري له تطورات عبر العصور الماضية حتى وصل لهيئته الحالية، فالله سبحانه وتعالى حسم الأمر بهذه الآية، ذلك غير أن الله قد بدأ الكون بآدم وهو مخلوق كاملًا».