فاسألوا أهل الذكر.. ويسألونك عن الروح - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فاسألوا أهل الذكر.. ويسألونك عن الروح

محمد بلال
نشر في: السبت 25 مايو 2019 - 10:36 ص | آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 10:36 ص

هناك بعض الأسئلة تطرح نفسها عن الروح مثل: ما هى الروح وأين تكون قبل دخولها الجسد؟ وأين تسكن بعد خروجها منه؟ وهل تظل فى عالمنا هذا؟ وما هى حقيقة تحضير الأرواح؟ وهل هو صحيح؟
الروح هى القوة التى تحدث الحياة فى الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان، وقد وجدت فى ما به حياة الحس والحركة، والعقل والتفكير، وأضيفت إلى الحيوان والإنسان.
ولم يرد فى الدين نص واضح صريح يشرح حقيقتها ويحدد وجودها، وكانت فى نظر الدين كغيرها من سائر الحقائق الكونية تركت للبحث البشرى يبحث عنها، ويصيب أو يخطئ على حد سواء.
ولقد خاض الإنسان قديما وحديثا فى البحث عن حقيقتها، واختلف الباحثون فيها فقال الإمام الألوسى بعد أن ذكر العديد من آراء العلماء عنها: «وقيل وقيل إلى نحو ألف قول»، والأهم عند المحققين قولان واختار أولهما، وهو «أن الروح جسم نورانى علوى حى، مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، سار فيه سريان الماء فى النبات، لا يقبل التحلل ولا التفرق، يفيض على الجسم الحياة وتوابعها ما دام الجسم صالحا لقبول الفيض»، وقد أيده ابن القيم، وقال: «إنه الصواب ولا يصح غير وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، وأدلة العقل والفطرة وبرهن عليه بما يزيد على مائة دليل».
ويرى الشيخ محمود شلتوت أن هذا الرأى لم يشرح حقيقة الروح وإنما ذكر خواص ولوازم أكثرها سلبى لا يفيد الحقيقة.
وكما اختلف العلماء فى حقيقتها اختلفوا أيضا قدمها وحدوثها، وفى مستقرها قبل اتصالها بالأجسام، واختلفوا أيضا هل حدثت قبل الأجسام أو بعد الأجسام؟ وليس فى النصوص أكثر من أن نفخها فى الجسم يكون بعد تسويته، والمفهوم من نفخها تحصيل آثارها فى الجسم.
واختلفوا أيضا فى موتها وبقائها، وفى مستقرها، بعد مفارقة الأبدان.
والذى ترشد إليه الآثار الدينية أنها تخرج من بدن الإنسان فيكون الموت أنها تخرج من بدن الإنسان فيكون الموت، وأنها تبقى ذات إدراك، تسمع السلام عليها، وتعرف من يزور قبر صاحبها، وتدرك لذة النعيم وألم الجحيم، وأن مقرها يختلف بعد مفارقة البدن بتفاوت درجاتها عند الله.
وعلى رغم كل هذا فلا تزال حقيقتها من الغيب الذى لم يكشفه الله للإنسان وهى فى ذلك مثل كثير مما ينتفع الإنسان بآثاره دون أن يعرف حقيقته.
وباب البحث عن حقيقتها مفتوح لم يمنع منه نص دينى.
ولا حجة للقائلين بحرمة البحث عنها فى قوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) «الإسراء ــ 85»، فقد رجح بعض العلماء أن المراد منها فى الآية هو القرآن نفسه وقد سماه الله روحا (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) «الشورى ــ 52» وسابق الآية ولاحقها يرشد إلى صحة هذا الرأى.
وإذن، فلا يتعين أن يكون المسئول عنه هو روح الحياة، على أنه لو كان هو روح الحياة فليس فى الآية أكثر من أنها من أمر الله، وهو لا يمنع البحث عن حقيقتها.
وكما لم يرد نص فى شىء من ذلك كله، لم يرد شىء فيما يختص بتحضيرها وتسخيرها لدعوة الإنسان، كما لم يدل عليه تجربة صادقة وكل ما نسمعه فى ذلك هو مظاهر خداع وإلهاء بالخيالات لا يلبث أن ينكشف أمره.
وحسب المؤمن فى إيمانه أن يقف عند ما أخبر الله به، وصح عن رسوله، وليس عليه أن يحمل نفسه عقيدة أو رأيا لا يتوقف عليه صحة الإيمان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك