أسوشيتد برس: الخطر واليأس يرافق السودانيين العالقين في القتال - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسوشيتد برس: الخطر واليأس يرافق السودانيين العالقين في القتال

ترجمة الشروق
نشر في: الخميس 25 مايو 2023 - 10:50 م | آخر تحديث: الخميس 25 مايو 2023 - 10:50 م
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى السودانيين الفارين من القتال الدائر في بلادهم منذ منتصف الشهر الماضي، طرحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية سؤالا عن حال من ظلوا مكانهم، في مواجهة "الخطر واليأس".

واستشهدت الوكالة الأمريكية في تقرير لها بأحد هؤلاء الأشخاص، ويدعى محمود، الذي لم يغادر شقته الصغيرة في شرق الخرطوم أبدا تقريبا، بينما يتصبب عرقا في ظل حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء معظم فترة الشهر الماضي.

وقالت "أسوشيتد برس" إنه عندما يخرج محمود لإيجاد الطعام، يترك هاتفه المحمول، بسبب اللصوص في الشوارع.

وعندما يجلس بمكانه يخشي أن تقصف إحدى القذائف منزله.

لكن الشاب المنهك والمرتبك وغير القادر على الفرار من العاصمة السودانية التي يعصف بها الصراع، يحاول حجب الواقع المحيط به وتدبر حاله من خلال القراءة حيث يقول: "أقرأ مجموعة كتبي للمرة الثانية".

ومنذ اندلاع الصراع الشهر الماضي، فر أكثر من 1.3 مليون نسمة من ديارهم للهروب من القتال، سواء نازحين داخل السودان أو لاجئين يعبرون الحدود.

لكن بالنسبة لمحمود وملايين آخرين، ظلوا عالقين في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، غير قادرين على مغادرة ساحة المعركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبحسب "أسوشيتد برس"، يخوض هؤلاء العالقين كل يوم صراع لإيجاد الطعام، والمياه، وشحن هواتفهم مع انقطاع الكهرباء. كما يتعين عليهم طوال الوقت تجنب المسلحين والمجرمين في الشوارع الذين يسرقون المارة ويروعونهم، وينهبون المحلات، ويقتحمون المنازل لسرقة أي شيء له قيمة يمكنهم العثور عليه.

وذكرت الوكالة، أنه أصبح من الصعب العثور على الدولار، كما من الخطير الاحتفاظ به، إذ أنه هدف للصوص. لكن الأمر المدهش أن التطبيق البنكي الخاص ببنك الخرطوم، لايزال يعمل معظم الوقت، وقد أصبح شريان حياة لكثيرين، حيث يتيح للمستخدمين تحويل الأموال والدفع إلكترونيا.

ويستخدم محمود التطبيق البنكي ليدفع لمالك المتجر الذي يذهب إليه لشراء المنتجات المعلبة، وخلال الأسابيع التي تنقطع فيها الكهرباء، لازال صاحب المتجر يعطيه ما يحتاج إليه، ويسمح له بالدفع لاحقا.

وتضع إحدى شركات التكنولوجيا التي عمل فيها محمود قبل اندلاع القتال 300 جنيه سوداني – حوالي 50 دولارا – في حسابه على التطبيق كل بضع أسابيع.

وتساعده تلك التحويلات على الحصول على الطعام، إذ قال: "إذا كان لدي المال بحسابي البنكي، والتطبيق يعمل، سيكون كل شيء بخير".

وطلب محمود مثل آخرين ممن تحدثوا مع "أسوشيتد برس" ذكر اسمهم الأول فقط.

من جهته، قال وليد، وهو من سكان شرق الخرطوم، إنه واجه عدة مواجهات مرعبة. ففي إحدى الحالات، رأى حوالي 30 من مقاتلي الدعم السريع، بعضهم بدا أنه لم يتجاوز 15 عامًا، يعذبون أحد المارة ويوجهون أسلحتهم عليه ويطالبونه بالاستلقاء على الأرض، ثم يصرخون عليه ليقف. وقال وليد: "كانوا يلعبون به كالدمية".

وبحسب الوكالة الأمريكية، لا يستطيع كثيرون تحمل تكلفة المغادرة. ويريد محمود الوصول إلى إثيوبيا، ثم يتجه البرتغال حيث عُرض عليه منصب فني أبحاث، لكنه لا يملك مبلغ 2500 دولار الذي يقدر أن الرحلة ستتكلفه. وفي المقابل، قال وليد إنه لا يستطيع المغادرة لأسباب طبية.

وقال آخرون إنه ليس لديهم خيار سوى البقاء والعمل. وتقول تانا توسافي، وهي إثيوبية تعمل بائعة شاي في شوارع الخرطوم، إن أطفالها الأربعة يعتمدون عليها، مضيفة: "ليس لدي من يعولني، لذلك يتعين على العمل".

وبحسب الوكالة، لا يمكن التنبؤ بالأخطار؛ إذ قال محمود إن مقاتلي الدعم السريع المتواجدين في مبنى مجاور بدأوا الأسبوع الماضي إطلاق النار على مبناه السكني، على اعتقاد أن هناك أحد القناصة التابعين للجيش بعد رؤية الأضواء بالداخل، مشيرا إلى أنه اضطر لمواجهة القوات وإقناعهم بأن المدنيين فقط من يعيشون بالمبنى.

من جانبها، قالت فاطمة إن شقيقها ويدعى خالد اختفى لمدة 8 أيام بعدما خرج لتناول القهوة مع أصدقائه في 13 مايو الجاري.

وعندما عاد أخبرها أن قوات الدعم السريع احتجزته واستجوبته طيلة تلك الفترة.

وذكرت مبادرة المفقودين، وهي مبادرة إلكترونية يمكن للأشخاص الإبلاغ من خلال عن ذويهم المفقودين، أنها تلقت بلاغات بشأن ما لا يقل عن 200 شخص في عداد المفقودين في منطقة العاصمة.

وأضافت أنها تلقت عدة تقارير عن أفراد تحتجزهم قوات الدعم السريع.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك