قال الدكتور هشام العسكري أستاذ نظم الأرض والاستشعار عن بعد بجامعة تشابمان بالولايات المتحدة، إن سد النهضة الإثيوبي سيحجز كميات هائلة للمياه، بما يُحدث تغييرًا في الظواهر الطبيعية.
وأضاف في تصريحات لبرنامج «حديث القاهرة» الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى على شاشة «القاهرة والناس»، مساء الخميس، أن هناك خطرًا متصاعدًا لحدوث التصحر أو الجفاف لفترات طويلة، مشيرًا إلى أن تناقص حصة مصر المائية يجعلها تلجأ للمخزون الاستراتيجي من بحيرة ناصر، التي ستتعرض بدورها للتناقص.
وأكد أن الأضرار التي ستطال الظواهر الطبيعية في إفريقيا من جرّاء السد سيكون له تأثيرات على الولايات المتحدة، مستعرضًا صورًا لعواصف ترابية تصدر من شمال إفريقيا تجاه المحيط الأطلنطي، مذكرًا بأن إعصار ساندي الذي ضرب نيويورك في 2018 كان قادمًا من غرب إفريقيا.
كما استعرض العسكري صورًا التقطتها الأقمار الصناعية تُظهر أتربة ضخمة تصدر من شمال إفريقيا، وتساهم في تكون الأعاصير، حتى تصل إلى الولايات المتحدة عبر خليج المكسيك.
وأشار إلى أن الأتربة والعوالق الجوية هي عبارة عن حبيبات لتكون السحب المائية حولها، ومن ثم يتشكل الإعصار، لا سيّما إذا تراكمت هذه الأتربة بشكل كبير، محذرًا من أن انتشار التصحر والجفاف في شمال إفريقيا بشكل كبير ينذر بظهور الأتربة بكميات ضخمة على المحيط الأطلنطي بما يؤدي إلى عواصف ترابية تؤدي إلى تكون أعاصير على الساحل الشرقي الأمريكي.
وأوضح أن سد النهضة يغير في الدورة الهيدرولوجية للمياه بما يؤثر سلبًا على الظواهر الطبيعية، ما يفرض ضرورة الحاجة إلى اتفاق قانوني ملزم لحل أزمة السد، محذرًا من المغامرة بحياة أكثر من 150 مليون مواطن يعيشون على ضفاف نهر النيل في مقابل تعنت عبثي غير مقبول سواء أخلاقيًّا أو منطقيًّا أو عمليًّا.
يُشار إلى أن ياسر عباس وزير الري السوداني، كان قد أعلن مساء الخميس، أن الاتحاد الإفريقي لم ينجح في حل أزمة سد النهضة، وذلك في أحدث المواقف الدبلوماسية بشأن أزمة السد الإثيوبي.
وقال الوزير السوداني إن اعتراض إثيوبيا على مبدأ الوساطة مثار دهشة للخرطوم، مؤكدًا أن بلاده خاطبت مجلس الأمن بشأن عدة مطالب منها تحويل مبادرة الاتحاد الإفريقي إلى وساطة دولية يقودها الاتحاد.