عبد الحكيم الواعر: الحروب تُعيد تشكيل خريطة إنتاج ونقل الغذاء فى العالم
قال الدكتور عبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والرزاعة (الفاو) والممثل الإقليمى لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إن مصر تتحمل العبء الأكبر فى توفير الغذاء فى المنطقة بسبب الصراعات، خاصة فى غزة.
وأوضح خلال احتفالية، مساء أمس، بمناسبة «يوم الأغذية العالمى»، والتى أُقيمت تحت اسم «من أجل حياة أفضل ومستقبل أفضل»، المنعقدة فى مقر الفاو بالجيزة، إن 10 ملايين لاجئ جاءوا إلى مصر بسبب الصراعات، ما يمثل عبئا على القطاع الغذائى، حتى وإن كانت تلك السلع مدعومة بتمويلات من الخارج.
شهدت الاحتفالية حضورا من ممثلى دول المنطقة بالزى التقليدي فى بلدانهم، بما فيهم الواعر، الذى ارتدى الزى التقليدى الليبى، إضافة إلى عرض للمأكولات الشعبية من عدة بلدان مثل السودان واليمن ومصر وليبيا.
وقال فى كلمته فى بداية الاحتفالية: «لا أستطيع استكمال كلمتى دون الولوج إلى ما يحدث فى غزة، لأنه من المهم أن يعرف العالم ما يحدث هناك. كما أن الأجيال القادمة يجب أن تعرف».
فرغم المجهودات المبذولة لتوفير الغذاء لأهل غزة، فإن الوضع تدهور بشدة منذ منتصف العام الجارى، بعد إغلاق معبرى رفح وكرم أبوسالم.
كما سلط الواعر الضوء على السودان، «وإن كان نوع الصراع يختلف حيث إنه اقتتال أهلى، لكن غزة تهاجمها إسرائيل، لكن الصراع يلقى بنصف السودانيين إلى مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائى».
وامتد الصراع إلى لبنان واليمن والعراق وإيران، ما دفع بملايين اللاجئين إلى مصر.
وقال الواعر إن مصر استقبلت نحو 10 ملايين لاجئ من «الدول الشقيقة»، وهذا يمثل عبئا كبيرا جدا.
ويرى الواعر أن الصراعات فى المنطقة أثرت فى حركة نقل الأغذية فى البحر الأحمر، بينما أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على إنتاج الغذاء فى البحر الأسود، «الصراعات تعيد تشكيل خريطة إنتاج وتوزيع الغذاء فى العالم، وهذا أمر له آثار بعيدة المدى».
ولفت الواعر الانتباه إلى تحديات الغذاء الأخرى مثل تغير المناخ والإهدار الكبير للغذاء الذى يصل إلى 30%، وفى بعض الأحيان يزيد إلى 40%، «لولا هذا الإهدار لكان الغذاء كافيا لإطعام العالم».
وأوضح أن هناك 400 مليون جائع فى العالم، و80 مليون شخص مهددون بالجوع.
وأشار دكتور سعد موسى، الذى شارك الاحتفالية ممثلا عن وزير الزراعة المصرى، إلى أن مصر تستقبل ملايين من اللاجئين حاليا، لكن التطور الكبير الذى حدث فى مجال إنتاج الغذاء ساعدها على الصمود، خاصة فى ظل الشح المائي ومحدودية الأراضى المنزرعة.
وأوضح أن عمليات استصلاح الأراضى ومشروعات الاستزراع السمكى كانت ضمن هذه الإصلاحات.
وقال: «رغم التحديات فكل الغذاء متوفر فى مصر، ونصدر منتجات زراعية بكميات كبيرة، بلغت 7.5 مليون طن العام الماضى، ذهبت لـ 160 دولة».

