يُزيد عمدة طهران بيروز حناشي، مع جمع من دبلوماسيين الأجانب، من سرعتهم، بينما يجوبون طرق العاصمة الإيرانية في صباح مشمس بدراجاتهم في بداية مبادرة لتحفيز المواطنين على ركوب الدراجات؛ لتخفيف عبء التلوث عن كاهل العاصمة التي تعج شوارعها بالسيارات ذات الوقود المدعم والمصانع التي تبعث الكثير من العوادم.
ويقول بيروز، لـ"فرانس برس": "طهران لن تصبح أمستردام في الوقت الحالي، ولكن الحل بيئي ورخيص وسهل التحقيق للحد من ظاهرة التلوث".
وتقوم مبادرة "دود أو بلا عادم" بإتاحة تأجير الدراجات عبر الموقع الرسمي بتكلفة 0.1 دولار لكل نصف ساعة، إذ يقوم راكبوا الدراجات بقيادتها حتى محطات المترو وإكمال الطريق إلى العمل، من خلاله، بدلا من قيادة السيارات أو ركوب التاكسي.
ويقول غلام حسين مؤسس المبادرة، إنه يحلم باليوم الذي تصل فيه طهران لمرحلة السيارات الكهربية، وغيرها من الحلول البيئية المتقدمة لحل مشكلة التلوث.
وتستفيد حملة دود، من كون الدراجات يتم تصنيعها بواسطة بعض الأسر المحتاجة ما يشجع الكثيرين لتأجيرها دعما لهم، كما أن حملة بدالات بيضاء، التي جاءت بعد وفاة إحدى راكبات الدراجات دهسا يونيو الماضي، وفرت الكثير من الدعم للمبادرة الجديدة.
ويقول فرشاد رظائي طباخ ثلاثيني هاوِ لركوب الدراجات؛ إذ يقود عشرات الكيلومترات بواسطتها يوميا، إن البيئة في طهران غير مأهلة لركوب الدراجات، بسبب ازدحام الشوارع بالدراجات النارية وتنمر السائقين والمشاة أيضا على راكبي الدراجات، بجانب مخاطر الإصابة بحوادث السيارات.
ويضيف سيرفرويد أحد المستأجرين لدراجات مبادرة دود، أن الأمر جيد للغاية خاصة في وقت جائحة كورونا والخوف من العدوى بالأماكن المغلقة.
وتقول نسرتين جبارنيا إحدى المستأجرات لدراجات دود يوميا، إن ركوب الدراجة للنساء في طهران يمثل تحديا كبيرا، إذ تواجه الكثير من المضايقات من قبل المارة لكونها امرأة تقود الدراجة ما يجعلها غير مرتاحة في رحلتها.