واجمانس: أمستردام متميزة فى الإنتاج الزراعى ولدينا خطط للتعاون مع القاهرة

قالت جيرترود واجمانس، مستشارة الوكالة الهولندية لدعم القطاع الخاص، والتابعة لوزارة والتجارة والصناعة الهولندية: إن الوكالة ستبدأ مشروعا فى مصر يدعم وزارة المالية فى إعداد الموازنة العامة للدولة.
وتعتبر واجمانس أن برنامج الوكالة الذى خصصته لوزارة المالية المصرية استثنائى بين المشروعات التى عادة ما تقوم الوكالة بدعمها فى القاهرة، «نحن ندعم المشروعات الصغيرة وخاصة مشروعات ريادة الأعمال وتلك التى تؤدى إلى خلق وظائف»، بحسب مستشارة الوكالة فى حوار مع «الشروق» على هامش لقاء أجرته مع عدد من رجال الأعمال المصريين فى مقر جمعية رجال الأعمال بالقاهرة، الأسبوع الماضى لبحث احتياجات الشركات الخاصة، لتتمكن الوكالة من تحديد أوجه صرف منحة بقيمة 3 مليارات يورو، تقدم لدعم القطاع الخاص فى مصر.
ويتكاتف هدف الوكالة الهولندية مع القضايا التى تركز عليها مصر فى الفترة الأخيرة؛ حيث تولى اهتماما خاصا بالمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.
وفى نهاية عام 2018، أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، القرار رقم 2370 لسنة 2018 بتعديل القرار رقم 947 لسنة 2017 الخاص بإنشاء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والذى ينصُ على أن ينشأ بمجلس الوزراء صندوق يسمى «جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر».
وأكد رئيس مجلس الوزراء، حينها، أن القرار يعكس حرص الدولة على إجراء التعديلات اللازمة لتهيئة البيئة التشريعية لتكون أكثر جذبا للاستثمار؛ حيث يهدفُ تعديل القرار إلى تحفيز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ودمجها فى الاقتصاد الرسمى لكونها تساهم فى توفير العديد من فرص العمل وتقليل معدلات البطالة والارتقاء بمستوى المعيشة على النحو الأفضل.
وفى هذا الإطار، قالت واجمانس: إن الوكالة ستطلق مشروع «كونا» فى مصر مطلع شهر مارس المقبل، يستهدف تدشين مركز للشباب، يدربهم على ما قد يحتاجونه لبدء مشروع صغير.
وهذا المشروع يعكس بندا آخر فى فلسفة عمل الوكالة فى برامج وحزم الدعم التى تقدمها لمصر، وهى كما قالت واجمانس، تستهدف قطاعات بعينها وليس شركات، ولأن هولندا دولة متميزة فى مجال الزراعة، شهد اجتماع واجمانس مع رجال الأعمال المصريين طلبات متعددة لدعم مشروعات زراعية من منحة الـ 3 ملايين يورو.
«الزراعة مهمة جدا فى هولندا ونحن ثانى أكبر مصدر للمنتجات الزراعية على مستوى العالم بعد أمريكا، ولدينا طرق فعالة جدا ومميزة فى مجال الإنتاج الزراعى» بحسب واجمانس، مضيفة «لدينا منتجات مختلفة فى مجال الزراعة من خضراوات وزهور وأيضا إنتاج الألبان القائم على الزراعة.. نريد أن نتشارك فى هذه التكنولوجيا والمعرفة مع الدول الأخرى، ولذلك أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك تفاعل فى هذا المجال مستقبلا».
وتزرع هولندا 28% من مساحتها، وتخصص 10% منها للزهور، ويزرع أغلب السكان المحاصيل التى تستخدم بصفة رئيسية لتغذية الحيوانات؛ حيث تمتلك هولندا حوالى 3.75 مليون رأس من الأبقار، كما يربى الفلاحون الخنازير والدواجن والأغنام والماعز.
ويعتمد جزء كبير من الصادرات الزراعية الهولندية على النباتات الطازجة والزهور وبصيلات الزهور؛ حيث تصدر هولندا منها ثلثى مجموع صادرات العالم.
وتشكل صادرات هولندا من الطماطم ربع صادرات العالم، كما تتاجر فى ثلث صادرات العالم من الفلفل والطماطم والخيار عبر البلاد، وتشكل صادرات التفاح لديها خمس صادرات العالم، فيما تعتبر زراعة الزهور واحدة من أهم تخصصات الزراعة الهولندية؛ حيث تزرع فى بيوت زجاجية ضخمة تماما كالخضراوات ثم تُصدّر إلى معظم بقاع العالم.
«تراعى هولندا البعد البيئى فى كل المشروعات التى تدشنها فى بلادها أو تدعمها فى بلاد العالم، هذا بالإضافة إلى البرامج المحددة التى توجه لمشروعات بيئية مثل إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه، كما أن لديها خطة لدعم تلك المشروعات فى مصر»، بحسب واجمانس ردا على تساؤل خاص بمدى اهتمام الحكومة بمساندة تلك المشروعات فى مصر، بعد استقبالها طلبا وحيدا من أحد الحاضرين من رجال الأعمال دعما لمشروع بيئى، فى وقت يشتعل العالم بآثار التغير المناخى على الكرة الأرضية، والمساعى لعلاجها، لدرجة دفعت المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، الذى انعقد الأسبوع الماضى لوضع قضية المناخ على رأس القضايا التى تم مناقشتها.
وقالت واجمانس: إن حكومتها، استقبلت من خلال سفارتها فى القاهرة، عددا من طلبات مشروعات مصرية تحتاج لدعم، إضافة إلى استفسارات عن مشروعات أخرى.