قال مسؤول حكومي كبير إن وزارة الخزانة الإيطالية بدأت في التعامل مع تداعيات ضربة أكبر للمالية العامة المضطربة للبلاد خلال العام الحالي في ظل استمرار فرض القيود الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد وهو ما يعرقل تعافي الاقتصاد.

وبحسب المسؤول الإيطالي فإن النماذج التي أعدتها الخزانة العامة تشير إلى احتمال وصول عجز الميزانية الإيطالية خلال العام الحالي إلى 2ر9% من إجمالي الناتج المحلي، في حين تنتظر الحكومة تراجع معدلات النمو المتوقعة لتصل إلى 5ر4% من إجمالي الناتج المحلي في أسوأ الظروف.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الحكومة الإيطالية كانت قد ذكرت في وقت سابق أنها تتوقع وصول العجز إلى 8ر8% من إجمالي الناتج المحلي. وكانت تتوقع في تشرين أول/أكتوبر الماضي نمو الاقتصاد خلال العام الحالي بنسبة 6% اعتمادا على المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي، بعد الانكماش الكبير للاقتصاد خلال العام الماضي.

ووفقا للصورة الأشد قتامة التي قدمها المسؤول الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته، فإن الحكومة تتوقع ارتفاع معدل الدين العام بنهاية السنة الحالية إلى 5ر158% من إجمالي الناتج المحلي وهو ما يزيد عن التقديرات السابقة التي كانت 6ر155% من إجمالي الناتج المحلي.

يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة الإيطالية اليوم اعتزام رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي تقديم استقالته في اجتماع لمجلس الوزراء صباح غد الثلاثاء، بعد أن نجت حكومة الأقلية التي يترأسها بفارق ضئيل من تصويتين على الثقة الأسبوع الماضي.

وقالت الحكومة في وقت متأخر اليوم الاثنين إن كونتي سيعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الساعة 9 صباحا (0800 بتوقيت جرينتش). وبعد ذلك سيقدم استقالته مباشرة إلى الرئيس.

وأفادت تقارير إعلامية أن تحالف يسار الوسط السابق يأمل في أن يحصل كونتي مرة أخرى على تفويض لتشكيل حكومة جديدة.
بعد فوزها بتصويتين على الثقة الأسبوع الماضي، تواجه حكومة الأقلية بزعامة كونتي اختبارات جديدة في البرلمان في الأيام المقبلة ، حيث من المتوقع أن تخسر تصويتا مهما في مجلس الشيوخ بشأن سياسة العدالة.

وانهار تحالفه الأصلي في روما في 13 كانون ثان/يناير بسبب انسحاب حزب رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي "إيطاليا فيفا"، نتيجة لخلاف حول استخدام أموال مساعدات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتعافي من جائحة كورونا.

ومنذ ذلك الحين، حاول رئيس الوزراء المستقل وشركاؤه - حركة النجوم الخمسة، والديمقراطيون الاشتراكيون وحزب يساري صغير - إيجاد مؤيدين جدد في البرلمان.
ويتوقع الكثيرون في روما الآن أن يحاول شركاء التحالف تشكيل تحالف حكومي جديد موسع، ربما برئاسة المحامي كونتي البالغ من العمر 56 عامًا مرة أخرى.