سعد زغلول وثورة 1919 في فكر الراحل طارق البشري - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سعد زغلول وثورة 1919 في فكر الراحل طارق البشري

شيماء شناوي
نشر في: الجمعة 26 فبراير 2021 - 7:25 م | آخر تحديث: الأحد 28 فبراير 2021 - 12:44 ص

رحل عن عالمنا اليوم المفكر والمؤرخ والفقيه القانوني المستشار طارق البشري، عن عمر ناهز 88 عامًا.

وتم تشييع جثمان الراحل من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، عقب صلاة الجمعة، بحضور عدد من مُحبيه ورجال القانون والساسة والإعلاميين.

أهم ما يُذكر به المفكر طارق البشري هو دأبه الشديد في الدراسة والبحث والتحليل والكتابة عن المجتمع المصري والحركة السياسية والوطنية في المراحل التاريخية المختلفة، ومنها مؤلفاته عن ثورة 1919 وزعميها سعد زعلول، وهي الدرسات التي تناولها في عدد من مؤلفاته منها: «شخصيات تاريخية»، و«ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر» وغيرها.

يرى البشري أن ثورة 1919، ثورة وطنية ديمقراطية، تركزت أهدافها على تحقيق الاستقلال التام عن الاحتلال الإنجليزي الذي اعتبره وجود مادي صرف لا يستند إلى أي شيء من الشرعية. والهدف الثاني هو إقامة الحياة النيابية الدستورية وهو المطلب الموجه في الأساس ضد سلطة الخديو والتبعية للخلافة العثمانية.

وحول فكر سعد زغلول يقول البشري: «كان رجل دولة، عملي المنزع يهتم بالقضايا التنفيذية، ويعبر عن نفسه من خلال المواقف العملية والمسائل الجزئية، وهو يتخذ مواقفه ضمن الملابسات الواقعية التي تحيط به، ويستجيب في هذه المواقف للسياق العام للأحداث والظروف» مشيرًا إلى أن تتبع السياق العام الذي تحرك خلاله زعيم الأمة هو ما يمكن الاستدل من خلاله على النسيج الفكري والمنزع النظري والمصادر التي شكلت سعد زغلول.

وعن علاقة سعد زغلول بالإمام التنويري محمد عبده، ووتأثره بفكر جمال الدين الأفغاني، وكيف تتلمذ على يد الشيخ عبده منذ بداية حياته العامة، ثم أصبح عميدًا للحزب المدني للأستاذ الإمام، يروي الفقيه القانوني، في كتابه «شخصيات تاريخية»، «وافق مجىء سعد زغلول إلى القاهرة 1871، وصول الأفغاني، وما لبث هو أن تحسس طريقه إلى جماعة الأفغاني ومحمد عبده، وتفائل الأفغاني به خيرًا لما قرأه له دفاعًا عن الحرية. فلما عين محمد عبده رئيسًا لتحرير الوقائع المصرية عين سعدًا بها».

ويوضح البشري أن اشتغال سعد زغلول بالقضاء أكسبه صفات خاصة «والواقع أن سعدًا. فضلًا عن تأثره بالأستاذ الإمام، وبالفكر الليبرالي، فقد أسبغ عليه عمله القضائي صفات خاصة، فهو عمل يمارس من داخل السلطة، ومؤسسات الحكم من المحاكم، ولكنه يتميز بوجه من أوجه الاستقلال عن السلطة بحكم كونه عملًا رقابيًا، وأكسبه ذلك قدرة على الاطلاع على عمل الدولة، ونشاط الدولة تجاه الأفراد والمسائل الجنائية ذات الاتصال بالحريات».

وفي كتابه «ثورة 1919 في تاريخ مصر المعاصر»، وضع المؤرِّخ الكبير طارق البشري، ثورة 1919 في السياق والإطار التاريخي العام الذي ينبسط على المرحلة التاريخية والمعاصرة. وهو بذلك ينقل أحداث التاريخ من تشكُّلها الرأسي المتتابع من ماضٍ وحاضر ومستقبل، ينقلها من هذا المنظور إلى المنظور الأفقي بحسبانها كلِّها حدثت وتمَّت وصارت من الماضي. وهذا المنهج يتيح لنا أن نستقرئ أحداث التاريخ في تشكُّلاتها التي جرت؛ لنستطيع بالمقارنة بين بعضها البعض أن نستخلص العبر والدروس وعوامل الإنجاز والفشل وظروف التشكُّل والتعثّر.

طارق البشري، مفكر مصري، شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري ورئيسا للجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع عدة سنوات. تم تعيينه في فبراير 2011 كرئيس للجنة معنية لتعديل الدستور المصري.

صدر له «الديمقراطية والناصرية، سعد زغلول يفاوض الاستعمار، المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية، الديمقراطية ونظام 23 يوليو 1952 - 1970، دراسات في الديمقراطية المصرية، بين الإسلام والعروبة، منهج النظر في النظم السياسية المعاصرة لبلدان العالم الإسلامي، مشكلتان وقراءة فيهما، شخصيات تاريخية، نحو تيار أساسى للأمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك