فرشوط مدينة تاريخية ترسم معالمها قرى مصر قبل 200 عا - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرشوط مدينة تاريخية ترسم معالمها قرى مصر قبل 200 عا

د ب أ
نشر في: الأحد 26 مايو 2019 - 3:51 م | آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2019 - 3:51 م

تعد مدينة فرشوط إحدى المدن التاريخية بمحافظة قنا فى صعيد مصر، والتى ترسم بما تحويه من معالم أثرية ومبانٍ قديمة، صورة لما كانت عليه القرية المصرية قبل 200 عام وتحديدا فى القرن الثامن عشر الميلادى.
في كل موقع بالمدينة ثمة إشارات تاريخية لمعالم صارت اليوم من الماضى، مثل السوق المركزى والحانات والدواوين والجوامع العامرة وأيضا معالم باقية مثل جامع شيخ العرب همام.

وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ)، الأحد، إن مدينة فرشوط، تُعد بمثابة سجل تاريخي يروى الكثير من تفاصيل الحياة اليومية فى القرية المصرية خلال القرن الثامن عشر الهجرى، وما قبله وما بعده من فترات تاريخية كان لها تفردها المعمارى والثقافى والحضارى، وزخمها التاريخى.

وكشف أبوزيد، عن سعي جمعيته، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات المعنية، بإعادة رسم الخريطة الأثرية والمعمارية لمدينة فرشوط وغيرها من المدن التاريخية فى صعيد مصر، والعمل على استعادة الصورة التى كانت عليها تلك المدن قبيل قرون مضت.

وتعتبر فرشوط، التى صارت مدينة مهمة فى صعيد مصر في العصر الحديث، واحدة من القرى القديمة بمحافظة قنا، وكان يطلق عليها "فرجوت" وفي الكتب التاريخية وردت بإسم "فرجوط"، ويقال أيضا إنها كانت تعرف باسم "برشوط" ثم قلبت الباء فاء وأصبحت "فرشوط".

وكانت فرشوط "قرية كبيرة على ضفاف النيل وهي كثيرة العمارة المبنية من الآجر وبعضها مكون من ثلاثة طوابق وكان بها مصنع للأقمشة وقيساريتان (سوق مركزي) ومجموعة من الحوانيت والمقاهى وأربع وكالات تجارية، وجوامع عامرة وفي جهتها الشرقية يوجد جامع شيخ العرب همام".

ويقول المؤرخ المصرى علي مبارك، إن القرية كانت في العصور الماضية من أعظم بلاد الصعيد وخاصة في عهد الشيخ همام بن يوسف الذي حكم صعيد مصر فى القرن الثانى عشر الهجري، وهو (أي همام بن يوسف" الجناب الأجل، والكهف الأظل ، ملجأ الفقراء والأمراء ومحط رحال الفضلاء والكبراء، وهو الأمير شرف الدولة شيخ العرب همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام بن صبيح بن سبيبة الهواري عظيم بلاد الصعيد وأميره".

ومن أشهر عمائر وآثار فرشوط "جامع همام" نسبة إلى شيخ العرب همام، ويرجع تاريخ ذلك الجامع إلى القرن الثامن عشر الميلادى، ويتكون من صحن مكشوف تحيط به الأروقة من جوانبه الأربعة، وهو مبني بالآجر من الداخل والخارج علي السواء.

ويحيط بسقف المسجد وزرة خشبية نقش عليها قصيدة البردة وانتهت بنص جاء فيه: " انشأ الشيخ بن الشيخ يوسف لله تعالى هذا المسجد المبارك وعمارته سنة ألف ومئة واثنين وسبعين هجرية ".

وتقع مئذنة المسجد في الركن الشمالي الغربي وهي من الطوب كذلك وعلى الواجهة الرئيسية للمسجد من الجهة الغربية كتبت بعض آبيات من الشعر نصها:
لجامع همام بن يوسف رونق به لاذت العباد من كل جهة
علية علامات القبول لوائح وقد طاب من ارجائه كل بقعة
فيا داخلا ادع لمنشئ وارخ بسدان شر المنية
ويتفرد جامع همام بفرشوط بمئذنته المكونة من ثلاثة طوابق، يفصل بينها شرافات خشبية وبني الطابق الثالث على شكل "جوسق" صغيرة به أربع فتحات مقبيه ويعلو الطابق الثالث عمود قصير يحمل الهلال، ومثل تلك المئذنة يندر وجودها فى الجوامع التاريخية بصعيد مصر، وهي من مميزات المآزن العثمانية.

وخصص شيخ العرب همام، 19 فدانا من أملاكه فى فرشوط كوقف للإنفاق على هذا الجامع.

ومن معالم فرشوط أيضا، قلعة حربية أقامها فى النصف الأول من القرن الثانى عشر الهجرى، شيخ العرب همام وهي تقع بقرية تسمى العركى، واختار شيخ العرب موقع القلعة على مدخل فرشوط الذى يربط المدينة بـ " درب الأربعين " وذلك لصد أي هجمات تستهدف المدينة التى كانت مقرا لحكم شيخ العرب همام، والذى كان له جيش يزيد عن 35 ألف مقاتل، بهدف حماية فرشوط وبقية مناطق حكمه بصعيد مصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك