تشهد الولايات المتحدة حاليا حالة من الجدل والصراع حول أحقية أيا من المرشحين الديمقراطي أم الجمهوري بمنصب رئيس الجمهورية، في ظل الاستعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية ال 59 المزمع إجراؤها في الثالث من نوفمبر المقبل، وهو الجدل الذي لم يقتصر على الساحة السياسية فحسب، بل امتدت لتقييم المعسكرين لشدة خطورة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19).. فقد كشف استطلاع رأى جديد، أجرى في هذا الصدد، أن الآراء السياسية تلعب دورا كبيرا في موقف الموطن الأمريكي تجاه جهود الوقاية من فيروس كورونا.
وأظهر الاستطلاع - الذي أجرته شركة "هاريس إنسايتس أند أناليتكس"، وهي شركة متخصصة في أبحاث السوق - أن الجمهوريين يميلون إلى أن يكونوا أقل قلقا من الديمقراطيين بشأن جائحة كورونا، وبالتالي يقل احتمال اتخاذ خطوات لدرء العدوى.
ووفقا للاستطلاع، فإن ضعف أعداد الجمهوريين يرون أن الإجراءات المتبعة للحيلولة دون الإصابة بالفيروس مبالغ فيها بواقع 52%، مقارنة بنحو 26 % للأمريكيين الديمقراطيين.
من المرجح أيضًا أن يكون الجمهوريون أكثر تفاؤلًا من الديمقراطيين بأن الفيروس اللعين سيكون تحت السيطرة بحلول أوائل عام 2021 - 66٪ مقابل 48٪.. ربما نتيجة لذلك، قال حوالي 7 من بين كل 10 جمهوريين إنهم يقبلون مخاطر معينة عندما يتعلق الأمر بـفيروس كورونا حتى يتمكنوا من الاستمرار في حياتهم الطبيعية بنفس النمط المعيشي الذي يرغبون فيه، مقارنةً بنحو4 من بين كل 10 ديمقراطيين.
بالإضافة إلى ذلك، قال 8 من كل 10 ديمقراطيين - بواقع 82٪ - إنهم "دائما" يرتدون أقنعة عند الخروج، مقارنة بـ 66٪ من الجمهوريين.
ومن جهته، قال روبين بيل ديكسون، المدير الإداري لـ The Harris Poll: "لقد تأثرت المواقف الأمريكية حول فيروس كورونا بشدة بسبب ميولها السياسية.. في حين أنه ربما لم يكن مفاجئا على الإطلاق رؤية انقسام سياسي في هذه النتائج، فإن حجم الاختلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين لم يكن غير متوقع فحسب، بل كان أيضًا مزعجا لأن الجبهة الموحدة يمكن أن تساعدنا جميعا على التحرك في الاتجاه الصحيح".
وبدوره، قال "دوجلاس كرينر"، أستاذ الحكومة في جامعة "كورنيل" في إيثاكا، نيويورك، إنه لم يفاجأ بنتائج الاستطلاع، على الرغم من أن الاستجابة لفيروس كورونا ليست في جوهرها قضية حزبية أو أيديولوجية".