حاول عمدة قرية بوفليك هينو شرق روسيا، نيكولا لاكتيف، أن يجد منافسا له في انتخابات منصب عمودية القرية في اللحظات الأخيرة؛ وذلك من أجل خوض انتخابات مضمونة الفوز، إلا أن مساعد العمدة وعمدة سابق رفضا التنافس؛ ليجد نيكولا ضالته في "مارينا أبجسكايا"، عاملة النظافة بالقرية، التي كان متيقنا أن لا أحد سيفكر في انتخابها، ولكن ما وقع هو أن الناس انتخبوها، وفازت بمنصب عمودية القرية، التي عملت سنوات على تنظيف شوارعها.
وتقول مارينا، ذات الـ35 عاما، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنها لم تتوقع أبدا الفوز؛ حيث ترشحت إرضاء للعمدة حين طلب منها ذلك، مضيفة أن أول ما تطمح في عمله لقريتها هو أن تدخل إليها الإضاءة التي اشتكى الناس كثيرا من غيابها عن شوارعهم، وهي -كعاملة نظافة- تعلم ما تحتاجه الشوارع جيدا.
وبعد حلف مارينا لليمين، تضاعف راتبها ليبلغ 380 دولارا، وتستلم مكان عملها الجديد بمكتب إدارة القرية، الذي ستستأنف عملها به بعد أيام من انعزالها بالمنزل؛ تجنبا لعدوى كورونا المستجد.
وعن اهتماماتها، تقول مارينا -زوجة أحد العمال وتقطن في بيت ريفي يلعب الإوز والدجاج في فنائه الخلفي- إنها لم تهتم بالسياسة يوما، ولم تتمن أن تكون محور جدل حول العالم، فاهتمامها وهوايتها الأساسية هى الزراعة فقط.
أما عن آراء سكان القرية، تقول السيدة إيفانوفا، إنه على الحكومة الاستماع لمختلف الآراء التي تتنوع في روسيا بقدر عدد المواطنين.
ويقول الستينى فلاديمير يولتسوف، إنه صوت من أجل مارينا؛ لأن العمدة السابق رغم إنجازاته فلم يكن يهتم بأحد ولا يحب التحدث للأهالي.
وتضيف تاتيانا مرسوفينا، أن سر شعبية مارينا هو صغر حجم القرية؛ إذ يعرفها الجميع جيدا؛ لذلك اختاروها.
ويشرح المحلل السياسي من مركز كارنيغي في موسكو، أندراي كلاسينكوف، الفكرة بأن المعتاد في روسيا جلب منافسين ضعفاء في الانتخابات؛ كنوع من تزييف الديمقراطية، والذين تختارهم الحكومة بعناية إذ يكونوا ضعاف الكاريزما وولائهم مضمون.
ويضيف كلاسينكوف: "من المعروف أنه حين فاز أحد المرشحين الصوريين بإدارة مدينة كابيروفسك السيبيرية، تم اعتقاله على الفور بعد نجاحه"، متابعا أن مثل الاستثناءات التي حظيت بها مارينا لا تحدث سوى بالقرى الصغيرة المهمشة.