فلك الشام تكتب: إلى نزار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فلك الشام تكتب: إلى نزار


نشر في: الجمعة 26 نوفمبر 2021 - 8:37 م | آخر تحديث: الجمعة 26 نوفمبر 2021 - 8:37 م

كيفَ حالكَ يا سيدَ الشعرِ
و يا آخرَ الشعراءْ
وكيفَ حالُ نافورةِ البيتِ
وكيفَ حالَ القطةِ السوداءْ
وحالُ مزاريبِ المطرِ
والياسمينةِ البيضاءْ
وهل ما زلتَ تكتبُ الشعرَ
وتنامُ على جُرحِ النساءْ
وتهتمُ بأظافرِ الأنوثةِ
وتهتمُ بالطِلاءْ
اسمحْ لى يا سيدَ البُلغاءْ
أنْ أستعيرَ نجومَ شعركَ
وأستعيرَ منكَ السماءْ
وأستعيرَ البرقَ
وكلَّ أمطارِ الشتاءْ
وأستعيرَ الحبَ
وأستعيرَ دفءَ الرداءْ
وأستعيرَ بعضَ الشجاعةِ
كى أصفعَ الجبناءْ
ولأكتبَ لكَ عن حالنا
لأكتبَ حتى البكاءْ
هنا كلُّ شيءٍ كما تركتَه
فما زلنا نعيشُ على الدواءْ
ولم يَزدْ على حالنا شيءٌ
سوى ما قالهُ الخُطباءْ
وزادَ التكفيرُ
وزادَ الفُقهاءْ
وزادتِ السجونُ
وزادَ السجناءْ
وزادَ التصفيقُ
وزادً البُلهاءْ
وماتَ الشعبُ
وعاشَ الزُعماءْ
أصبحَ قيسُ يعملُ طبالا
وليلى ترقصُ للأمراءْ
صارَ الشرفُ العربيُّ يُباعُ
وبأرخصِ مِنْ أيِّ حذاء ْ
مازلنا نشربُ نخبَ مذلَّتِنا
ونبولُ بعَرْضِ الصحراءْ
نأخذُ ثأرَ الزيرِ بأيدينا
نأخذُه من رَحِمِ الخنساءْ
ما زلنا نهتمُ بنظافةِ لحيتنا
ونظافةِ أحذيةِ الخلفاءْ
سرقوا آبارَ البترولِ
وسرقوا آخرَ قطرةِ ماءْ
صَرَفوا ثمنَ الخُبزِ
وثمنَ العِزِّ
صرفوه فى الغُرفِ الحمراءْ
صِرنا فى القرنِ الواحدِ بعدَ العشرين
وما زلنا خارجَ خارطةِ الأشياءْ
كلما شُفينا من وباءٍ
ابتُلينا بعدَهُ بألفِ وباءْ
ولاؤنا للعشيرةِ والقبيلةِ
ولها كلُّ غيرةِ الدماءْ
مازالَ عنترةُ يشحذُ السيفَ
والفرزدقُ يبدعُ فى الهجاءْ
مازلنا نعيشُ خِصامَ قبائلنا
وداعسُ تطعنُ فى الغَبراءْ
كلُّ الشعوبِ تسيرُ لمجدِها
ونحنُ نزحفُ كالبهائمِ للوراءْ
قتلنا ألفَ بلقيسٍ مِنْ بعدِكَ
ولم يجرؤ شاعرٌ واحدٌ
أنْ يكتبَ الرثاءْ
مازالَ الوحشُ بحارتنا
يأكلُ مِنْ لحمِ البسطاءْ
يُطفئُ فى أعيننا النورَ
ويسرقُ أحلامَ الفقراءْ
اعذرنى يا شاعرَنا الراقي
صِرْنا نكتبُ كالتعساءْ
لا نملكُ ثمنَ الحبرِ
وثمنَ الورقِ
وأَثمانَ الآراءْ
منذُ رحلتَ
ونحنُ نبيعُ الكبريتَ
ونبيعُ حليبَ الأَثداءْ
لا نملكُ شيئا فى الدنيا
إِلّا الحزنَ
وكلَّ قصائدِكَ العصماءْ



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك