أديس أبابا تعامل النيل الأزرق باعتباره ملكا لها.. وتشير للبحرين الأحمر والمتوسط بوصفهما موارد مائية وفيرة أمام القاهرة
قال الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري السابق، إن هناك اختلاف في بعض المفاهيم بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، أولها: اعتقاد أديس أبابا بملكية النيل الأزرق باعتباره نهرا محليا، وهو ما يتنافي مع المفاهيم الدولية التي تعرِّف النهر المحلي بذلك الذي ينبع ويصب داخل البلد.
وأوضح القوصي، لـ«الشروق»: وكما يعلم الجميع فالنهر ينبع من إثيوبيا ويصب في البحر المتوسط مرورا بالسودان ومصر، ما يعني أن السيادة على تصرفات النيل ليست لإثيوبيا وحدها ولكن للدول الثلاث.
وأضاف مستشار وزير الري السابق أن مصر تعاني من عجز مائي، ولا تتحمل مزيدا من العجز؛ فالمفاوض المصري لا يملك ترف التنازل عن متر مكعب واحد من حصتها البالغها 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما لا تعترف به إثيوبيا وتردد أنها تملك وفرة في المياه بالإشارة إلى البحرين المتوسط والأحمر ويتجاهلون التكلفة المرتفعة جدا لعملية التحلية.
وأكد القوصي أهمية مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي بصفتهما مراقبين في مفاوضات سد النهضة، مشيرا إلى أن العروض التي قدمتها القاهرة للسيناريوهات المختلفة بفعل سد النهضة كانت موقفة في توضيح حجم الضرر الذي سيقع على مصر من حيث: مناسيب بحيرة ناصر، والتصرف الخارج منها، وتوليد الكهرباء من السد العالي والتأثير على شمال الدلتا ومدى تأثر الأراضي الزراعية من نقص المياه.
وأضاف: "وعلى ما يبدو أن الجانب الأمريكي اقتنع بها".
وشدد القوصي على أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة بعد 10 سنوات من التفاوض وسط تسويف ومماطلات إثيوبية.
وأشار مستشار وزير الري السابق إلى أن إثيوبيا تستهدف بناء سدود جديدة على النيل الأزرق، مؤكدا أن صلابة الموقف المصري في مفاوضات سد النهضة تحيد بأديس أبابا عن هذا المخطط.