د. ليلى شلبي تكتب: كورونا والإنفلونزا ونزلات البرد.. أسباب مختلفة وأعراض متشابهة - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 12:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

د. ليلى شلبي تكتب: كورونا والإنفلونزا ونزلات البرد.. أسباب مختلفة وأعراض متشابهة

الدكتورة ليلى شلبي
الدكتورة ليلى شلبي

نشر في: الجمعة 27 مارس 2020 - 10:17 م | آخر تحديث: الجمعة 27 مارس 2020 - 10:17 م

عادت مظاهر الحياة الطبيعية اليومية إلى مدينة ووهان الصينية بؤرة تفشى وباء العصر «عدوى فيروس كورونا» فى العالم والذى حتى اللحظة قد حصد أرواح ١٨٩١٢ إنسانا فى العالم، ضربت الصين مثلا خارقا فى حصارها للوباء ساعدها بالطبع التفوق التكنولوجى المعجز والنظام السياسى المستبد الذى زرع فى أنحاء البلاد ٣٠٠ مليون كاميرا ترصد تحركات الصينيين وتعد عليهم الأنفاس.
نجحت الصين فيما فشلت فيه إيطاليا وإسبانيا على سبيل المثال فتخطت وفياتهما أعداد من توفوا فى بلد المنشأ!
لدينا من نذر الخطر تلوح فى الأفق ما يجعلنا نلزم أنفسنا بأعلى درجات الحذر ومقاييس الوقاية.
فرضت الدول حصارا حول حدودها وتوقفت وسائل الانتقال منها وإليها. كسر حلقة العدوى الجهنمية تتطلب الآن أن نلتزم جميعنا منازلنا وأن نلتزم بحظر التجول ما دون مناقشة أو محاولات للالتفاف حول القرار بأى صورة من الصور.
من الحكمة أن ندرك أن العزل الشخصى فى المنزل إنما هو مقياس لمصلحة الإنسان وهو أمر التزم به لعالم أجمع ما دون مراجعات.
< إبق فى منزلك مراعيا كل احتياطات الوقاية من غسل اليدين دائما بالصابون وتطهير الأرضيات بالكلور والمقابض والأسطح بالكحول. احرص على التهوية الجيدة وتوقف عن التدخين.
< إذا ما شعرت بأعراض العدوى: تأكد من أن لديك المعلومات التى تمكنك من التمييز بين نزلة البرد والإنفلونزا الموسمية وعدوى الكوفيد ١٩ الفيروسية، وهذا ما سنحاول فهمه سويا هذا الصباح.

نزلة برد.. أم إنفلونزا موسمية؟
درجت على اعتبار نزلة البرد (Common Cold) والانفلونزا (Irfluenza) مرض واحد ربما لتشابه الأعراض وظهورها فى آن واحد فى فصلى الشتاء والخريف. الواقع أنهما مرضان مختلفان لأن المسبب لهما مختلف.
حالات نزلة البرد: مرض فيروسى يمكن أن يسببه فيروس أو أكثر من بين أكثر من مائتى فيروس قادرة على إصابة الإنسان بما نسميه نزلة البرد يصيب الفيروس الجهاز التنفسى العلوى أى الأنف والحلق فتبدأ أعراض التهاب الحلق فى غضوب يومين أو ثلاثة بعد التعرض لمصدر العدوى. تملك الفيروسات قدرة مذهلة على الانتشار فى الجو حينما تنطلق عبر الرذاذ المتناثر من المريض سواء فى عطسه أو سعاله أو حتى كلامه العادى أو ضحكه وربما أيضا علقت من المريض على فراشه أو أى من الأدوات المحيطة به تلتمس الفرصة لإصابة أى إنسان آخر سليم يخالط المريض أو يلمس بعضا من أدواته التى سبق واستعملها.
تبدأ الأعراض:
ــ احتقان فى الحلق.
ــ سيلان الأنف وصعوبة فى التنفس.
ــ السعال والعطس.
ــ ألم فى العضلات.
ــ صداع محتمل.
ــ احتقان العين وربما تساقط دموع.
ــ ارتفاع فى درجة الحرارة.
والملاحظ أن أعراض نزلة البرد قد تكون أقل من وطأة الانفلونزا فلا ترتفع درجة الحرارة بصورة عالية ويظل الصداع محتملا وإن كان السعال والعطس مزعجا إلا أن نزلة البرد تترفق قليلا بمريضها.
حالات الانفلونزا: أكثر شراطة وإن انحصرت فيروساتها فى ثلاثة أسماء شهيرة ABC لكنها تهاجم الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسى كله والذى يشمل الأنف والحلق والشعب الهوائية بل والرئة ذاتها.
تعرف الانفلونزا أيضا بكلمة (Flu) وهو التعبير الشائع فى أمريكا للنوبات الوبائية التى يشنها فيروس A، B فى غارات قد تقتل العشرات.
تبدأ أعراض الانفلونزا بايقاع سريع بعد العدوى التى تتماثل وطريقة العدوى فى نزلات البرد عبر انتشار رذاذ المريض أو ملامسة أشياء استعملها. ترتفع درجة الحرارة إلى معدلات قد تتعدى الأربعين درجة مئوية خاصة عند الأطفال وكبار السن مما يستعدى تدخلا سريعا لخفض درجة الحرارة بأى وسيلة ومنها حمامات الماء الفاتر والبارد.
ــ الإحساس بالقشعريرة والبرودة.
ــ صداع شديد متصل.
ــ سعال جاف فى البداية.
ــ فقدان للشهية والمذاق.
ــ إسهال أو قىء خاصة فى حالات الأطفال.
الانفلونزا قد تتفاقم مشكلتها إذا ما تحولت للالتهاب الرئوى لذا يجب مراجعة الطبيب فى أسرع وقت ممكن إذا ما تطورت الشكوى لألم فى الصدر أو إحساس بالاختناق أو مصاحبة البلغم للسعال المستمر.
من المعروف أن الإصابة بأى من الفيروس Bci A يعقبها تكوين أجسام مضادة فى الجسم قد تقى الإنسان من إصابة جديدة بنفس الفيروس لكن القدرة المذهلة لكل من الفيروسين A، B على التحور وتغيير تركيبتهما تجعل هذه الأجسام المضادة عديمة الفائدة مما يحمل خطر الإصابة مجددا بالفيروس نفسه فى صورته الجديدة بل ويجعل أيضا استخدام الفاكسين المضاد للفيروس بلا فائدة تذكر. أما الفيروس C فهو أكثر ثباتا فى تركيبه ولم يعرف كسبب فى هجمات وبائية كرفيقه.

هل هناك علاج لنزلات البرد أو الإنفلونزا؟
ليس هناك فى الواقع أى علاج رادع لنزلات البرد أو الانفلونزا ولكنها كلها أدوية لعلاج الأعراض إذ إنه لم يعرف حتى اليوم دواء لعلاج الفيروسات كلها وإنما أدوية لرفع كفاءة الأجهزة المناعية للجسم فى مواجهة غزو الفيروسات.
ــ الراحة فى الفراش أول ما يجب أن تفعله إذا ما أصابتك الانفلونزا أو نزلة البرد.
ــ تناول السوائل بكثرة لتعويض الجسم ما يفقده إلى جانب التأثير الخافض للحرارة.
ــ المضادات الحيوية لا دور لها إلا إذا تعقدت الأمور بإصابة بكتيرية مع الفيروس.
ــ للتغلب على أعراض ارتفاع الحرارة ألم الحلق والصداع يمكن تناول بعضا من الأدوية المحتوية على مادة الباراستيامول أو الاستيامينوفين المعروفة بالبانادول أو التلينول دون إفراط لتأثيرهم على الكبد خاصة المصاب بفيروساته.
ــ أدوية علاج السعال قد تضر أكثر مما تنفع خاصة فى حالات الأطفال فلا داعى لاستخدامها.
ــ لعلاج احتقان الأنف قد يصف الطبيب أحد العلاجات المضادة للاحتقان أو قطرات للأنف استعملها بحساب خاصة إذا كنت مصابا بارتفاع ضغط الدم لأنها تساهم فى ارتفاع الضغط.
ــ الغريب أن العديد من المصادر الطبية تشير إلى أن حساء الدجاج له فاعلية قد تفوق كل الأدوية فى علاج الانفلونزا ونزلات البرد. يتحدث الجميع عن محتواها الغذائى الفعال خاصة إذا أضيف إليها البصل والملح والفلفل الأسود! كما أن تأثيرها المباشر وتصاعد البخار من طبق الحساء الساخن يساعد على ترطيب الأنف والجيوب الأنفية. يأتى أيضا الزبادى فى مرتبة تالية لحساء الدجاج خاصة إذا أضيف له العسل فالى جانب سهولة هضمه واحتوائه على الباكتريا الهاضمة فإن للعسل تأثيرا ملطفا للسعال.

هل من وقاية فعالة من نزلة البرد أو الانفلونزا؟
ــ لا يوجد حتى اليوم لقاح واق من نزلات البرد لكن هناك نوعين من اللقاح الواقى من الانفلونزا بنوعيها A، B نظريا أو بمعنى آخر إذ لم يحدث أن غيرا جلدهما وتحورا لنوع أشد فتكا. إذا فكرت فى أن تلجأ للقاح الواقى من الانفلونزا يستحسن أن تأخذه فى شهرى أكتوبر أو نوفمبر حتى يتمكن جسدك من إنتاج الأجسام المضادة لمقاومة الانفلونزا ما بين شهرى ديسمبر ومارس موعدها الموسمى.
ــ جرعة من فيتامين جـ قد تكون مفيدة وأخرى من الزنك قد تختصر أيام الأزمة.
ــ تكرار غسل الأيدى بالماء والصابون أمر على بساطته يعد أفضل وسيلة للوقاية.
ــ استخدام المناديل الورقية والتخلص منها فورا وعدم تغطية الفم باليد وقت العطس والسعال.
ــ ملاحظة عدم تداول الأشياء الشخصية كالأكواب والمناشف.
ــ تجنب الزحام الشديد والأماكن المغلقة واختر وقتا لزيارة مريضك لا يزعجه ولا ينقل لك العدوى أقصد بالطبع حينما يتعافى من أى منهما نزلة البرد أو هجمة الانفلونزا.

هل أنا مصاب بعدوى فيروس كوفيد ١٩؟
إجابة السؤال لا تحلو بالفعل من صعوبة.. فأعراض عدوى الفيروس فى بداياتها لا تختلف كثيرا عن نزلة البرد أو الانفلونزا الموسمية، بينما هناك من لا تظهر عليهم أية أعراض وينتهى الأمر دونما ينتبه الإنسان إلى إصابته. لكن الواقع أن هناك من يتطور بهم الأمر إلى حالة من السعال الجاف المتصل والحمى المرتقبة والأوجاع العضلية انتهاء بالمعاناة من ضيق التنفس ثم الفشل التنفسى الذى يحتاج إلى امكانات وحدات الرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى.

< كيف إذن يمكننى التصرف؟
حتى الآن ليس هناك أى اختبار معملى يمكنه الكشف عن عدوى الفيروس إلا فى حالة الإصابة الفعلية ووجود الفيروس. لذا الحل الأمثل إذا ما شعرت بالأعراض أن تلزم منزلك وأن تعزل نفسك بنفسك فى حجرة مستقلة وتبدأ فى علاج الأعراض باستخدام مضادات الحرارة مثل التايلفول والبنادول وتناول السوائل الدافئة بصورة دائمة ومراقبة تطور الأعراض. قد تفقد حاسة الشم والتذوق: سجلت بعض الدراسات تلك الظاهرة فى بعض مرضى الكورونا.
إذا تفاقمت الأعراض وبدأت أعراض إصابة الرئات عليك فى تلك الأحوال بالاتصال بالمستشفى.

< الأعراض المؤكدة والتى تختلف عن نزلة البرد والانفلونزا:
الأعراض المؤكدة ارتفاع متدرج فى الحرارة وسعال جاف متكرر يزداد بمرور الوقت وضيق فى التنفس فى حالة إذا ما بدأ الالتهاب الرئوى الحاد.
الرشح والزكام والتهاب الحلق مع تكون البلغم ليست من أعراض الفيروس بل ربما نزلة البرد أو انفلونزا.
أهم ما يجب عليك عمله هو التزام الهدوء فقد يمر الأمر بسلام فتصبح لديك مناعة دائمة للإصابة بالفيروس.. إن شاء الله.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك