تواضروس : لا أتوقع حضور الرئيس قداس القيامة «بسبب مشغولياته» - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:08 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تواضروس : لا أتوقع حضور الرئيس قداس القيامة «بسبب مشغولياته»

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
حوار _ أحمد السعداوى
نشر في: السبت 27 أبريل 2013 - 10:57 ص | آخر تحديث: السبت 27 أبريل 2013 - 11:01 ص

يضع على بابه لافتة مدونًا عليها آية من كتاب الإنجيل تقول: «أنا أرعى غنمى وأربضها، يقول السيد الرب -وأطلب الضال، وأسترد المطرود- وأجبر الكسير، وأعصب الجريح ».. يرسم على وجهه ابتسامة وفى حديثه بلاغة وفى أفكاره يبرز منهجا علميا، كل ذلك جعل منه الأمل لدى الأقباط وحلمهم فى الخلاص.

 

الأنبا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى يتخذ من الانجيل وأقوال القديسين ودراسته العلمية للصيدلة محركا للبحث دائما عن الدواء الامثل لعلاج الداء، وفى هذا الصدد أى البحث عن الدواء التقته «الشروق»، ليكتب لنا روشته للأزمات الراهنة فى مصر، وإلى نص الحوار:

 

• ما رسالتك للأقباط بشكل خاص والمصريين بشكل عام فى عيد القيامة؟

 

ــ كل عام ومصر والوطن العربى والعالم كله بخير وسلام، أهنئ أحبائى وأبنائى الأقباط بحلول عيد القيامة وأقول لهم صمتم أفضل صيام للكنيسة كل عام وأذكركم أن الاحتفال بالعيد ليس يوم قيام المسيح فقط، فالعيد نحتفل به طيلة 50 يوما فاملئوا ايامكم محبة وفرحًا.

 

وأقول للمصريين جميعا: ربنا يكتر أعيادنا لنلتقى على خير ومودة ومحبة دائما، واملئوا قلوبكم بالمحبة والتسامح، وجميعنا ننتظر الاحتفال بعيد شم النسيم فى اليوم التالى لعيد القيامة لنجمع شملنا.

 

 

 

• كيف يحتفل البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد؟

 

ــ أحتفل بصلاة قداس العيد يوم السبت وحتى طلوع الفجر وباستقبال المهنئين بالعيد من المسئولين والاهل والجيران، وفى الرابعة عصرا سأذهب لدير السريان للأفطار مع الاباء الرهبان صباح يوم شم النسيم وقضاء باقى اليوم مع أحبائى أطفال الملاجئ.

 

 

 

• هل دعت الكنيسة الرئيس مرسى لحضور قداس عيد القيامة؟

 

ــ الكنيسة مفتوحة للجميع، ومن يحب حضور القداس فأهلا وسهلا.. وكل الدولة مدعوة لمشاركتنا الأعياد، لكننى لا أتوقع أن الرئيس سيحضر، ربما بسبب مشغولياته.

 

 

 

• هل ترى زيارة وزير الداخلية للتعزية وتوضيح حقيقة اعتداءات الكاتدرائية كافية لفتح صفحة جديدة  مع الشرطة؟

 

ــ ضرورة العيش المشترك تستدعى التغاضى عما حدث فى الكاتدرائية حتى تسير الحياة، والقيادات الأمنية شرفونا وقدموا التعازى فى شهداء الخصوص وأوضحوا لنا الأمور، وقلت لهم ما سبق وأن قلته للجميع إن هناك تقصيرا وسوء تقدير، وربما تواطئوا بقصد أو بغير قصد، ما رأيناه فى الأفلام المصوّرة مؤلم للغاية، والشرطة أطلقت على الكاتدرائية كميات من الغازات المسيلة للدموع بصورة مؤلمة، وزادنا ألما اتهامنا بالبدء فى الاعتداء، وطالبتهم بالاعتذار.

 

وقد حدث وجاء وزير الداخلية للعزاء لتوضيح الأمر، ولابد أن نقطع خطوة بقبول ذلك، لكن تبقى خطوات أخرى من جانب الدولة لابد وأن تتخذ على رأسها تطبيق القانون بحسم، وسرعة التحقيق، وكشف المتورطين ومساعدة أسر الشهداء، وتقديم حلول عملية على أرض الواقع، ووقف مظاهر التمييز، وحل مشكلات بناء دور العبادة، هل تصدق أن الدولة لم تمنحنا تصريح واحد لبناء كنيسة منذ 25 يناير 2011؟ لهذا قلت وأقول إن المشاعر وحدها لا تكفى.

 

 

 

• قدمت ضمن سياسة المصالحة التى تنتهجها عذرا للقوات المسلحة عن موقعة ماسبيرو، بتصريحاتك السابقة وباستقبالك الفريق سامى عنان، وهو رئيس أركان الجيش وقتها، فما ردك؟

 

ــ النار لا تواجه بالنار ولكن تواجه بالماء، والكنيسة تسلك كل القنوات الشرعية مع المسئولين الذين يقدمون مشاعر طيبة، ولا يمكن أن نرد أحدا جاء للعزاء، وكما قلت الحياة لابد أن تسير، ولابد من العيش المشترك، وهذا العيش المشترك يتطلب منا أن نستمع لبعضنا، وأن نتعلم من الأخطاء، وما قلته أن البلاد خلال المرحلة الانتقالية كانت فى حالة عدم استقرار، وكان جهاز الشرطة ضعيفا، وقلت أيضا إن الجيش ما كان له أن ينزلق إلى هذه الأمور المأساوية، لكن كما قلت للشرطة هذه خطوة من جانبنا، ومازلنا فى انتظار الخطوة الثانية من الدولة كلها وليس الجيش فحسب، برعاية الضحايا وأهالى الشهداء، وحل المشكلات التى تسبب هذه الاحتقانات من جذورها بإرادة واضحة، وفرض القانون على الجميع حتى يأخذ كل صاحب حق حقه.

 

 

 

• هذه المطالب كانت ضمن وعود الرئيس مرسى للأقباط.. أليس كذلك؟

 

ــ لم نر شيئا من هذه الوعود حتى الآن، ونحن فى انتظار تحقيق وعود الرئيس بشأن الاقباط، كما قالها لنا وأكد عليها كثير من المسؤولين بالدولة.

 

 

 

• كيف ترى جلسات الحوار الوطنى التى شكلها الرئيس مرسى؟

 

ــ لم تثمر شيئا على ما أعتقد، والمؤكد أن لدينا جميعا أزمة فى القدرة على الحوار والاستماع إلى الأطراف الأخرى، وهذا ما نحاول أن نعالجه لدينا بتطبيق النموذج، نحتاج كمصريين أن نسمع أنفسنا أكثر، لأن كل الأطراف تتحدث فى ذات الوقت ولا أحد يصغى، رغم أن المساحات المشتركة كثيرة جدا بيننا، لكن البعض يتجاهلها ويذهب إلى مناطق الخلاف فيؤججها فتحدث الفتن الطائفية والسياسية وحتى فى الرياضة، شاهدنا هذه الصراعات العنيفة، ولا حل لهذا العنف سوى بالاعتدال والتسامح والحوار، لذلك لابد من دعم قيم التسامح والمواطنة، وإصدار تشريعات تحمى مصر من الفتن، والإسراع فى إصدار تشريع لبناء الكنائس وتطبيق القانون والاهتمام بالإعلام والتعليم، وبالأخص فى دعم قيم التسامح والمواطنة وقبول الاّخروالتنوع.

 

 

 

• قانون الاحوال الشخصية الموحد الذى يناقش حاليا مع وزارة العدل لا يتضمن طائفة الروم الارثوذكس والكنيسة الأسقفية.. هل سيتم تعديل القانون ليشملهما؟

 

ــ نراجع قانون الاحوال الشخصية الموحد وسنجرى تعديلا ليشمل باقى الطوائف المسيحية الموجودة فى مجلس كنائس مصر.

 

 

 

• كيف ترى مطالب الاقباط بشأن لسماح بالزواج الثانى فى حالات الطلاق لغير علة الزنا؟

 

ــ هذه المطالب محل دراسة ومن أجلها عقدنا مؤتمر لبحث الاحوال الشخصية للاقباط وقريبا ستقول الكنيسة رأيها فى هذه المطالب.

 

 

 

• متى تحل أزمة الأساقفة الموقوفين بالكنيسة «الانبا متياس والانبا تكلا والانبا أمونيوس؟

 

ــ هناك لجنة تعمل على بحث أسباب وقف الاساقفة، وماذا إذا أزيلت هذه الاسباب التى تم على أثرها ايقاف الأساقفة، وبالفعل تم حل مشكلة الأنبا إيساك وتم تجليسه اسقفا مساعد للانبا باخوميوس بالبحيرة، وفيما يتعلق بأزمة الأنبا تكلا، أسقف دشنا، فهى فى طريقها للحل قريبا، ومازالت اللجنة تعمل على بحث أيقاف الأنبا متياس أسقف المحلة والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر.

 

 

 

• ماذا بشأن مطالب العلمانيين من الأقباط  حول تعديل قوانين المحاكمات الكنسية ولائحة انتخاب البطريرك؟

 

ــ العلمانيون هم أبناء الكنيسة ومطالبهم تدرس حاليا وفقا لقوانين الكنيسة والكتاب المقدس وهناك لجنة تعمل حاليا على تعديل لائحة انتخاب البطريرك وقانون المحاكمات الكنسية.

 

 

 

• زيارتكم للفاتيكان ومن قبله لمختلف الكنائس المصرية بينت انفتاحا كبيرا فى التعامل مع الكنائس لم نلحظه من قبل، ماذا عن مستقبل الكنيسة الارثوذكسية فى علاقتها بمختلف الطوائف المسيحية؟

 

ــ التاريخ القديم تسبب فى الفرقة، وبالمحبة ستعود الالفة بينا وسنتعاون مع جميع المجالس المسكونية المسيحية المتفق عليها من الجميع، وهى مجلس الكنائس العالمى ومجلس كنائس الشرق الوسط ومجلس كنائس كل إفريقيا، وهذا ما نفعله الآن فى مجلس كنائس مصر تدعيما للمحبة والتعاون المستمر والتشاور لخدمة مصر.

 

 

 

• ماذا فى  جدول البابا أثناء زيارته للفاتيكان؟

 

ــ زيارة الفاتيكان تاريخية، فلم تتكرر منذ 40 عاما بعد زيارة البابا شنودة عقب توليه منصب البطريرك، والجميل فى الزيارة أنها تأتى نفس يوم زيارة البابا شنودة وهو 10 مايو، وهى زيارة لتهنئة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وبحث العلاقات المسكونية بين الكنيسة الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، وسأمكث فى الفاتيكان لمدة يومين ثم أزور أبروشيتى الكنيسة الارثوذكسية فى ايطاليا.

 

 

 

• كان البابا شنودة أسقفا للتعليم والأنبا جريجوريوس أسقف للبحث العلمى، ومنذ وفاتهما لم يتول أحد مسئولية هذه الاسقفيات المهمة فى الكنيسة، متى يرسم البابا أساقفة لها؟

 

ــ فيما يتعلق بالتعليم سيكون هناك أسقف لرعاية الاطفال والاهتمام بهم وسيكون مسئولا عن الأطفال حتى سن 15 عاما، على أن تكون اسقفية الشباب مسئولة عن الشباب من سن 16 حتى 30 عاما، علاوة على رسامة أسقف للأسرة لرعاية الأسر المسيحية ومتابعة مراحل الإعداد للزواج، وسيكون هناك اسقف للمعاهد والدراسات العليا والبحث العلمى من الرهبان.

 

 

 

• كنت رئيسا للجنة الطفولة بالمجمع المقدس للكنيسة، هل ترسم أسقفا لمراعاة الطفولة؟

 

ــ سأرسم اسقفا لرعاية مرحلة الطفولة قريبا ولكن لم أجد الشخص المناسب بعد.

 

 

 

• هل مازالت الكنيسة عند موقفها الذى ارساه البابا شنودة الراحل بخصوص زيارة القدس؟

 

ــ لم تتبن الكنيسة موقفا جديدا، هذا انحياز وطنى، ولا يجوز أن ينفرد جزء من الشعب بالتطبيع، المعاهدات المصرية الاسرائيلية حكومية لكن على المستوى الشعبى مازالت هناك أمور كثيرة حتى يتحقق أهمها عودة حقوق الشعب الفلسطينى وانهاء الاحتلال، وهناك إجراءات كنسية إزاء من يزورون بيت المقدس الآن، تتمثل فى حرمانهم من التناول، والأسرار المقدسة، داخل الكنيسة، لأننا عند موقفنا ولن ندخل بيت المقدس إلا وأيدينا فى أيدى إخواننا المسلمين.

 

 

 

 

روشتة البابا: الاعتدال هو الدواء

 

خلاص مصر فى روشتة تتضمن 3 أدوية، لو اتبعوا منذ عشرات السنين كان حالنا أفضل بكثير مما نحن عليه الآن ومازالت الفرصة قائمة، الدواء الأول هو تطبيق القانون على أرض الواقع على الجميع، والدواء الثانى فى التعليم، بمعنى أن يكون هناك تعليم حقيقى لا يميل لأى جهة ويبتعد عن الشبهات الدينية ويعتمد على الحوار وليس على التلقين ويصبح اسمه تعليم الحرية وليس القهر، فعلى سبيل المثال التعليم المتقدم مثل التعليم الامريكانى يعطى الطالب سؤالا وعدة اختيارات لاختيار الإجابة الأنسب، وهذا هو تعليم الحرية، أم التعليم الحالى لمصر فيسأل الطالب اكتب ماذا درست.

 

أما الدواء الثالث فهو ضبط الاعلام، فالمجتمع المصرى للأسف به نسبة أمية مرتفعة، وثقافة المجتمع تأخذ من التليفزيون بصفة خاصة، ومن ثم على وسائل الإعلام ألا تنحرف لصالح قطاع بعينه من الشعب، ولا تشوه قطاعا آخر من الشعب ويجب أن تعلمهم قبول الآخر والتسامح.

 

أيضا نحتاج إلى مؤسسات تؤمن بالعمل الاجتماعى المعتدل وتقتدى فى ذلك بالأزهر والكنيسة، نحن على تواصل دائم مع الأزهر لأننا نؤمن أن الاعتدال هو الدواء الحقيقى الشافى الذى يحتاجه الوطن، ويمكن من خلاله مداواة كل الأوجاع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك