رئيس إدارة الآثار الغارقة لـ«الشروق»: الإسكندرية مليئة بالمواقع الأثرية.. ونكتشف بعض الحفائر بالمصادفة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رئيس إدارة الآثار الغارقة لـ«الشروق»: الإسكندرية مليئة بالمواقع الأثرية.. ونكتشف بعض الحفائر بالمصادفة

حوارــ دينا شعبان
نشر في: الثلاثاء 27 يوليه 2021 - 9:35 م | آخر تحديث: الثلاثاء 27 يوليه 2021 - 9:35 م

الدكتور إيهاب فهمى: عثرنا على بقايا منطقة جنائزية إغريقية تعود لبداية القرن الرابع قبل الميلاد
موقع قلعة قايتباى بمنطقة الأنفوشى يضم حوالى 3500 قطعة أثرية.. والمعارض الخارجية هدفها الترويج لمصر سياحيًا ولا يوجد ضرر من عرضها
نكتشف الحفائر عن طريق المصادر القديمة والكتابات بجانب بلاغات الصيادين.. والمصريون غير مهتمين بثقافة الغوص ومشاهدة الآثار الغارقة

قال رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، الدكتور إيهاب فهمى، إنه لا يوجد شركات خاصة تقوم بتدريب الغواصين الذين يعملون فى الحفائر تحت الماء، موضحا أن هناك الكثير من الأماكن التى لم نكتشفها بعد، فمن الممكن أن نكتشف بعض المواقع الأثرية عن طريق الصدفة من خلال الحفائر.

وأضاف فهمى فى حواره لـ«الشروق»، أن أبرز المواقع الأثرية التى تم اكتشافها هو خليج أبوقير فهو شاهد على تاريخ المنطقة فى فترات عديدة، مؤكدًا على أنه لا يوجد علم يسمى بالآثار الغارقة فالمصطلح مكانى وتقنى من خلال معرفة مكان الأثر وكيفية البدء.

وإلى نص الحوار:
* بداية حدثنا عن اكتشاف حطام السفينة الحربية التى تنتمى إلى العصر البطلمى؟
ــ ‏البعثة نجحت فى العثور على بقايا منطقة جنائزية إغريقية تعود لبداية القرن الرابع قبل الميلاد، عند مدخل القناة الشمالى الشرقى للمدينة، مما يوضح وجود التجار اليونانيين الذين عاشوا فى تلك المدينة، وتحكموا فى مدخل مصر عند مصب الفرع الكانوبى لنهر النيل.
وتم السماح لهم لاستيطانها خلال العصر الفرعونى المتأخر، وأقاموا معابدهم الجنائزية بالقرب من المعبد الرئيسى للإلة آمون، ولكن نظرا للكوارث الطبيعية تم تدمير المنطقة، واكتشاف بقاياها الأثرية مختلطة بمعبد آمون، مستقرة، وفى حالة ممتازة، فى القناة العميقة أثناء الهبوط الأرضى الناجم عن ظاهرة هشاشة الأرض.
وتُعد تلك الآثار شاهدا على ثراء معابد تلك المدينة الواقعة الآن تحت سطح البحر المتوسط على بعد 7 كيلو مترات من شاطئ أبى قير.

• ماذا قالت الدراسات التى اعتمدت عليها فى السفينة المكتشفة حديثا؟
ــ السفينة طويلة حيث يبلغ طولها أكثر من 25 مترا، وقد تم بناء البدن وفقا للطراز الكلاسيكى الذى يعتمد على تقنية الدسرة والنقرة، ومع ذلك فإنها تحتوى على مميزات الطراز المصرى القديم، وبالتالى فهى نوع مختلط من البناء.
السفينة تتمتع بقاع مسطح وله عارضة مسطحة، وهو طراز مفيد للغاية للملاحة فى نهر النيل وداخل الدلتا، وكانت ذات مجاديف مزودة بشراع كبير كما يتضح من شكل الصارى ذى الأبعاد الكبيرة.
كما تشير بعض السمات النموذجية لبناء السفن فى مصر القديمة، بالإضافة إلى أدلة إعادة استخدام الأخشاب، فإن تلك السفينة قد بنيت فى مصر.

* بخلاف السفينة الحربية، هل توجد مواقع أثرية غارقة فى الإسكندرية؟
ــ الإسكندرية بها عدة بعثات أجنبية ومصرية، أولهم موقع «الميناء الشرقى» ويعد بقايا الحى الملكى القديم، وبه آثار بقايا ثابتة مثل «مبانى، وبقايا أرضيات»، إضافة إلى بعض الآثار مثل «الأعمدة، تماثيل أبو الهول، مراكب قديمة غارقة»، والموقع الثانى يتمثل فى «قلعة قايتباى» وهى بقايا فنار الإسكندرية القديم الذى تم ترميمه أكثر من مرة إلى أن انهار كليًا، وأصبح الآن أمام قلعة قايتباى فى المياه.

* ماذا عن الموقع الموجود أمام قلعة قايتباى بمنطقة الأنفوشى؟
ــ يضم الموقع أكثر من 3500 قطعة أثرية، تنتمى إلى عدد من العصور التاريخية القديمة، فضلًا عن مركب غارق على أعماق كبيرة تحت مياه البحر، وكذلك فنار الإسكندرية القديم.

* ماذا عن التماثيل التى تم العثور عليها فى موقع مدينة «هيراكليون» الغارقة بخليج أبوقير البحرى أثناء الحفائر؟
ــ تم العثور على ثانى التماثيل العملاقة، وهو التمثال المعروض من الجرانيت الوردى لإحدى ملكات البطالمة، يرجع إلى الفترة من القرن الرابع إلى الثالث قبل الميلاد، وعمره 2400 سنة، وتم الكشف عن التمثال عام 2000، وكان مكسورًا ومقسمًا إلى 5 أجزاء، ثم تم انتشاله ونقله وحفظه فى مخازن الإدارة المركزية للآثار الغارقة.

* ما تعليقك على شائعات وجود ضرر من عرض الآثار بالخارج؟
ــ لا أعرف فائدة وغرض الترويج لمخاطر المعرض دون سبب علمى، ولكن أحترم من يتحدث عن المخاطر التى تواجه أثرنا وذلك حرصُا منه على الآثار ونحترم جميع الآراء ونطمئن الجميع أننا لا نتعامل مع أثر بدون وجود متخصص جيد، والمعارض الخارجية هدفها الترويج لمصر سياحيًا حتى تعود السياحة لسابق عهدها.

* هل حقق «كنوز مصر الغارقة» الاستفادة السياحية المطلوبة؟
ــ معرض «كنوز مصر الغارقة» روج لمصر بشكل كبير، حيث بدأ منذ عام 2006 ليجوب عالميا «أوروبا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، اليابان»، ثم رجع مرة أخرى لمصر، وفى عام 2015 خرج المعرض «فرنسا، والمانيا، سويسرا، أمريكا».

* كم قطعة أثرية تم استخراجها من المياه حتى الآن؟
ــ لا نستطيع أن نحدد ذلك، لأن هناك الكثير من الأماكن التى لم نكتشفها بعد، فمن الممكن أن نكتشف بعض المواقع الأثرية عن طريق الصدفة من خلال الحفائر، ومصر أرض الحضارة دائما وأبدا ما زالت تبوح بالأسرار التى تختزنها داخلها الكثير من الكنوز، إضافة إلى أنه هناك أماكن كثيرة لم يتم اكتشافها حتى الآن، حيث يوجد فى القلعة 3500 قطعة أثرية، وأبوقير العديد من القطع.

* أين يتم وضع القطع الأثرية الصغيرة بعد استخراجها من الماء؟
ــ ‏يتم نقلها إلى المخازن خوفا عليها من عوامل السرقة، وذلك بعد أن تتم لها جميع أعمال الصيانة والترميم، لتكون جاهزة للعرض المتحفى، بينما الآثار كبيرة الحجم تكون لحماية التراث الثقافى الموجود فى المياه، فيتم وضعها فى مكانها الأصلى.

* حدثنا عن اكتشاف السفينة الغارقة بجزيرة سعدانة بالبحر الأحمر؟
ــ السفينة عثر عليها أثناء أعمال الحفائر عام 1994 بواسطة بعثة مركز الآثار البحرية الأمريكية، وقد استأنفت البعثة الأثرية لكلية الآداب جامعة الإسكندرية أعمالها بالموقع عام 2017؛ للكشف عن باقى جسم السفينة وتوثيقه باستخدام تقنية التصوير الفوتوجرامترى، وعمل نموذج دقيق ثلاثى الأبعاد للسفينة، ودراسة تصميمها وتقنية بنائها والحفاظ على القطع الأثرية التى تم اكتشافها.

* حدثنا عن أبرز البعثات الأثرية وهل جميعها مصرية أم أجنبية؟
ــ فى البداية كانت تعمل البعثات المصرية فقط، ولكن مع مرور الوقت احتجنا إلى خبرات بعض البعثات الأجنبية، كما تدعمنا كلية الآداب جامعة الإسكندرية ببعثتين، وهناك اتفاقيات وبرتوكولات بيننا وبين المعاهد الأثرية المتخصصة للعمل سويًا للكشف عن القطع الأثرية غير المكتشفة والمواقع الأثرية.

* تدريب الغواصين على الحفائر هل يتم عن طريق شركات مسئولة عن الغوص أم يتم عن أى جهة؟
ــ لا يوجد شركات خاصة تقوم بتدريب الغواصين الذين يعملون فى الحفائر، ولكن التدريب والعاملون يكون عن طريق الوزارة ولابد من يشارك فى الحفائر تحت المياه أن يكون حاصلا على رخصة الغوص قبل الانضمام للبعثات، وهناك دورات تدريبية بصفة مستمرة لتطوير مهارات الغواصين.

* ما هى أبرز المواقع التى اكتشفتها الإدارة؟
ــ موقع «أبوقير» يعتبر من أهم المواقع التى نعمل بها، حيث كان المدخل الرئيسى لمصر القديمة، وكانت تتجمع فيه جميع السفن قبل الدخول لمصر وبالتالى حركة التجارة جمعيًا كانت تمر منه، إضافة إلى أنه لعب دورا مهما جدا للتجارة قبل بناء مدينة الإسكندرية فهو يرجع للعصور المتأخرة، وهناك قطع أثرية كبيرة ومهمة عثرنا عليها داخل الموقع ومنها بقايا أسطول «نابليون».
وخليج «أبوقير» شاهد على تاريخ المنطقة فى فترات عديدة، والدليل على ذلك أن فى ميناء «هراقليون» عثرنا على زيادة عن 73 مركبا قديمة غارقة وبالتالى حجم اللقى الأثرية التى توجد فى الخليج ومدى أهمية العمل بها، لافتا إلى أنه كل عام يتم العمل بها ونكتشف أن لدينا العديد من السنوات التى لا تكفينا من العمل فى ذلك المكان.

* كيف يتم الاهتمام بالآثار الغارقة؟
ــ الآثار طالما داخل المياه فهى محفوظة بشكل جيد جدًا، ومصر لديها تنوع كبير فى الآثار سواء خارج المياه أو داخلها وبفضل وجود أفضل المرممين والأثريين فهى جميعا محفوظة بشكل سليم، ونقوم بصيانة الآثار التى نكتشفها بصفة دورية بجانب عمل الدراسات لاكتشاف معلومات عن كل قطعة.

* هل هناك مواقع أثرية مفتوحة للزيارة تحت الماء؟
ــ يوجد موقعان للزيارة تحت الماء، لكن العدد قليل جدا الذى يأتى، والموقعان معلقان بشكل مؤقت فى الوقت الحالى لأنه يتم تجهيز مادة وثائقية لعمل فيلمين لتعريف المواطنين بهذين الموقعين.
هواية الغوص ليست منتشرة فى الإسكندرية بشكل كبير، المواطنون يهتمون فقط بالغوص فى البحر الأحمر لرؤية الشعب المرجانية، وليس لمعرفة آثار مصر، فأتمنى أن يهتم المواطنون أكثر بهوية الغوص لمعرفة آثارهم.

* ما رأيك فى مصطلح الآثار الغارقة.. فعند خروجه من الماء يكون أثرا عاديا، فلماذا يتم إطلاق هذا الاسم؟
ــ لا يوجد ما يسمى بعلم الآثار الغارقة، فهو مصطلح تقنى ومكانى ومقصود به ممارسة العمل الأثرى تحت الماء فقط، ندرس ما هو يطلق عليه علم الآثار البحرية، ولكن جميع الاكتشافات تسمى اكتشافا أثريا، ثم نعرف إلى أى عصر ينتمى الاكتشاف سواء يونانى فرعونى أو بيزنطى.

* ما المؤشرات والظواهر التى تدل على وجود آثار غارقة؟
ــ ‏يتم الاعتماد على المصادر القديمة الموجودة والكتابات التى تدل على أن المكان يوجد فيه آثار، إلى جانب الاعتماد على البلاغات التى تأتى من الصيادين عن وجود آثار فى هذا المكان، بالإضافة إلى البحث التقليدى الذى يتم من خلال المسح، ويتمثل فى مسح بالغطس، وهو صعب جدا بسبب التيار، ونستخدم أجهزة تعطينا صورة للقاع والتى تبين لنا عن وجود قطع أثرية فى هذا المكان من عدمه، وتكون صورة ليست واضحة ولكن تعطى مؤشرا عن وجود أثر مدفون.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك