رئيس جامعة القاهرة: علوم الدين بشرية قابلة للخطأ.. ويجب تطويرها لا إحيائها - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رئيس جامعة القاهرة: علوم الدين بشرية قابلة للخطأ.. ويجب تطويرها لا إحيائها

عمر فارس
نشر في: الثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:13 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2020 - 12:13 م

الخشت: التفاعل بين المؤسسات الدينية والمدنية وتوظيف النظريات القانونية الحديثة في تطوير أحكام الشريعة ضرورين

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، خلال جلسة دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، ضمن جلسات مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد بدون تكوين عقل ديني جديد.

قال رئيس الجامعة، إنه لابد من تأسيس خطاب ديني جديد، وليس التجديد التقليدي، وأن الأجدى إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر ديني جديد.

وأضاف أنه بات من الضروري تفكيك الخطاب التقليدي والبنية العقلية التي تقف وراءه، وتأسيس خطاب ديني جديد فضلًا عن تفكيك النص البشري لإعادة بناء العلوم.

وأشار إلى أن العقل الديني ليس هو الدين نفسه، بل هو عقل إنساني يتكون في التاريخ وتدخله عناصر إلهية وعناصر اجتماعية واقتصادية وثقافية، ويتأثر بدرجة وعي الإنسان في كل مرحلة، لافتًا إلى أن تطوير العقل الديني، غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشري فيه.

وأضاف أنه لا يمكن تكوين عقل ديني جديد بدون تغيير طرق التفكير وتجديد علم أصول الدين، موضحًا أن من أهم الشروط لتكوين عقل ديني جديد، إصلاح طريقة التفكير، وفتح العقول المغلقة وتغيير طريقة المتعصبين في التفكير، والعمل على تغيير رؤية العالم وتجديد فهم العقائد في الأديان ونقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة.

ورفض محاولة "إحياء علوم الدين"، ودعا إلى ضرورة "تطوير علوم الدين"، موضحًا أن العلوم التي نشأت حول الدين علوم إنسانية، تقصد إلى فهم الوحي الإلهي، وأن علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال أو علم الجرح والتعديل هى علوم إنسانية أنشأها بشر، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهى قابلة للتطوير والتطور، بل قابلة لتستبدل بها علوم جديدة.

وأكد أن التجديد لا يمكن أن يأتي من المؤسسات الدينية الكلاسيكية في أية بقعة من العالم إلا إذا كان لديها القدرة على التخارج والتعلم من دائرة معرفية أخرى، وأنه لابد أن يأتي التجديد من دائرة معرفية خارجية أو قادرة على التخارج.

ولفت إلى أخطاء منهجية ومعرفية وقعت فيها الدراسات الدينية الحالية، مطالبا بضرورة العمل على تغيير مسار أبحاث الماجستير والدكتوراه من المسار التقليدي إلى مسار منهجيات العلوم الإنسانية والاجتماعية في تطورها الأخير في الأكاديميات البحثية العالمية، بعيدًا عن التقليد والنقل والاستنساخ.

وأكد أن جمود اللغة أحد أهم أسباب عجزنا عن تطوير الخطاب الديني؛ وأن تطوير اللغة هو أحد أهم أركان الدخول في عصر جديد، ويجب أن تطال عمليات تغيير طرق التفكير تطوير اللغة؛ لأن اللغة لها دور في نمو المفاهيم والتصورات ومن ثم السلوك، وأن منهجية فهم اللغة تنعكس على الفكر مثلما ينعكس الفكر على منهجية فهم اللغة.

وأشار إلى أن أحد أهم أسباب التطرف والتشدد هو طريقة فهم اللغة عند التيار المتشدد الذي يقف عند حدود الحرف وظاهر اللغة كما تشكلت قديمًا وعدم الالتفات إلى السياق التاريخي والاجتماعي للغة، فضلًا عن عدم الالتفات إلى المقاصد.

وشدد على أن الخطاب الديني الجديد لن يتحقق بالصورة المأمولة إلا من خلال الدراسات البينية التي يساهم فيها أكثر من اتجاه علمي، في إطار العلوم الاجتماعية والإنسانية، مؤكدًا أن الدراسات البينية هى التي تحقق الفهم المتكامل والشامل للظواهر التي يتم دراستها، ودعا إلى ضرورة توظيف النظريات القانونية الحديثة في تطوير أحكام الشريعة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك