بعد قرار معهد "باستور" الفرنسي بتعليق تجارب اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن القرار جاء بعد تجارب أولية على البشر، والتي أسفرت عن نتائج غير مقنعة.

وأضافت أن نتائج تجارب اللقاح غير مرضية، بالنسبة للمعهد الرائد في بحوث الأمراض المعدية، تمثل خيبة الأمل هائلة.

ووفقاً للبيان الصحفي الذي نشرته شركة "ميرك" الصناعية، حول تجارب اللقاح، قائلة: "أوقفت الشركة تطوير لقاحين مرشحين ضد (كوفيد-19)، من بينها مشروع لمعهد باستور، الرائد البحثي الفرنسي حول الأمراض المعدية وتطوير اللقاحات".

وأضاف بيان الشركة في توضيحها، أن هذا التوقف المفاجئ، يأتي بعد مراجعة ميرك لنتائج تجارب المرحلة الأولى التي قيمت هذه اللقاحات المرشحة، موضحة أن "الاستجابات المناعية التي تم الحصول عليها كانت أقل من تلك التي لوحظت بعد الإصابة الطبيعية، وتلك التي تم الإبلاغ عنها للقاحات الأخرى المطورة ضد كورونا.

وبعد دقائق من إعلان شركة "ميرك" أصدر معهد "باستور" الفرنسي، بيانا أعلن فيه تخليه عن تطوير لقاح الأطفال الخاص به".

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه باعتراف الجميع، فإن لقاح باستور المرشح أقل كفاءة من اللقاحات الحالية، لا سيما فيما يتعلق باللقاحين المتاحين، وهما لقاح فايزر - بيونتيك ولقاح مودرينا، اللذان يعتمدان على تقنية ناقلات إر.إن.إيه المبتكرة للغاية، بينما يعتمد مشروع باستور، على أساس "لقاحات ناقلات الفيروس".

وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه بالتجارب على الحيوانات فقد أظهر لقاح معهد باستور، نتائج مقنعة، سواء من حيث السلامة والفعالية، لذلك تم تجربته على 90 مريضًا في تجارب تهدف إلى إثبات تحمله الجيد وقياس الاستجابات المناعية.

وأضافت الصحيفة، أنه أجريت إحدى هذه التجارب، برعاية معهد باستور، في مستشفى كوشين باريس، وبلجيكا والنمسا وألمانيا، موضحة أن شركة "ميرك" كانت المسؤولة عن تحليل النتائج.

وتابعت أنه وفقًا للبيانات التي تم إرسالها إلى باستور، فإن الاستجابات المناعية لم ترق إلى مستوى توقعات الشركة.

وبدوره، اعترف المدير العام لمعهد "باستور"ستيوارت كول، أنها خيبة أمل، لكن الحجج ضد استمرار المشروع قوية للغاية".

وأضاف كول: "بالنسبة لعشرة لقاحات مرشحة في المرحلة الأولى، قد يكون هناك لقاح سيصل في المرحلة 3"، موضحا أن لقاحات باستور الأخرى المرشحة ضد (كوفيد-19)، بما في ذلك اثنان من المتوقع أن تدخل المرحلة الأولى من التجارب قريبًا.

ومن جانبه، قال مدير الشؤون الطبية في معهد باستور، برونو هوين، إن جميع المشاركين طوروا استجابة من الأجسام المضادة، لكن مستويات الأجسام المضادة القادرة على القضاء على الفيروس كانت في المتوسط، أقل بثلاث مرات من مستويات الأجسام المضادة التي تم قياسها في المرضى الذين يتعافون من العدوى الطبيعية، وثلاث مرات أضعف أيضًا من تلك التي تم الحصول عليها باللقاحين المتاحين اليوم.

وأعرب هوين عن خيبة أمله، وكذلك نيك كارتسونيس، نائب الرئيس الأول لفرع الأمراض المعدية واللقاحات في شركة ميرك، الذي أجرى مقابلة مع موقع "ستات" الإخباري الأمريكي، قائلاً: "كلمة خيبة الأمل الكلمة تبدو ضعيفة إنها خيبة أمل هائلة".