استشارى فى منظمة «الصحة العالمية»: الشباب والأطفال ليسوا فى مأمن من «كورونا» مع اتساع رقعة الانتشار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:06 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استشارى فى منظمة «الصحة العالمية»: الشباب والأطفال ليسوا فى مأمن من «كورونا» مع اتساع رقعة الانتشار

الدكتور أمجد الخولى
الدكتور أمجد الخولى
حوار ــ أحمد فتحى:
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 8:18 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 8:20 م


لا يوجد علاج معتمد للفيروس حتى الآن.. ولابد من الاهتمام بالرعاية الصحية المبكرة للفئات الأشد عرضة لخطر الإصابة
ندعو الدول لمواصلة الكشف عن الإصابات وعزلها وتتبع مخالطيها للوقاية من خطر تحول الإصابة الفردية إلى جماعية
نشعر بالقلق إزاء ارتفاع أعداد المصابين عالميا.. ونسبة التعافى فى مصر لا بأس بها
يواصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19) انتشاره عالميا متسببا فى وفيات تخطت حاجز الـ27 ألفا، وإصابات تجاوزت الـ600 ألف، فيما تتضافر الجهود المحلية والدولية للحد من انتشاره.
وبين توقعات شكل وحجم انتشار الفيروس على المستوى الداخلى والخارجى خلال الفترة المقبلة، وفرص الاحتواء والسيطرة قبل تفشيه، وبعيدا عن التهوين أو التهويل، حاورت «الشروق»، استشارى الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولى.
الخولى لم يخف قلقه من استمرار وتيرة تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم؛ نظرا لتعدد بؤر تمركز الفيروس فى عدة أقاليم وبلدان على المستوى العالمى، لاسيما مع عدم وجود علاج معتمد حتى اللحظة، مشددا على ضرورة دعم الوعى المجتمعى؛ لتطبيق إجراءات الحكومات الوقائية لما لها من دور كبير فى منع انتشار المرض.
وفى رده على توقعاته لمدى انتشار فيروس كورونا فى مصر خلال الفترة المقبلة، أجاب: «علينا الاستعداد لكافة السيناريوهات». منوها إلى أن هناك «نسبة لا بأس بها من المصابين تتعافى ويعلن عنها».
وإلى نص الحوار:
< رغم الحجر الصحى والإجراءات الاحترازية المتخذة فى العديد من الدول لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لماذا لا نزال نشهد ارتفاعا فى أعداد المصابين؟
ــ تتسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا وتتغير جغرافية الانتشار فى كل لحظة، حتى تكاد تغطى جميع البلاد، ومن المتوقع أن تستمر الوتيرة فى التزايد نظرا لتعدد بؤر تمركز الفيروس فى عدة أقاليم وبلدان فى العالم، فضلا عن ظهور نمط الانتقال المحلى للفيروس.
وهنا لابد أن نعى أن تدابير التباعد الاجتماعى مثل الحجر الصحى لابد أن تأتى ضمن حزمة من الاجراءات الاحترازية؛ كالاكتشاف المبكر للحالات وتأكيدها مخبريا، وعزل كل الحالات الإيجابية ومتابعة المخالطين، كما أن دعم الوعى المجتمعى لتطبيق الإجراءات الوقائية له دور كبير فى منع انتشار المرض.
< هل تتوقع زيادة أعداد المصابين خلال الفترة المقبلة؟
ــ ما زلنا نشعر بالقلق إزاء ارتفاع عدد الحالات والوفيات، وعدد الحالات المؤكدة المرتبطة بالسفر، وعدد حالات الانتقال المحلى، ومن المحتمل أن يستمر تفشى المرض عن طريق الانتقال المحلى.
< كبار السن أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا.. فهل الشباب محصنون ضد خطر الإصابة؟
ــ للأسف لا يمكن اعتبار أى فئة سكانية فى مأمن من الإصابة بفيروس كورونا. ورغم أن البيانات فى البداية كانت تشير إلى أن الفئات العمرية الأكبر سنا هى الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وأن صعوبة المرض أشد فى هذه الفئة، ولاسيما المصابين منهم بأمراض مزمنة والذين يعانون من ضعف المناعة، إلا أنه مع اتساع الرقعة الجغرافية لانتشار الفيروس وسرعة انتقاله، أصبحنا نرى إصابات بين الشباب بل والأطفال.
وقد وجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، رسالة أخيرا لفئة الشباب وصغار السن، محذرا من أن هذا الفيروس يمكن أن يضع المصابين به من الشباب فى المستشفيات لعدة أسابيع، مطالبا بأهمية الحذر من الأماكن التى يذهبون إليها والتى يمكن أن تمثل لشخص ما الفارق بين الحياة والموت.
< التعقيم اللازم وغسل اليدين باستمرار ضرورى للوقاية من الفيروس.. لكن ما هو دور التغذية.. وكيف يمكن تقوية جهاز المناعة؟
ــ التغذية الصحية والكافية مهمة للغاية فى تعزيز المناعة وتحسين الحالة الصحية العامة للأفراد، ومن ثم تمكنهم من مقاومة الفيروس. وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة أقوى يتعرضون ــ فى حالة انتقال الفيروس إليهم ــ لمرض خفيف يمكنهم من التغلب عليه والتعافى منه سريعا.
وتوصى منظمة الصحة العالمية، باتباع الوصايا الخمس للطعام، والتى تضمن سلامة الغذاء مع الطهى الجيد للأطعمة، وتجنب اللحوم غير المطهوة، وحفظ الطعام جيدا فى درجة حرارة مناسبة.
< تتسابق شركات ودول من أجل إنتاج لقاح لـ«كوفيدــ19» متى فى تقديرك سيتم تطوير لقاح للفيروس؟ ولماذا تأخر الإعلان عن العلاج؟
ــ هناك العديد من المراكز البحثية التى تعمل على تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا. ولقد بدأت أول تجربة بشرية للقاح مضاد لفيروس كورونا (كوفيدــ19) فى الولايات المتحدة، وحصل 4 مرضى على اللقاح. ولا يسبب اللقاح مرض كوفيدــ19، ولكنه يحتوى على شفرة وراثية غير ضارة تم نسخها من الفيروس المسبب للمرض، ويقول الخبراء إنه ما زال أمامنا عدة شهور لمعرفة ما إذا كان هذا اللقاح، أو غيره من اللقاحات قيد البحث فعالا.
أما عن العلاج، فلا توجد علاجات معتمدة لمرض كوفيدــ19 فى الوقت الحالى، ومع ذلك يتم إجراء عدة تجارب سريرية لتقييم فاعلية العلاجات التجريبية ومدى أمانها. كما صممت المنظمة مجموعة من الإجراءات لتقييم أداء التكنولوجيات الطبية وجودتها فى حالات الطوارئ.
< هل فيروس كورونا فى مصر إلى انحسار أم انتشار؟.. والبعض يرى أن فرص انتشار الفيروس كبيرة خلال الأسبوع المقبل؟
ــ لابد من الاستعداد لكافة السيناريوهات، ويشير تتبع أعداد الحالات المكتشفة التى تبلغها السلطات الصحية لمنظمة الصحة العالمية إلى تزايد الحالات المؤكدة، وقد يعود ذلك إلى اتباع آليات الترصد النشط، وفى الوقت نفسه هناك نسبة لا بأس بها من الحالات تتعافى ويعلن عنها.
وقد يؤدى الأخذ بمزيد من الإجراءات المشددة فى الترصد والاكتشاف وتتبع المخالطين والفحص المختبرى إلى اكتشاف بؤر قد تكون مجهولة، ومن ثم ظهور المزيد من الحالات والإسراع بمعالجتها واحتواء انتقال الفيروس.
< لكن البعض يعيش حالة من الهلع والفزع مع انتشار كورونا.. ما الرسالة التى توجهها فى هذا الصدد؟
ــ رسالتنا الأساسية أن لكل فرد دورا أساسيا ومسئولية مباشرة فى حماية نفسه، وحماية الآخرين من خلال الحرص على ممارسة كل تدابير الوقاية التى هى الكلمة الجوهرية فى مواجهة هذه الجائحة. ومن خلال الالتزام والانضباط يمكنكم حماية أنفسكم وأحبائكم وبلدانكم.
ونشدد على أهمية التزام كل فرد بتدابير الوقاية مثل المواظبة على غسل الأيدى بالماء والصابون، والحرص على المباعدة الاجتماعية، ومراعاة آداب السعال والعطس، والحصول على المعلومات الصحية من مصادرها الموثوقة، والالتزام بالإجراءات المشددة التى قد تضطر السلطات المعنية إلى اتخاذها لاتقاء الأخطار الفادحة لهذه الجائحة.
< معدلات انتشار كورونا فى الغرب وتحديدا فى إيطاليا وإسبانيا وألمانيا أعلى من المنطقة العربية.. ما السبب؟ وأين تكمن الخطورة؟
ــ لقد انتقلت البؤرة المركزية التى ظهرت فى الصين مع بداية ظهور فيروس كورونا إلى عدة بؤر مركزية فى دول أوروبية مختلفة وأيضا فى دول خارج أوروبا، والنمط الشائع فى أوروبا هو الانتقال المحلى للعدوى بمعنى وجودها بين أفراد المجتمع، وتنقلها محليا دون انتقال من بؤرة عدوى خارج البلاد عن طريق السفر والانتقال. ويعنى ذلك أن مصادر العدوى موجودة فى المجتمع ومن ثم تواصل تأثيرها فى نشر الفيروس.
ولابد من الإشارة إلى أن ضعف المشاركة المجتمعية، والتى لوحظت فى دول عديدة قد أدت إلى تفاقم انتشار الفيروس لدرجة فاقت قدرة البلدان على احتوائها، ولكن لا يمكن القطع بتفسير واحد لهذه الحالة التى نراها إذ إن التفسير الدقيق يتطلب المزيد من التقصى والبحث والدراسة وهذا ما يعكف عليه الخبراء حاليا.
< لماذا إيطاليا الأكثر تسجيلا للوفيات على مستوى دول العالم؟
ــ بالفعل عدد الوفيات فى إيطاليا هو الأعلى حاليا على مستوى العالم، كما أن معدل الوفيات نسبة إلى عدد الحالات الكلى يفوق المعدل المتعارف عليه منذ بداية الأزمة إذ يصل نحو 9%. والمعلوم أن نسبة الوفيات بكوفيدــ19 ترتفع بين الفئات المصابة بدرجة شديدة من المرض، وهى بالتحديد فئة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والرئة، فضلا عن ذوى المناعة الضعيفة، وربما كانت نسبة كبيرة من الحالات المؤكدة فى إيطاليا بين هذه الفئة ومن ثم ارتفعت فيها نسبة الوفيات عما عداها.
< هل هناك دول لم تسجل أى إصابة بفيروس كورونا حتى الآن؟
ــ نعم هناك عدة بلدان لم تكتشف فيها حالات إصابة بعد، وقد يعود ذلك إلى أنها لم تفد إليها بالفعل حالات إصابة من البؤر المركزية للفيروس، وقد تكون هناك أسباب أخرى تتعلق بعدم قدرة نظم الترصد على اكتشاف الحالات خاصة أن الفيروس فى 80% من الحالات يسبب مرضا خفيفا قد لا يلتفت إليه ويتعافى منه المصابون دون أن يدركوا أنه كوفيدــ19.
< ما تقييمكم لجاهزية الأنظمة الصحية فى العالم العربى لمواجهة كورونا؟
ــ من المؤكد أن جاهزية الدول ليست على درجة واحدة، فهناك دول تحظى بمستوى مرتفع من الإمكانيات ونظام صحى قوى، ولديها خطط واضحة للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية والأوبئة، وبذلت جهودا سابقة على ظهور الفيروس فى سبيل ذلك، وهناك دول تعانى من نقص فى الإمكانيات، أو ضعف فى النظام الصحى ولم تعد مسبقا خطة للتأهب والاستعداد، وتسعى جاهدة الآن لاستكمال قدراتها وجاهزيتها للاستجابة وهناك دول تمر بصراعات ممتدة أنهكت نظمها الصحية أثرت على قدرة هذه النظم على التعامل بفعالية مع الجائحة.
< وبماذا تنصحون؟
ــ نصيحتنا أنه يجب على البلاد مواصلة الكشف عن حالات الإصابة واختبارها وعلاجها وعزلها وتتبع مخالطيها، وتعبئة مواردها البشرية للاستجابة للجائحة، ويساعد هذا النهج فى الوقاية من تحول الإصابة الفردية إلى إصابة جماعية، ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع. وحتى البلاد التى ينتقل فيها المرض على مستوى المجتمع، أو تحدث فيها حالات إصابة جماعية على نطاق واسع، بإمكانها عكس اتجاه هذه الجائحة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك