الجارديان: شركات الدواء البريطانية تصنع إنتاجها من دماء فقراء المكسيك - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجارديان: شركات الدواء البريطانية تصنع إنتاجها من دماء فقراء المكسيك

أدهم السيد
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 3:38 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 3:38 م

تقول لاكيا الأم المكسيكية لـ3 أطفال، إنها كانت تبكى فى أول مرة غادرت قرية سوتو هواريز نحو الحدود الأمريكية لبيع دمها لشركات البلازما بسبب ظروفها المادية.

وبحسب تحقيق صحفى لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن شركات الدواء البريطانية تمتلك 800 مقر، هدفها الظاهر تلقي تبرعات الدم، لكن الهدف الحقيقى -وفق التحقيق- شراء الدم من المكسيكيين الفقراء الذين يدخلون الولايات المتحدة الأمريكية بتصاريح دخول دائمة.

يذكر التحقيق أنه قبل إغلاق الحدود الأمريكية بسبب كورونا قبل أسبوع كان آلاف المكسيكيين يتوافدون نحو مقرات الشركات البريطانية فى إلباسو تكساس لكسب الأموال من بيع دمائهم، مضيفا أنه يتم سحب كميات من دماء المكسيكيين مرتين أسبوعيا؛ ما يشكل خطرا على الجهاز المناعي.

واعتادت بريطانيا تمويل مخزونها من البلازما العلاجية من واردات أمريكية؛ نظرا لاحتياج بريطانيا لها لعلاج جنون البقر فى التسعينيات، ورغم توقف المرض إلا أن شركات بريطانية بدأت استئناف نشاطها على الحدود الأمريكية ولكن بالتعامل مع المواطنين المكسيكيين.

وتقول "الجارديان" إنها قبل عملية إغلاق الحدود رصدت مقرا لشركة "بى بي إل بلازما" البريطانية التي تملك 50 مقرا فى أمريكا، يوم الخميس الماضي، ولاحظ الفريق الصحفي توافد 21 مكسيكيا قادمين من بلادهم للتبرع، بينما تم تعليق إعلانات باللغة الإسبانية فى المقر تعد من يتبرع بمكافأة 300 دولار إضافة لتكاليف رحلة العودة للمكسيك.

وتقول لاكيا، إنها اضطرت لفعل ذلك بعد ما خسرت وظيفتها كجرسونة مطعم.

بينما يقول أوسكار، عامل بناء، إن التبرع يعطيه أجرا ماديا يعادل ضعف أجره من عمله كبناء.

وقال أحد موظفى الشركة البريطانية -دون الإفصاح عن اسمه- إن معظم أولئك المتبرعين يخبرونه أنهم جاءوا فقط لتحصيل قوت أولادهم.

وبحسب تحقيقات رسمية بريطانية، تسيير الشركة، حافلات منتظمة لجلب المكسيكيين من خارج الحدود وحتى منطقة لوريتو الأمريكية للتبرع ومن ثم إعادتهم للمكسيك.

وتمول "بى بى إل"، الشركة الأم فى بريطانيا "بى بى إل ثيرابيوتيكس"، بمليون لتر دم سنويا، ما يشكل الكمية الأساسية من بنك الدم البريطاني، كما يتم تصديره لعشرات الدول عالميا.

وتأسست "بى بى إل" فى الخمسينيات، كتابعة لهيئة الصحة البريطانية الحكومية، والتى باعتها عام 2013 لشركة "بين" الأمريكية بـ200 مليون دولار، والتى باعتها بدورها بعد 3 سنوات لمجموعة "كريت" الصينية بـ800 مليون دولار.

وقالت إحدى مساعدات مديري مقرات التبرع فى إلباسو للجارديان، إن 90% من القادمين للتبرع هم من مدينة هواريس الحدودية المكسيكية وهم يعتبرون التبرع مصدر دخل ثابت لهم.

وتسمح القوانين الأمريكية للمتبرع تقديم دمه مرتين أسبوعيا، بينما تمنع بريطانيا ذلك نظرا لخطورته وتسمح بالتبرع لمرتين شهريا فقط.

ويقول بيتر هيلستيرن مدير مركز التجلطات والدموية فى زيوريخ: "5 عمليات تبرع بالدم كفيلة بإنزال كمية الأجسام المضادة فى الإنسان لأدنى معدل، والمشكلة فى أمريكا أن اختبار وتحليل الأجسام المضادة للمتبرع لا يقام إلا كل 4 أشهر ما يعنى ضعف مناعة المريض بحد قاتل دون أن يعلم".

ويضيف باول سترينجر عضو اتحاد تجميع بلازما الدم العالمية، أن: "نقص الأجسام المضادة الناجم عن إفراط التبرع بالدم يعرض صاحبه للالتهاب الرئوى "نيومونيا" إذا أصيب بالإنفلونزا أو الكورونا بالتأكيد، رغم عدد وجود إحصائية تفيد حدوث ذلك لمن يفرطون بالتبرع ولكن نظريا تكون تلك النتيجة"، موضحا أن التبرع بالبلازما لا يمثل خطرا إذا كان المتبرع مصاب بالكورونا؛ لأن الفيروس لا ينقل بالدم.

وقال المرضى الذين تحدثت لهم "الجارديان" إن عملاء ومندوبى "بى بى إل" لم يعلموهم أبدا بمخاطر التبرع المفرط للدم.

ورفضت الشركة من جهتها، الرد على أسئلة الجارديان بخصوص اتهامات الشركة ولا حتى بخطورة ما تقوم به على مناعة المتبرعين فى ظل انتشار كورونا.

يذكر أن القانون البريطانى يمنع أن يتبرع الشخص بأكثر من 15 لتر دم سنويا بينما يسمح القانون الأمريكى بالتبرع بـ92 لتر سنويا للشخص الواحد.

وقالت هيئة الرقابة البريطانية على الأدوية والمعدات الطبية، إنها ترسل مراقبون لمقرات "بى ي إل" للتأكد بالتزامها بالقوانين البريطانية، وأكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نفس الشيء.

وتعانى شركة "بى بى إل" -مصدر 40% من الدم الذى تحتاجه بنوك دم بريطانيا وأوروبا- من أزمة نقص متبرعين جراء انتشار كورونا؛ ولذلك تنفذ الشركة حملات إعلانية فى أوروبا، مطالبة الناس بالتبرع، رغم رفض قوانين أوروبا إعطاء مقابل مادي للمتبرع، وتأكيد أن تكون عملية التبرع تطوعية، ولذلك حسب الجارديان اعتمدت "بى بى إل" على المكسيكيين الفقراء في دولة أمريكا.

وتقول أليكسا ويتسال، موظفة فى "بي بي إل" لـ"الجارديان"، إن إنتاج بلازما الدواء تستغرق بين 6 و8 أشهر ما يعني أن أزمة نقص المتبرعين جراء الكورونا ستسبب عجز يأخر الإنتاج لـ6 أشهر قادمة.

وتضيف أليكسا: "مقرات الشركة على الحدود الأمريكية تقنع المتبرعين بإجراءات السلامة من الكورونا لديها كى لا يخافوا من القدوم، وذلك غير مجدى لأن قرار إغلاق الحدود تم تفعيله لمدة شهر".

وقالت الشركة نفسها إنهم ينقون البلازما لتجنب احتوائها على فيروسات كورونا.

وليست "بى بى إل" بالشركة الوحيدة العاملة بتجارة الدم على الحدود الأمريكية بل هناك شركتين للبلازما أكبر وأقدم منها هما "جريفيلس" الإسبانية و"سى إل إل" الأسترالية.

وتعرض "بى بى إل" متبرعيها لخطر القبض عليهم أو الغرامات وذلك لأن إدارة الهجرة الأمريكية لا تسمح لأحد الدخول بهدف التربح.

ويقول ماير روجر مسؤول بهيئة الجمارك والحدود الأمريكية: "إن التعويض بمقابل التبرع يعتبر تربح ومن يفعل ذلك يخاطر بفقدانه لفيزا دخوله لأمريكا".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك