كورونا ليس الأول.. كيف فتحت الأوبئة الطريق للعنصرية عبر الأزمان؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كورونا ليس الأول.. كيف فتحت الأوبئة الطريق للعنصرية عبر الأزمان؟

سارة النواوي:
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 8:12 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 8:12 م

احتفل العالم الأسبوع الماضي باليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، في ظل ما نشهده من ممارسات عنصرية ضد بعض المصابين بفيروس كورونا، خاصة الآسيويين الذين تعرضوا لحملات موسعة من التنمر والازدراء بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في العديد من دول العالم، ليظهر لنا مصطلح "الرهاب الصين"، ليعبر عن مدى الخوف من كل ما هو صيني، حتى ظهرت حملات تنمر داخل الصين نفسها، ضد من ينتمون إلى مدينة ووهان، بؤرة انتشار الفيروس.

 

- عنصرية في زمن قريب

ولكن العنصرية في زمن الكورونا ليست الأولى، فالتمييز العنصري ضد ضحايا الأوبئة ممتدة عبر التاريخ، فأبرزها ما ظهر مع وباء الكوليرا والطاعون وغيرها من الأمراض الأخرى.

مع بداية ظهور مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) نشرت مراكز السيطرة على الأمراض تحذيرا للصحة العامة، في عام 1982، مفاده أن هناك فئات شديدة الخطورة لانتقال العدوى كمستخدمي الهيروين والمثليين وألحقت بهم المهاجرين الهايتيين، وهم سكان إحدى بلدان البحر الكاريبي، وبذلك تم ربط تلك الأمراض بالأشخاص الذين ينتمون لأماكن بعينها بغض النظر عن حالتهم المرضية؛ حيث كان ينظر إليهم على أنهم ينشرون المرض من خلال سلوكهم المنحرف، ومن ثَم كانوا يواجهون العديد من الممارسات العنصرية كالابتعاد عنهم وتعرضهم للتنمر المجتمعي.

أما عن مصابي الإيدز، فقد كان ينظر لهم في العديد من الدول على أنهم أشخاص يمارسون سلوكا منحرفا، وخارجين عن الأعراف الدينية والمجتمعية، وكانو يتعرضون للعنصرية والاضطهاد من قبل حتى بعض الطواقم الطبية.

- من الإيدز إلى الكوليرا

تعود دورة الحملات العنصرية التي تعرض لها الهايتيين مرةثانية؛ عندما ضرب هايتي وباء الكوليرا في 2010، وليظل يتهم جنود الهايتيين بالولايات المتحدة، لسنوات، بأنهم المسؤولين عن استيراد الكوليرا إلى البلاد، مما يعرضهم للهجر والجفاء من قبل المجتمع؛ حتى أن وباء الكوليرا ظل مرهونا ذكره بالفقر والانحدار، بعدما ربط العالِم الذي اكتشفه أن معظم ضحاياه من البلدان النامية، وهو ما جعل ذكر هذا المرض مشحونا بالعنصرية ضد كل من يحمله.

ولذلك ظلت هناك صورة نمطية سائدة ألا وهي أن "الهايتيين قذرين"، ويرجع هذا الاعتقاد إلى أن الهايتيين ينتمون إلى واحدة من أفقر دول العالم.

الجدير بالذكر أنه في عام 2010 كان هناك أكثر من 6 آلاف من الهايتيين يعيشون معزولين في المخيمات، حيث توجد المياه الملوثة والبنية التحتية المدمرة؛ مما يساعد على نمو البكتيريا المسببة للعدوى، وهو ما كان يؤدي إلى موت الأطفال بعد إصابتهم بالعدوى بساعتين فقط. 

- الأوبئة بيئة خصبة للعنصرية

في أثناء تفشي وباء الطاعون في عام 1899، قام المسؤولون في هونولولو الأمريكية بعزل وحرق الحي الصيني في المدينة؛ في محاولة مجلس الصحة التطهير بالنار وحرق المباني التي مات فيها ضحايا الطاعون، ضمن حملات العنصرية التي كانت تمارس ضد الصينين في أمريكا في هذه الفترة.

فكان ذلك بعد سنوات قليلة من توقيع الرئيس تشيستر ألان آرثر ما يعرف بـ«قانون الاستبعاد الصيني» وتحديدا في عام 1882، والذي حظر بموجبه هجرة العمال الصينيين إلى الولايات المتحدة لمدة عشرة سنوات بغرض استرضاء العمال الأمريكيين المطالبين بالحفاظ على نقاء العنصر الأمريكي الأبيض.

وفي يناير 1900 اندلعت حرائق استهلكت العديد من المباني ومنازل 5 آلاف شخص كلها من مخيمات اللاجئين.

اللون الأبيض يحمي من الوباء!

كانت العنصرية أكثر وضوحًا في مطلع القرن العشرين، مع ملاحظة أن البيض في آسيا كانوا الأقل عرضة للإصابة بالطاعون، وهو ما عزاه خبراء في هذا التوقيت بأن ذلك يرجع إلى التفوق العنصري المتأصل والعادات الأوروبية.

كما أكد المؤرخ جيمس مور، في كتابه "الطاعون والنار" عام 2004، حرق الحي الصيني في هونولولو عام 1900، واصفًا عنصرية سكان المدينة؛ إذ كانوا يقولون إن الطاعون نادرا ما يهاجم الأشخاص البيض النظيفين.

وفي دراسة أخرى نشرتها "ناشونال لايبراري أوف ميديسن"، قال أخصائيو الصحة العامة حول معدل الإصابة بالإنفلونزا، إن الأشخاص ذوات البشرة البيضاء يتجنبون الإصابة بالإنفلونزا، على الرغم من أن الصحة العامة في الولايات المتحدة أكدت أن الأمريكيين الأفارقة كان لديهم وفيات أقل من البيض خلال الوباء، كما خلصت وزارة الصحة في شيكاغو في تحليلها لوباء الإنفلونزا إلى أن "العرق الملون كان أكثر مناعة من البيض".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك