يتواصل الجدل حول اللاعب الأكثر أهمية من بين ثنائي ليفربول، محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، وأي منهما سيحتفظ به الألماني يورجن كلوب في الفريق خلال الموسم الجديد.
موقع «جول» العالمي، نشرًا تقريرًا، مساء اليوم السبت، حول هذه القصة، وأبرز أسباب هذا الجدال القائم منذ فترة طويلة، وأيا منهما سيؤذي ليفربول أكثر حال رحيله.
«جول»، أشار إلى أن هذا السؤال بدأ طرحه باستمرار، بعد الموسم الأول المدهش لصلاح مع ليفربول (2017 – 2018)، حيث استطاع حينها الفرعون تسجيل 32 هدفا في الدوري الإنجليزي، كأعلى معدل أهداف خلال 38 مباراة في تاريخ الدوري الإنجليزي، متفوقا على كريستيانو رونالدو ولويس سواريز أصحاب الـ31 هدفا.
ليفربول فشل في الحصول على أي لقب محلي خلال موسم صلاح الأول، خسر نهائي دوري أبطال أوروبا، وتعرض الفرعون لإصابة قوية على يد سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد، ولكن الخسائر الجماعية، لم تؤثر على الحديث عن الأداء الفردي لمحمد صلاح والذي وصفه «جول» العالمي بأنه أحد أفضل المستويات الفردية للاعب في تاريخ مسابقة الدوري الإنجليزي.
الموقع العالمي أشار إلى أن صلاح منذ ذلك الموسم، وأصبح ضحية لنجاحه، وذلك لأن الحكم عليه بات من خلال هذا الموسم الاستثنائي، فانتقد الكثيرون أداء صلاح في الفترة الأخيرة، وأحيط بمزاعم «الغوص والأنانية».
«جول»، أشار إلى أن هناك مقاطع فيديو بدأت تظهر لصلاح وبجانبه زملائه في مواقف أفضل منه ولا يقم بالتمرير، وأضاف «ذلك وقودًا للنار»، وتحول البعض على صلاح، فاختار الناس الحديث عن العيوب في طريقة لعبه، بدلًا من الثناء على ما يؤديه بشكل صحيح.
على النقيض غالبًا ما يتم الإشادة بزميله السنغالي ساديو ماني، ويُنظر إليه من البعض على أنه أفضل من صلاح، حيث يتصور البعض أن أفضل لاعب إفريقي هذا العام، أكثر تنوعا من الفرعون، ويمكن لماني أن يزدهر في أماكن متنوعة من الملعب.
ولكن رغم ذلك يطرح «جول» خلال تقريره سؤالًا هامًا، هل كان ماني مؤثرًا مثل صلاح في جعل ليفربول كواحد من أفضل الفرق في أوروبا، وأن يصبح بطلاً للعالم وربما بطلاً للدوري الممتاز؟
الإجابة كانت هي أن الموسم الأول لصلاح في الميرسيسايد جعل النقاد يلاحظون الخطوات العملاقة التي خطاها يورجن كلوب ولاعبيه في ليفربول.
ولكن أشار «جول» أيضا، إلى أنه لا ينبغي إغفال دور ماني في تفوق ليفربول، فقبل وصول صلاح لليفربول بموسم، أضاف السنغالي بعض القوة للريدز.
قبل مجيء صلاح نجح النجم السنغالي في تسجيل 13 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 16-17، وساعد ليفربول على إنهاء الدوري في المراكز الأربعة الأولى، وكانت هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها ليفربول في تحقيق ذلك منذ موسم 2013 -2014.
كان من المثير للاهتمام رؤية بعض وسائل الإعلام، والمعجبين والمتنافسين، وهم يحاولون خلق نوع من التنافس بين الثنائي، وفي اعتقادهم أن كل منهما يحاول التفوق على الآخر، وهذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا، بل هو انعكاس للمنافسة الشريفة بين الثنائي.
ولكن لا ننسى أن ماني في مباراة ليفربول وبيرنلي بالدور الأول بالموسم الحالي والتي كانت بنهاية أغسطس، أعرب عن استياءه الشديد من أنانية صلاح.
بالعودة للإحصائيات منذ توقيع صلاح لليفربول في موسم 2017-2018، فسنجد أن صلاح في أول مواسمه مع الريدز نجح في تسجيل 44 هدفا، وساهم في صناعة 16، بينما سجل ماني 20 هدفا في كل المسابقات وصنع 9.
عاد ماني في الموسم الثاني لمناطحة أرقام صلاح، وبالفعل استطاع السنغالي تسجيل 26 هدفا في مختلف المسابقات وصنع 5، بينما سجل الفرعون 27 هدفا، وصنع 12، أي أن صلاح تفوق على أسد التيرانجا بهدف وحيد فقط.
في هذ الموسم، الإحصائيات تصب في مصلحة صلاح، فنجح الأخير في تسجيل 20 هدفا، وصنع 9، في المقابل سجل ماني 18 هدفا، وصنع 12 آخرين وذلك حتى توقف الأنشطة بسبب فيروس كورونا.
موقع «جول» قال أنه بالاعتماد على الأرقام وحدها، فالنتيجة ستكون لصالح الفرعون، ولكن ما يظهره الواقع هو أنه كيف أن يعتمد كلاهما على بعضهما البعض من أجل مصلحة ليفربول؟
النقاد في حيرة وتردد حول الأفضل وذلك بسبب أنه نادرًأ ما يكون الثنائي سيئ في وقت واحد، وعند مجئ المواقف الصعبة يصعد أحدهما ويرتدي ثوب البطولة لإنقاذ ليفربول.
يعتبر الكثير في النهاية أن ماني أكثر قيمة من صلاح نظرًا لقدراته الشاملة وتأثيره الأكبر في بناء الفريق، ولكن مع ذلك من الصعب، الجدال ضد لاعب استطاع تسجيل 70 هدفا في 100 مباراة بالدوري الإنجليزي مع ليفربول، وهو صاحب ثاني أفضل معدل في تاريخ البريميرليج في أول 100 لقاء، بعد الأسطورة الإنجليزية آلان شيرار الذي سجل 79 في أول 100 مباراة.
فاز صلاح بالحذاء الذهبي مرتين، من بينهما مرة تقاسم الجائزة مع ماني وأوباميانج، وهذا الموسم حتى فترة التوقف الدولي، ويبعد صلاح بفارق 3 أهداف عن متصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي جيمي فاردي صاحب الـ19 هدفا.
في حين أن الكثير من الناس يعتقد أن نجم السنغال هو أكثر قيمة من صلاح، وأن الأخير هو من يُمكن الاستغناء عنه في ليفربول، ولكن من الممكن أن يقل أدائهما حال إنفصالهما.
موقع «جول»، أشار في نهاية تحليله إلى أن صلاح وماني يدفعان بعضهما البعض من أجل أن يكونا أفضل، وفقدان أحدهما لن يفيد بالضرورة الآخر، ولكن الحقيقة في النهاية هي أن صلاح وماني لديهما نفس الأهمية لليفربول، بنفس أهميتهما لبعضهم البعض.
