أطباء مصريون بأمريكا وأستراليا وفرنسا يروون لـ«الشروق» تجارب احتواء وباء كورونا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:14 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أطباء مصريون بأمريكا وأستراليا وفرنسا يروون لـ«الشروق» تجارب احتواء وباء كورونا

أحمد فتحى:
نشر في: الخميس 28 مايو 2020 - 8:29 م | آخر تحديث: الجمعة 5 يونيو 2020 - 2:54 م

مروة موسى من نيويورك: مطاعم ومتاجر الولاية تمنح العاملين فى المجال الصحى معاملة تفضيلية حفاظا على وقتهم

محمد حسن من فلوريدا: أطباء مصر قادرون على حماية الوطن من الوباء

أحمد الجندى من سيدنى: فخورون بالأطقم الطبية المصرية.. وتوفير مستلزمات الوقاية أهم من أجهزة التنفس

طارق عبدالكريم من تولوز: معدل العدوى انخفض بشكل ملحوظ نتيجة الإجراءات الاحترازية المشددة

يخوض أطباء مصريون فى مستشفيات بدول أمريكا وأستراليا وفرنسا معركة كبيرة ضمن أنظمة صحية تواصل الليل بالنهار للحد من تفشى فيروس كورونا، والمساعدة فى عودة الحياة لطبيعتها بشكل تدريجى، وسط انخفاض ملحوظ فى معدلات الإصابة، ونسب التعافى من المرض.


وأكد الأطباء المصريون فى الخارج دعم زملائهم بمصر فى معركة التصدى للوباء، داعين إلى توفير جميع أشكال الحماية الحقيقية اللازمة لهم لأداء مهمتهم على أكمل وجه، لاسيما مع ارتفاع الإصابات بين صفوفهم، واصفين ما يقومون به فى ظل الامكانات المتاحة بـ«الملحمة»، وقالوا «الطبيب الواحد فى مصر يعادل 10 فى الخارج فى ظل الإمكانات المتاحة بين هنا وهناك».


«ساعات عمل طويلة بين غرف العمليات وأسرة المرضى، وضغوط نفسية هائلة وهم يرون من يفقدون حياتهم جراء المرض، ومخاوف من انتقال العدوى بكورونا، واستئجار شقق أو غرف فى فنادق للإقامة بعيدا عن عائلاتهم؛ لحمايتهم من الإصابة بالفيروس القاتل» ... تلك كانت مشاهد من «ظروف عمل قاسية» فرضتها أزمة كورونا على جنود مصر بالخارج.

•مروة: قدرات أطباء مصر كبيرة

مروة موسى طبيبة أمراض باطنة بمستشفى «نيويورك بروكلين» بولاية نيويورك، التى شهدت ما يشبه «تسومانى» فى أعداد المصابين والوفيات خلال الفترة الماضية، توجه رسالة للعاملين فى الجهاز الطبى بمصر فى خضم معركتها ضد الوباء، قائلة: «أنتم أبطال حقيقيون تواجهون المرض وشبح الموت بكل شجاعة».


وأكدت لـ«الشروق»، أن قدرات الأطباء فى مصر كبيرة، وأنهم بحاجة أكثر لمعدات حماية وقائية حقيقية، وإجراء اختبارات كافية للجميع لتشخيص الحالات المبكرة من كوفيد 19 بين صفوفهم، مشيرة إلى أن الخوف عند الأطباء لا يتولد فقط من رؤية تأثير كورونا على الآخرين، لكن خطر الإصابة بالفيروس مع التعامل المباشر مع المصابين بالمرض.

ويُذكر أن نيويورك، هي الولاية الأكثر تضرّراً بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، حيث سجلت خلال ذروة تفشّي الوباء فيها في النصف الأول من مارس حصيلة وفيات يومية تخطّت الألف، لكن هذه الحصيلة تراجعت بشكل لافت حيث سجلت خلال 24 ساعة الماضية وفاة 84 شخصا من جراء الفيروس، في أدنى حصيلة وفيات يومية منذ 24 مارس، وفقا لما أعلنه حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو.

وأوضحت: «الوضع كان صعبا ‏للغاية في نيويورك خاصة وفي الولايات المتحدة بشكل عام، لكن الوضع حاليا يتحسن بشكل نسبي، مع قلة عدد الحالات الجديدة، التي يتم تسجيلها، بعد التعرف على المزيد من خصائص مضاعفات الفيروس الجديد، والتعامل معه».

وتابعت: «الخوف عند الأطباء لا يتولد فقط من رؤية تأثير كورونا على الآخرين، لكن خطر الإصابة بالفيروس مع التعامل المباشر مع المصابين بالمرض».

وذكرت الطبيبة المصرية أنها تعرضت بشكل شخصى للإصابة بكورونا، بعد اختلاطها بمصابين؛ ما دفعها لترك المنزل واستئجار آخر بعيدا عن الأسرة، والدخول فى عزل صحى لمدة 3 أسابيع»، متابعة: «بعد الالتزام بإجراءات العزل الواجبة، والتغذية السليمة تعافيت من المرض».

وحول كيفية إصابتها بالعدوى، قالت: «كان من ضمن مهام عملى فى الفترة الأخيرة، إنشاء إدارة وقسم جديد بالمستشفى، يتضمن 40 سريرا، خلال 10 أيام فقط؛ لاستيعاب المزيد من المصابين، وعلى الأرجح، انتقلت العدوى لى أثناء فترة تجهيز وإنشاء القسم، حين تم نقل المرضى للقسم الجديد».

وأوضحت موسى -التى تشغل أيضا منصب أستاذ مساعد بكلية طب نيويورك- أن مخاوف انتقال العدوى لعائلات الأطباء، خاصة مع الزيادة الكبيرة فى أعداد المصابين فى نيويورك، دفع عددا كبيرا منهم إلى ترك منازلهم، واستئجار شقق أو غرف فى فنادق للإقامة بعيدا عن عائلاتهم.

وذكرت أن نيويورك تعيش حالة كبيرة من التكافل الاجتماعى، فمنذ انتشار الفيروس، تضاعفت تبرعات جميع السكان والمقيمين فى نيويورك بشكل كبير جدا، فضلا عن قيام العديد من المطاعم بإرسال وجبات غذاء مجانية للعاملين فى القطاع الصحى، كما أن المطاعم والسوبر ماركت خصصت أوقاتا محددة لهم حتى لا ينتظرون فى طوابير طويلة.

حين نسمع قصصا لأطباء يواجهون «كورونا»، فإن الصورة التي تنطبع في الأذهان تتمثل في الزي، والكمامات والاقتراب المستمر من المصابين، لكن يغفل الكثيرون جوانب أخرى تتمثل في حياتهم الشخصية والعملية لاسيما عقب تفشي كورونا.

وتقول: «ظروف العمل صعبة للغاية، بعد أن أصبح القلق والتوتر والضغط المستمر هو العنوان الأبرز لحياة الأطباء وخاصة فى أمريكا بعد ظهور جائحة كورونا»، ذاكرة أن ساعات العمل أصبحت طويلة وشاقة جدا، فى ظل اتباع جميع الإجراءات الاحترازية داخل المستشفى تفاديا للعدوى، والتى تتمثل فى ارتداء ملابس الوقاية شديد الإحكام، وهو أمر صعب جدا طوال فترة العمل.

الدكتورة مروة موسي

 

• غربة حسن تضاعفت بسبب كورونا

ومن نيويورك إلى ولاية فلوريدا الأمريكية، وتحديدا فى أحد مستشفيات مدينة ميامى، إذ يقول الطبيب المصرى محمد حسن، طبيب عناية مركزية فى القسم المختص بمواجهة «كوفيد-19» لزملائه فى مصر: «لدينا ثقة كبيرة بإمكانات أطباء مصر العملية والمهنية وقدرتهم على منع تفشى الوباء فى البلاد»، مضيفا: «نعلم أنكم تقومون بجهود عظيمة.. وأنتم لستم وحدكم فى مواجهة الظروف الصعبة للعمل؛ فجميعنا نمر بهذه الظروف».

وأوضح أن العمل تحت وطأة «كورونا» والفترة التى أمضاها بجوار المرضى كرست لغربة جديدة علاوة على غربته عن بلاده، متابعا: «الحياة اختلفت تماما، بعد أن اضطررت إلى استئجار منزل آخر بعيد عن عائلتى، خشية انتقال عدوى الإصابة لهم دون أن أدرى؛ لا سيما مع وجود أدلة عديدة على وجود نسبة غير ضئيلة حاملة للفيروس دون أن تظهر عليهم أى أعراض».

ورغم عدم اعتماد علاج فعال وآمن عالميا، يشير «حسن» إلى استخدام أمريكا دواء «ريمديسيڤير» الذى كان يتم استخدامه فى علاج مرضى «إيبولا»، فضلا عن استخدام علاج البلازما المحتوية على أجسام مضادة من مرضى تعافوا من الفيروس.

وألمح الطبيب المصرى إلى استجابة مرضى كورونا فى العناية المركزة بشكل جيد فى الفترة الأخيرة لأسلوب يقوم على قلب المرضى إلى وضع الانبطاح للنوم على بطنه بدلا من ظهره لأطول فتره ممكنة، حيث يساعد هذا الأسلوب المرضى على تحسين مستوى الأكسجين فى الدم من غير الحاجة لجهاز تنفس.

وأشار حسن فى الوقت نفسه إلى وجود بعض الأعراض الجانبية مع أسلوب وضع النوم على البطن لفترات طويلة؛ مثل تقرحات الجلد بسبب الضغط المستمر على موضع واحد، مؤكدا أهمية توزيع هذا الضغط، مع ضرورة تدريب الطاقم الطبى فى العناية المركزة، فى الحالات المتواجدة على أجهزة تنفس.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت في مارس الماضي باستخدام أسلوب الانبطاح للمصابين البالغين بفيروس كورونا الذين يعانون من متلازمة العجز التنفسي الحاد (ARDS) لمدة 12 إلى 16 ساعة في اليوم.

وقالت المنظمة إن هذا الأسلوب قد يستخدم مع الأطفال أيضا، ولكن ذلك يستلزم عاملين مدربين وقدر من الخبرة من أجل ضمان أمان المرضى.

الدكتور محمد حسن

 • الجندي للأطباء المصريين: فخورون بكم

ومن بقعة أخرى منعزلة جغرافيا عن العالم نجحت فى السيطرة بشكل كبير على انتشار الفيروس، يقف الدكتور أحمد الجندى استشارى عناية مركزة بمستشفى «ولونجونج» جنوب سيدنى الواقعة فى ولاية نيو ساث ويلز، بأستراليا فى الخطوط الأمامية للمواجهة.

أوضاع وظروف عمل الأطباء فى مصر لم تغب عن شاغل الجندى، الذى أعرب عن قلقه من ارتفاع أعداد المصابين بين صفوفهم، مطالبا زملاءه بضرورة الالتزام بـ«مستلزمات الوقاية، وحسن استخدامها»، معتبرا فى هذا الصدد أن «مستلزمات الوقاية أهم من أجهزة التنفس؛ لأن الجهاز قد ينقذ حياة مريض واحد لمدة أسبوعين، لكن طبيب أو ممرضة العناية المركزة قد ينقذ من 10ــ 20 مريضا فى اليوم الواحد».

وعبر عن تقديره العميق لما يقوم به الأطباء بمصر، قائلا: «نتابع بفخر ما تقوم به الأطقم الطبية من مجهود ملحمى؛ ونعلم أن ما يقوم به الطبيب الواحد فى معركة مواجهة كورونا فى مصر، يعادل ما يقوم به 10 أطباء هنا فى ظل الإمكانيات المتاحة بين هنا وهناك».

وسجلت أستراليا نسب إصابات ووفيات أقل بكثير من مثيلاتها في أمريكا الشمالية وأوروبا ومؤخرا أمريكا اللاتينية، حيث بلغت نحو 7068 إصابة، بين سكان البلاد البالغ عددهم 25 مليون نسمة، فيما سجلت 100 حالة وفاة.

ويرى الجندى، أن انخفاض الإصابات لم يكن مصادفة؛ حيث كان هناك التزام مجتمعى كبير بإجراءات الإغلاق العام التى فرضتها الحكومة، مضيفا أن إجراء فحوصات طبية PCR على نطاق واسع عند ظهور أى أعراض بسيطة ما ساهم فى التشخيص المبكر، وعزلها مبكرا.

وشدد الجندي على عدم استخدام علاج هيدروكسي كلوروكوين، أو أفيجان، كعلاج في المستشفيات، كما أنها أدوية غير مطروحة في الصيدليات، بل تستخدم فقط في التجارب السريرية فقط؛ لمعرفة جدوى فاعليتها في علاج المرضى.

الدكتور محمد الجندي

 

• معدل العدوى انخفض بشكل ملحوظ

أما الدكتور طارق عبدالكريم استشارى أمراض القلب والأوعية الدموية بمدينة تولوز فى فرنسا، فقال إن وضع كورونا بالبلاد فى تحسن من حيث عدد الحالات، والحالات التى تحتاج لرعاية مركزة، ذاكرا أن معدل العدوى انخفض بشكل ملحوظ نتيجة الإجراءات الاحترازية المشددة التى اتخذتها الحكومة.

حياة «عبدالكريم» كطبيب أمراض قلب تأثرت كثيرا بعد الأزمة، فقال: «هناك حذر طول الوقت، مع أخذ احتياطات الأمان والتعقيم المطلوبة، علاوة على شعور بالقلق بسبب تأجيل الكثير من الفحوصات كرسم القلب، وأشعة القلب ما يترتب عليه من عدم الاكتشاف المبكر لحالات الذبحة الصدرية وحالات قصور الشريان التاجى».

على الرغم من تسجيل فرنسا عدد كبير من الوفيات، أكد عبد الكريم أن معدل العدوى انخفض بشكل ملحوظ نتيجة الإجراءات المشددة الاحترازية التي اتخذتها الحكومة، وأبرزها فرض حظر كامل في جميع أنحاء البلاد، مع غلق كافة المحلات والمطاعم والشركات، فضلا عن تشجيع العمل عن بعد، «لا خروج من المنزل إلا بتصريح وللضرورة القصوى، ولا ابتعاد أكثر من 1 كم من البيت، إلا لغرض العمل».

عبد الكريم قال إنه مع فك الحظر التدريجي تم تقسيم البلاد لمناطق خضراء، يقل الحظر بها بشكل تدريجي، وأخرى حمراء تفرض اجراءات صارمة في الحظر حتى الأول من يونيو المقبل.

 

 

  الدكتور طارق عبدالكريم

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك