قد يكون الحديث عن الجنس مع الأطفال محرجًا بقدر كبير وكثيرا ما توصف بأنها من أكثر اللحظات صعوبة في حياة الآباء، وذلك لأن الجنس يعتبر أمرًا خاصًا للغاية، وقد يتجنب بعض الآباء التحدث عنه، وذلك لأن المجتمع صوره على أنه "شر اجتماعي" يقضي على القيم الثقافية والدينية، على الرغم من كونه حاجة إنسانية طبيعية.
وذكر الباحثون أن المراهقين كثير ما يبحثون عن إرشادات واقتراحات من الأشخاص ذوي الخبرة، ولكن نظرًا لأن الجنس يعتبر أمرًا كبيرًا وخطيرا، والنظرة إليه تختلف من مجتمع لآخر، فإنهم يمتنعون عن طرح أية أسئلة تتعلق بالجنس على أي شخص، لذلك يقع على عاتق الآباء مسؤولية بناء النمو الشامل للطفل، وذلك كما نشر موقع "أبوت كيدز هيلث".
لماذا من المهم التحدث عنه في وقت مبكر؟
يتم تصور النقاش الجنسي بين الآباء والأمهات مع الأطفال على أنه حديث لمرة واحدة يمكن أن يكون مروعًا بقدر ما يمكن أن يكون، ولكن يجب تأطير المحادثة المثالية طوال فترة طفولة الطفل وسنوات المراهقة، وذلك لأن الهدف الأساسي لهذا الحديث هو تطبيع التربية الجنسية التي تفشل معظم المدارس في تقديمها، لذلك عندما يبدأ أحد الآباء في هذا الحديث بشكل طبيعي فإنه يزيل الإحراج بينه وبين الطفل، ما يجعله يبدأ في رؤية الأب كشخصية أكبر سنًا ومثالية للتحدث معها عن أي شيء. دون خجل.
* التحدث مع الأطفال الصغار من عمر 3-8 سنوات
يعد الأطفال الصغار هم الأسهل في الحديث عن الجنس، وذلك لأنهم لا يزالون يتعرفون على جوانب مختلفة من الحياة ويفهمونها وبتعبيراتهم البريئة، لذلك هم الأسهل كثيرًا في التحدث إليهم، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق تعريفهم بأن الأعضاء التناسلية تلعب دورًا مهمًا في الحياة مثلها مثل اليد أو الساق، ويجب أيضا تسمية الأعضاء التناسلية بأسمائها الحقيقية، حيث يميل معظم الآباء إلى إطلاق بعض المسميات الخيالية عليها، ولكن يعتبر الحديث عن الأعضاء التناسلية بأسمائها الصحيحة يمكن أن يساعد على إزالة وصمة العار المحيطة بالجنس.
* التحدث مع المراهقين من عمر: 9-14 سنة
يبدأ الأطفال في هذه الفئة العمرية في تجربة تغييرات جسدية وتغييرات عاطفية واجتماعية أيضا؛ ما يساهم في فضولهم الشديد لمعرفة الكثير حول الثقافة الجنسية، ولكنهم كثيرا ما يترددون في الاقتراب من الآباء لسؤالهم عن التغييرات الجسدية، لذلك يجب على الأبوين اختيار الوقت المناسب للتحدث معهم، وذلك عن طريق تضمين المحادثات حول الصحة الجنسية والتفضيلات وأهمية الحفاظ على المناطق الحساسة لديهم.