محادثات سرية في برلين: سوريون يبحثون عن مخرج من الحرب الأهلية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محادثات سرية في برلين: سوريون يبحثون عن مخرج من الحرب الأهلية

د ب أ
نشر في: السبت 29 يناير 2022 - 2:33 م | آخر تحديث: السبت 29 يناير 2022 - 2:33 م

اجتمعت مجموعة من السوريين المؤثرين سرا في إحدى قاعات الرقص بالعاصمة الألمانية برلين بحثا عن سبل للخروج من الصراع الطويل الأمد في وطنهم.

وجاء المشاركون في الاجتماع، الذي استمر يومين، من معسكرات متعادية، وقدموا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية ومن المنفى أيضا.

وكان من بينهم أعضاء من عائلات وقبائل مهمة وكذلك شخصيات بارزة.

وخلال الاجتماع، الذي جرى الأسبوع الماضي، تحدث المشاركون بدون تفويض رسمي، ولكن بهدف إيجاد تسوية بعد ما يقرب من أحد عشر عاما من الحرب الأهلية.

ولا يخلو الأمر من مخاطرة بالنسبة للسوريين القادمين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

فنظرا لأنهم شاركوا في المحادثات دون تفويض من القيادة في دمشق، قد يواجهون قمعا عند العودة إلى ديارهم. لذلك يرغب معظمهم في عدم الكشف عن هويتهم.

وتدعم الحكومة الألمانية ودول أوروبية أخرى المحادثات في الخلفية.

وتعتبر المبادرة نفسها بمثابة تكملة للمفاوضات الرسمية بين الحكومة والمعارضة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف، والتي وصلت إلى طريق مسدود منذ فترة طويلة.

وقال الألماني - السوري، نصيف نعيم، الذي أدار الاجتماع، إن المشاركين يحاولون تمهيد "طريق ثالث" خارج نطاق المعسكرات، مضيفا أنهم يرون أنفسهم ممثلين عن "الأغلبية الصامتة" بين السوريين، الذين لا يدعمون القيادة أو المتمردين، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسد الفجوة بين المعسكرات المتعادية.

وقال باسم جوهر، وهو ضابط سابق تجول إلى دعم الاحتجاجات: "أصبحنا جميعا ضحايا في هذه الحرب.. لقد فقدت جزءا من عائلتي، وهم أيضا (يقصد أنصار المعسكرات الأخرى)، نريد إيجاد أرضية مشتركة، هدفنا الوحيد هو إنهاء الحرب".

وغالبا ما تكون المناقشات مثيرة للجدل، حيث قال ميشيل أرنوك، وهو طبيب وشخصية معروفة في وطنه وأحد القلائل القادمين من المناطق الحكومية الذين سمحوا بالإعلان عن اسمهم: "نحن مختلفون في العديد من القضايا... لكننا نستمع إلى بعضنا البعض ونحاول أن نفهم بعضنا البعض".

وشارك في هذه المحادثات كل الطوائف والجماعات المهمة: السنة والمسيحيون وكذلك العلويون، وهي أقلية دينية ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وتسود في سوريا، كما شارك أيضا أكراد وأتباع أقليات أخرى.

وبدأ الصراع في سوريا في مارس 2011 باحتجاجات سلمية استخدمت الحكومة العنف ضدها، ومن ذلك تطورت الحرب الأهلي، وبمساعدة الحليفتين روسيا وإيران، استعاد أنصار الرئيس بشار الأسد السيطرة الآن على حوالي ثلثي البلاد، وتخضع باقي المناطق لسيطرة قوات تركية أو متمردين أو الأكراد.

وتعود بدايات المحادثات السرية إلى ما يقرب من ست سنوات.

ففي عام 2017 اتفق المشاركون بعد محادثات اتسمت في بعض الأحيان بالتنازع الشديد على "مدونة سلوك من أجل تعايش سوري مشترك"، والتي ضمت إجمالا 11 مبدأ، من بينها أنه "ليس هناك منتصر ولا مهزوم".

كما يقبل الموقعون بالمساءلة على أعمال العنف والفظائع، لكنهم يرفضون الانتقام والذنب الجماعي.

وهذا مهم في نزاع تكون فيه المعسكرات طائفية للغاية وغالبا ما يتحمل أفرادها مسؤولية تصرفات آخرين في مجموعتهم.

ومن المفترض أن تكون هذه المبادئ في نهاية المطاف بمثابة أساس للسلام.

وفي السنوات الأخيرة، عُقدت المحادثات مع أعضاء متغيرين في أماكن مختلفة، وتعقد هذه الاجتماعات حاليا تحت اسم "مجلس الميثاق السوري".

وقال المسؤول عن إدارة الاجتماع الأخير، نعيم، إن المشاركين من المناطق الحكومية والمنفى قد اقتربوا من بعضهم البعض، مضيفا أنه في أول اللقاء كانوا يجلسون في صفوف منفصلة - لكن هذا الفصل الصارم أُزيل بعد استراحة القهوة الأولى.

ومع ذلك لا تزال بعض المواضيع مستبعدة من النقاش حتى يومنا هذا: "فالنسبة للمشاركين من المناطق الحكومية، فإن مناقشة مستقبل بشار الأسد تعني تجاوز الخط الأحمر".

ويدرك المشاركون في الاجتماع أن تأثيرهم محدود في ظل توازن القوى والوضع العسكري الحالي، لكنهم يريدون الاستعداد لليوم الذي ينتهي فيه الصراع، أو كما يقول أحد المشاركين من المناطق الحكومية: "ماذا سنقول للعالم في هذه اللحظة بالتحديد التي لم تأت بعد؟".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك