«السياحة والآثار» تكشف محتويات متحف الغردقة: أسرار من حياة المصري القديم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:24 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«السياحة والآثار» تكشف محتويات متحف الغردقة: أسرار من حياة المصري القديم

إسلام عبدالمعبود
نشر في: السبت 29 فبراير 2020 - 1:45 م | آخر تحديث: السبت 29 فبراير 2020 - 1:45 م

تفقد عدد من سفراء الدول الأجنبية، اليوم، متحف الغردقة، والذي يعد أول متحف بالشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى عدد من قيادات وزارة السياحة والآثار.

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى الوزيري، إن قصة سيناريو العرض التي وافقت عليها لجنة سيناريو العرض عن الجمال والرفاهية عبر العصور، وهذا الجمال متوفر بشكل أكبر في الحضارة المصرية القديمة، كونها صاحبة أكبر مدى زمني، لذلك هي الأكبر مساحة في المتحف ومعروضاته، موضحًا: "حرصنا مع فريق العمل على اختيار القطع الأثرية المناسبة المعبرة عن المتحف وتجسيده لفكرة الجمال".

وأضاف أن أول ما يستقبل زائر المتحف لوحة للملك تحتمس الثالث وهي ملونة، وتوضح أن الرجل المصري كان يحب ويعشق الجمال الذي كان موجودا في كل شيء لديه، ويظهر تحتمس الثالث على اللوحة وهو يقدم ميريت آمون، وهي سيدة في كامل زينتها وتمثالها تحفة فنية رائعة.

وتابع: كما أن فلسفة الجمال تتجسد في العطور وزهرة اللوتس، مستطردنا: "حرصنا على وجود القطع الأثرية التي تؤكد ذلك خاصة اللوحات والنقوش الموجودة على جدران المقابر، ومنها لوحات موائد قرابين عليها أشخاص يمسكون زهرة اللوتس ويستنشقونها، وهو ما يعني أن المصري القديم كان يحب الروائح الطيبة، وحرص على أن يكون المكان الذي يوجد فيها دائماً رائحته طيبة بجانب جمال المكان".

وأكمل: "وننتقل بعدها للجمال في العين وكانت تعني رمزا مهما لدى المصريين القدماء، فهي العين الحارسة والحامية وعين حورس، وجمال العين الملموس كان في الكحل الذي حرصوا على أن يضعوه، وكان الرجل حريصا على التزين وتحديد العين بالكحل، وكذلك المرأة فعلت، وزينة العين كانت مهمة خاصة أنها تحمل دلالة معبرة، حيث إن المصريين حاليا حريصين على التزين ووضع الكحل في العين؛ مما يؤكد وجود التواصل المستمر للحضارة المصرية منذ القدم حتى الآن".

وزاد: "كما أن نظافة الجسد عامة نوع من الجمال، حيث كان المصري القديم حريص على نظافة الجسد وتطييبه بالعطور، والكريمات عرفها المصري القديم ولم تكن لنعومة الجسد فقط، بل كانت هناك كريمات للبشرة المجعدة، وكريمات للتقشير وهذا منذ آلاف السنين ومستمر حتى الآن، وهو ما يلمسه الزائر في المتحف، حيث نعرض مجموعة من التماثيل واللوحات تبرز تزيين الشعر في الحضارة المصرية القديمة".

وتابع: "كان المصري القديم لديه موضة تزيين الشعر، كما أنه عرف الباروكة، ومنها باروكة ضمن المعروضات من الشعر الطبيعي، والتماثيل ستظهر أنه كانت لكل فترة تاريخية موضة للشعر، وكانت لدى المصريين القدماء فكرة الباروكة كجزء من الاكسسوارات".

وأشار إلى أنه "لأن الموسيقى من ناحية السمو الروحي نوع من الجمال، كما أنها تحسن الخلق الإنساني، فقد وضعنا ضمن سيناريو العرض بعض من الأدوات الموسيقية، كذلك لوحة تظهر فيها مجموعة من السيدات وهن يحضرن حفلة موسيقية ويمرحن، كذلك المعبود بس معبود الجمال والمرح حاضر بقوة في المتحف".

ولفت إلى أنه "رغم كثرة قنوات الطبخ حالياً، فقد لا يعرف كثيرون أن المصري القديم كانت لديه ثقافة الطعام، لذلك يتضمن المتحف فتارين بها فخار ذو أشكال وألوان مختلفة، حيث كان الفخار جزءا مهماً من المطبخ عند المصري القديم، وكانت لديه أدوات من الجرانيت والألباستر، حيث استخدم كل الأحجار في صنع الأدوات والأواني بأشكال مختلفة وملونة من الخارج وعليها رسوم زهرة اللوتس، وهذا نوع من الجمال كان يحرص عليها في كل نواحي حياته".

وقال: "كما نعرض تمثال أوزة من الألباستر ومجموعة سكاكين وسلال تخزين الطعام بأشكال وأحجام مختلفة، ومناظر من جدران مقبرة سينفرو تمثل حملة القرابين، للتأكيد على فكرة أن الباسكت أو السلال التي استخدمها في الحياة الدنيا موجودة أيضا في المقبرة للاستخدام في الحياة الأخرى، وهذا تأكيد لفكرة التواصل بين الحياتين".

وفيما يتعلق برفاهية المنزل، أوضح: "أنه منذ آلاف السنين كانت لدى المصري القديم الكراسي بأشكال مختلفة، منها للمائدة والكرسي الذي كان يسند عليه قدمه، وصناديق لحفظ الأدوات والملابس، وهو ما يشبه جهاز (شوار) العروسة حالياً، ونتذكر أن جداتنا وأمهاتنا كانت لديهن مثل هذه الصناديق حتي وقت قريب جداً"

وفيما يتعلق بالعصور التاريخية الأخرى، أضاف: "نعرض في المتحف قطعا عن الجمال في العصر اليوناني الروماني، ومنها ما يبرز جمال العين والعطور والملابس، ومن الفترة المسيحية نعرض قطعا تمثل أدوات الموسيقى والأيقونات، وقطع فخار تظهر جمال المطبخ وامتداده عبر التاريخ".

وتابع: "وفي العصر الإسلامي، كان الجمال في كل شيء حتى شباك القلة والمخطوطات وكتب العبادة، والجلسة أو القعدة العربي كما نسميها في العامية، وهو ما نعرضه ومعه المصحف والكرسي والكنبة والمشربية، حيث بذل فريق العرض المتحفي مجهودا كبيراً في إخراج العرض بشكل رائع، مثل أن المشربية مثلا مرتبطة بفلسفة الضوء، وجانب آخر يظهر استخدام الخشب في العصر الإسلامي خاصةً في الأسقف والجدران".

وأكمل: "كما نعرض من العصر الحديث قطعا من فترة الأسرة العلوية، وجزء خاص بطريق الحرير والذي تعمل مصر والصين على إحيائه كثقافة وتراث وحضارة، ومجموعة حلي الأسرة العلوية من صناديق كانت في البنك المركزي أول مرة تعرض".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك