عبر ثغرة المناعة.. باحثون يبدأون تجربة «لقاح السل» لمواجهة كورونا - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 2:55 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عبر ثغرة المناعة.. باحثون يبدأون تجربة «لقاح السل» لمواجهة كورونا


نشر في: الأحد 29 مارس 2020 - 4:20 م | آخر تحديث: الأحد 29 مارس 2020 - 4:20 م

يبدأ الباحثون في أربعة بلدان هولندا والدنمارك واليونان وأستراليا، تجربة لنهج غير تقليدي لمواجهة فيروس كورونا المستجد، مختبرين ما إذا كان اللقاح ضد السل "TB" الذي يبلغ عمره قرنًا من الزمان قادر على أن يعيد نظام المناعة البشرية وتقويتها من تأثيرات فيروس كورونا.

وذكر موقع "live science"، أنه سيتم إجراء الدراسات في الأطباء والممرضات، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي من عامة السكان، وفي كبار السن الذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة أيضا.

وفي هولندا، سيقوم فريق في هولندا بتجنيد 1000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في 8 مستشفيات هولندية وسيتلقون إما اللقاح المسمى (BCG)، أو دواء آخر وهمي.

ويحتوي BCG على سلالة حية، ضعيفة من الميكروب الذي يسبب السل، وتم تسمية اللقاح على اسم علماء الأحياء الدقيقة الفرنسيين ألبرت كالميت وكاميل غيرين، اللذان طوراه في أوائل القرن العشرين، يُعطى اللقاح للأطفال في السنة الأولى من حياتهم في معظم بلدان العالم، وهو آمن ورخيص ولكنه يمنع حوالي 60% من حالات السل لدى الأطفال في المتوسط، مع وجود اختلافات كبيرة بين البلدان.

ترفع تلك اللقاحات الاستجابات المناعية الخاصة بمسببات الأمراض المستهدفة، مثل الأجسام المضادة التي تربط نوعًا واحدًا من الفيروسات دون سواه، ولكن قد تزيد BCG أيضًا من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة مسببات الأمراض غير بكتيريا السل.

ووفقًا لدراسات إكلينيكية وملاحظة نشرها على مدى عدة عقود الباحثتان الدنماركيان بيتر آبي وكريستين ستابيل بن، وخلصوا إلى أن اللقاح يمنع حوالي 30% من العدوى بأي مرض معروف، بما في ذلك الفيروسات، في السنة الأولى بعد إعطائه.

وخلصت مراجعة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2014 إلى أن BCG تقلل من الوفيات الإجمالية لدى الأطفال، لكنها صنفت الثقة في النتائج أنها "منخفضة للغاية"، وكانت مراجعة 2016 أكثر إيجابية حول الفوائد المحتملة لـ BCG لكنها قالت إن هناك حاجة لتجارب عشوائية.

منذ ذلك الحين اتخذت خطوات مهمة للتحقيق في كيفية تعزيز BCG بشكل عام لجهاز المناعة؛ حيث اكتشف ميهاي نيتيا، أخصائي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة رادبود أنه عندما يدخل العامل الممرض الجسم تهاجمه أولاً خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي؛ وقد يتعاملون مع ما يصل إلى 99% من العدوى، بحسب الموقع.

وإذا فشلت هذه الخلايا، فإنها تستدعي جهاز المناعة "التكيفي"، وبمجرد التخلص من العامل الممرض، يتحول جزء صغير من هذه الخلايا الخاصة بالممرض إلى إنتاج الخلايا التي يهاجم فيها نفس العامل الممرض، وتعتمد اللقاحات على آلية الحصانة.

في دراسة عشوائية نشرت في 2018، أظهر الفريق أن لقاح BCG يحمي من العدوى التجريبية مع شكل ضعيف من فيروس الحمى الصفراء الذي يستخدم كقاح.

بالتعاون مع Evangelos Giamarellos من جامعة أثينا، أجرى Netea دراسة في اليونان لمعرفة ما إذا كانت BCG يمكن أن تزيد من مقاومة العدوى بشكل عام لدى كبار السن، وتم تصميم التجربة قبل ظهور فيروس كورونا المستجد، لكن الوباء قد يكشف عن التأثيرات الواسعة لـ BCG بشكل أكثر وضوحًا، كما يقول نيتيا.

من أجل دراسة العاملين في مجال الرعاية الصحية، تعاونت Neeta مع عالم الأوبئة وعالم الأحياء الدقيقة مارك بونتن من UMC Utrecht، يقول بونتين: "هناك الكثير من الحماس للمشاركة ولكن ليس لدينا ميزانية كبيرة ولن يكون من المجدي زيارة المهنيين المرضى في المنزل".

على الرغم من أن الدراسة عشوائية، فمن المرجح أن يعرف المشاركون ما إذا كانوا قد حصلوا على اللقاح بدلاً من الدواء الوهمي، وغالبًا ما يتسبب BCG في ظهور بثور في موضع الحقن قد تستمر لأشهر مما يؤدي عادةً إلى ندبة.

وفي إستراليا، تقوم مجموعة بحثية في جامعة ملبورن بإعداد دراسة BCG بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، وستقوم مجموعة بحثية أخرى في جامعة إكستر بإجراء دراسة مماثلة عند كبار السن.

وأعلن فريق في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا العدوى الأسبوع الماضي، أنه سيشرع في تجربة مماثلة في كبار السن والعاملين الصحيين مع VPM1002، وهي نسخة معدلة وراثيًا من BCG لم تتم الموافقة عليها بعد استخدامه ضد السل.

تقول إليانور فيش، أخصائية المناعة في جامعة تورنتو، إن اللقاح ربما لن يزيل العدوى بفيروس كورونا تمامًا، ولكن من المرجح أن يخفف تأثيره على الأفراد، مضيفة أنها ستأخذ اللقاح بنفسها إذا استطاعت الحصول عليه.

وتقول نيتيا: "قد يكون لدى الفريق إجابات في غضون بضعة أشهر".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك