في أقصى الجنوب البرازيلي في وسط المساحات الخضراء تقع بلدة صغيرة تسمى برودونتوبوليس.
ويطلق على البلدة اسم "أوكرانيا الصغيرة" تيمنا بالمعمار البيزنطي السائد فيها، إلى جانب سكانها الذين تمتد جذورهم إلى منطقة أوروبا الشرقية منذ عدة أجيال.
وينحدر نحو ثلاثة أرباع سكان البلدة الذين يبلغ عددهم 53 ألفا من أوكرانيا. ويرحب سكانها حاليا باللاجئين الأوكرانيين، الذين وصلوا توا إلى البرازيل هربا من الهجمات الروسية على أوكرانيا.
وحتى الآن قبلت البرازيل التي تقع في قارة أمريكا الجنوبية، نحو 200 لاجئ أوكراني جاء العديد منهم إلى بلدة برودنتوبوليس.
ولن يجد هؤلاء اللاجئون مشكلة في عامل اللغة حيث أن الأوكرانية هي اللغة الرسمية الثانية بالبلدة بفضل كون البلدة نائية.
وتتسم برودنتوبوليس بالهدوء وتتوزع عشرات الكنائس، التي يمكن رؤية قبابها التي تبدو على شكل البصل في مختلف أرجائها.
ويبلغ عدد السكان الذين تمتد جذورهم إلى أوكرانيا، المقيمين في البرازيل قرابة 600 ألف نسمة، ومعظمهم يقيمون في الجنوب.
ومن بين هؤلاء رودريجو ميشالوفسكي، 31 عاما، ويقول إنه نشأ وهو يسمع حكايات عن الكيفية التي وصل بها آباؤه وأجداده وأسلافه إلى البرازيل.
وعلم ميشالوفسكي أن المهاجرين الأوائل وصلوا قادمين من جاليسيا، وهو إقليم تاريخي وجغرافي، كان يقع فيما أصبح الآن منطقة جنوب شرقي بولندا وغربي أوكرانيا، في التسعينيات من القرن التاسع عشر، وجذبت أولئك المهاجرين العروض المتاحة من الأراضي الزراعية.
واستقبلت المدن البرازيلية في وقت لاحق، مجموعة من اللاجئين الأوكرانيين أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويستقبل السكان المحليون في البرازيل حاليا، موجة جديدة من القادمين من أوكرانيا طلبا للأمن والأمان.