قال إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، إن شكوى المُبلغ، التي أدت إلى بدء تحقيق في مجلس النواب الأمريكي قد يفضي إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "حكيمة للغاية".
وأضاف سنودن -وهو نفسه أحد المبلغين، بعد تسريبه معلومات سرية حول أنشطة المراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي "NSA"، ويعيش في روسيا منذ عام 2013 لتجنب الاعتقال، خلال المقابلة التي أجراها مع راديو هيئة الإذاعة الكندية "CBC"- أن الكونجرس يكون "سعيدا جدا بإلقاء شخص يستغل منصبه تحت عجلات حافلة، ولكن لا يرغب في فعل ذلك عندما يكون أعضائه هم أنفسهم متورطين في نفس المزاعم".
وأشار -خلال مقابلته الوحيدة مع الراديو الكندي حول كتابه "السجل الدائم" الصادر بداية سبتمبر الجاري- إلى أن "ما قام به هذا المُبلغ شيء غير معتاد إلى حد ما.. إنهم يزعمون أن فردا ينتهك القانون، بالطبع هو الرئيس الذي لا يحظى بالشعبية في هذه اللحظة".
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية قد أفادت الأسبوع الماضي، بأن أحد المُبلغين -لم تسمه- زعم أن ترامب طالب الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي يوليو الماضي، بإجراء تحقيق يستهدف خصمه السياسي من الحزب الديمقراطي جو بايدن، وابنه الذي يعمل في شركة غاز أوكرانية. وكان ترامب قد علق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، البالغ قيمتها 391 مليون دولار قبل يومين من المكالمة.
وأوضح ملخص تفريغ المكالمة الذي نشره البيت الأبيض في 5 صفحات الأربعاء الماضي، أن ترامب طلب من زيلينسكي التحقيق في الضغط الذي مارسه بايدن على أوكرانيا، عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس؛ للتخلص من النائب العام الأوكراني فيكتور شوكين، لإيقاف تحقيق في شركة يعمل بها ابن بايدن.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الثلاثاء الماضي، عن بدء إجراءات تحقيق بهدف عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للاشتباه في انتهاكه للدستور.
قاومت بيلوسي لعدة أشهر المطالبات بإطلاق تحقيق، للسماح لمجلس النواب بالتمعن في الحقائق، لكن سنودن يعتقد أنها ربما تكون قد تحركت لأنها قضية "بسيطة وواضحة" و"من السهل جدًا التحقق من الواقع".
وفي وقت مبكر الخميس الماضي، تم نشر وثيقة شكوى عميل الاستخبارات الأمريكية "المُبلغ" المجهول الهوية عن المخالفات التي تضمنتها مكالمة الرئيسين.
وقال سنودن إنه إذا تم الإعلان عن هوية المبلغين عن المخالفات "يجب تجاهل محاولات تشويه سمعتهم"، مشددا على أنه يجب على الناس "وضع مشاعرهم جانبا وتقييم الحقائق الفعلية الملموسة".
وأضاف أنه "يشعر بالتفاؤل" بشأن توفر ضمانات حماية أفضل للمبلغين عن المخالفات، موضحا: "هناك الكثير على المحك بالنسبة للرئيس، ولكن هناك خطر أقل بالنسبة للنظام، لذلك أعتقد أننا سنرى حماية للمبلغين".