"تطوعت لوجه الله تعالى أغسل المتوفيين من مصابي كورونا علشان ربنا يبارك في أولادي وكفاية دعوات الناس ليا"، قالها السيد وهدان، 37 سنة، ابن مركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية لـ"الشروق"، قبل أن يسرد كواليس إقدامه على هذا العمل وتطوعه للتعامل مع جثامين ضحايا الفيروس.
يقول وهدان: "كنت بغسل المتوفيين في القرية عندنا، لكن من 12 سنة قررت أغسل الموتى بمستشفى أبو كبير المركزي، سواء اللي ماتوا في حوادث أو حتى اللي وفاتهم طبيعية، ولما المستشفى اتخصص فيها مكان للعزل وبيبقي في حالات وفاة بكورونا قررت أغسلها".
وتابع: "بقالي أسبوع من يوم وقفة العيد وأنا في المستشفى، مشوفتش عيالي علشان المتوفيين بكورونا من أهالينا هنا في أبو كبير، والحمد لله النهاردة خضعت للتحاليل والتعقيم من خلال فريق من الطب الوقائي جالي مخصوص وتحاليلي كلها سلبية، وكله بفضل الله وعلشان أكمل اللي بدأته"، قبل أن يشير إلى مغادرته المستشفى لرؤية أبنائه: "هروح لولادي، وقلعت البدلة ورميتها في المحرقة علشان العدوى".
وعن كيفية تعامله مع جثث المتوفيين بالفيروس، أشار وهدان، إلى ارتدائه زي الوقاية مثل باقي الفريق الطبي وأخذ كافة الإجراءات الوقائية قبل وبعد عملية التغسيل: "قبل ما ألبس البدلة بعقمها وقبل ما أخلعها لازم أضع لكافة الإجراءات الوقائية، وبعد كل يوم بخضع لعمل فحص وتحليل صورة دم كاملة علشان لو في حاجه بتظهر في الدم".
وأشار وهدان، إلى أن الإصابة بالفيروس ليست هينة على الإطلاق، قبل أن يوجه رسالة لجموع المواطنين: "بقول للناس إلزموا بيوتكم والله الموقف يحزن، ولو مش مصدقين تعالوا شوفوا المصابين في العزل حالتهم عاملة إزاي".