وسائل التواصل الاجتماعي، قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص، لكن الأدلة تشير إلى أنها قد تشكل خطرًا بالغ الضرر على الصحة العقلية ورفاهية الأطفال والمراهقين، وفقا لتحذيرات الجراح العام للولايات المتحدة، الدكتور فيفيك مورثي.
ويقول خبراء الصحة العقلية إن هناك استراتيجيات يمكن للجميع استخدام في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة صحية والحد من الضرر، بعضها عملي وبعضها الآخر أكثر فلسفية، وذلك بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وتنصح الدكتورة داون باوندز، أستاذ مساعدة في كلية التمريض في جامعة كاليفورنيا، إنها تحب متابعة حسابات الأشخاص الذين يروجون للصحة العقلية والعدالة الاجتماعية، وتتجنب مقاطع الفيديو التي يتم تداولها عبر الإنترنت عندما تطلق الشرطة النار على أشخاص غير مسلحين، الأمر الذي قد يكون مؤلمًا، كما تحاول حجب المحتوى الذي يجلب لها المتاعب بإلغاء المتابعة وكتم صوت الأشخاص الذين لا تريدهم في حياتها.
وتابعت قائلة: "يتعلق الأمر حقًا بتنظيم تجربة استخدام فيسبوك بنفسك وعدم ترك الأمر بالكامل لخوارزميات الفيس، لأن هذه الخوارزميات لا تتعامل معك باعتبار أنك تعرف مصلحتك".
وتقول الدكتورة جاكلين نيسي، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة براون، إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون مفرطًا إذا كان يعترض طريق الأنشطة الأخرى مثل الخروج وممارسة الرياضة والتحدث إلى العائلة والأصدقاء وربما الأهم من ذلك، النوم.
وأوصت نيسي، باتباع نهج أكثر يقظة، والذي يتضمن أخذ خطوة إلى الوراء والتفكير في المحتوى الذي يشاهده الأشخاص، إن كان يبعث على الشعور بالسوء، ويكون الحل لذلك عبر إلغاء متابعة الحساب أو حظره.
وأضافت أن إدراك كيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي يمثل تحديًا، لأن بعض التطبيقات مصممة لاستخدامها بلا تفكير، لإبقاء الأشخاص يتصفحون دفقًا لا نهائيًا من مقاطع الفيديو والمحتوى المستهدف، مثل بيع الملابس ومنتجات المكياج، على ما يبدو لإشباع الرغبات.
فيما أشارت الدكتورة نينا فاسان، أستاذة مساعدة إكلينيكية في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، إلى طريقة للحد من إدمان الهاتف، وهي أن يسأل الإنسان نفسه في كل مرة يحاول فيها الإمساك بالهاتف: "ما الذي دفعني إلى القيام بذلك وما الذي احتاجه في هذه اللحظة وهل يمكنني تلبية هذه الحاجة دون اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي؟".
ونصحت بضرورة إلغاء متابعة الحسابات التي تبعث على الشعور بالقلق والاكتئاب أو تقلل من احترام الذات.
وعوضا عن ذلك نصحت بمتابعة المزيد من الحسابات التي تبعث على تحسين المزاج والشعور بالرضا والضحك، بالإضافة لذلك شحن الهواتف خارج غرفة النوم ليلا، وعدم استخدامها قبل ساعة من وقت النوم، وتحديد أوقات خالية من التكنولوجيا بشكل عام في اليوم، ووضع الهواتف بعيدا عن متناول اليد.
ويوصي الخبراء أيضًا بأن يوقف الأشخاص تشغيل الإشعارات وحذف تطبيقات الوسائط الاجتماعية من هواتفهم واستخدامها فقط على أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة.