نشرت «نيو يورك تايمز» مقالا قدمت فيه الكاتبة تينا جوردان دليلا وملخصا لأهم أعمال سيدة الرواية البوليسية «أجاثا كريستى»، وذلك لكل محبى أدب الألغاز الذين لم تتسن لهم فرصة الاطلاع على قصص كريستى التى شكلت البنية الأساسية للرواية البوليسية لكل كتاب وقراء أدب الجريمة حتى الآن. وأعطت جوردان فى مقالها تعريفا بسيطا بطبيعة أدب كريستى وأبطالها الأساسيين فأوضحت أن روايات كريستى قديمة إلا أن هناك شيئا مهدئا فى صياغتها المألوفة، فمن المعلوم لقرائها أنه سيكون هناك جريمة قتل واحدة على الأقل أو أكثر والاحتمالات جيدة بأن القتل سيحدث فى قرية ريفية أو منزل ريفى لشخص ما فى إجازة، وأنه سيتم حل القضية من قبل أحد محققى كريستى الرئيسيين، كالبلجيكى البدين صاحب الشارب الكثيف «هيركيول بوارو»، أو العانس «جين ماربل»، التى تخفى ذهنا حادًا وراء شعرها الأبيض وعيونها الزرقاء البريئة.
ولكل من لم يقرأ كتابات كريستى قدمت تينا جوردان ملخصا لأهم أعمالها وسمات جرائمها ومحققيها دون حرق للنهاية أو إفسادها على القارئ:
فرواية جرائم الأبجدية The A. B. C. Murders هى واحدة من الأعمال الأولى التى انخرطت فيها كريستى فى علم النفس الإجرامى، فوضعت المحقق البلجيكى هيركيول بوارو فى مواجهة قاتل متسلسل حاد الذكاء يقوم بقتل ضحاياه بتسلسل أبجدى وبطريقة منهجية، ويبعث برسائل لبوارو ليسخر من ذكائه وقدرته على حل اللغز فى أسئلة منها «ها هو السيد بوارو المعجب بنفسه، هل تتخيل أنك قادر على حل اللغز، إذن فلنرَ إلى أى حدٍ يمكن أن تكون ذكيا؟» وكانت هذه من أهم أعمال كريستى التى نشرت عام 1936 وحققت نجاحا ساحقا.
وفى رواية جريمة فى القرية The Murder at the vicarage التى صدرت 1930 قدمت كريستى لأول مرة الآنسة جين ماربل أحد أبرز محققيها والتى ظهرت فى روايات عدة فيما بعد، رسمت كريستى الآنسة ماربل فى شخصية الفتاة المتطفلة الثرثارة لاذعة اللسان والتى ليست باللطف الذى تدعيه، فى الرواية المذكورة، بعد ساعات من قيام كاهن قرية القديسة مارى ميد بشكوى ضد القاضى المحلى المكروه من قبل الجميع قائلا «أى شخص سيقوم بقتل العقيد بروثيرو سوف يقدم خدمة للعالم بأسره!»، يُقتل الرجل لتبدأ رحلة المحققة ماربل فى فك خيوط الجريمة والكشف عن مرتكبيها.
حثت تينا جوردان القراء على اقتناء رواية جريمة على قطار الشرق السريع «Murder on the Orient Express »، فبالرغم من النسخ السينمائية العديدة لها إلا أن قراءتها بقلم كريستى له مذاق خاص، حيث يتيح الكتاب القيام بشيء لا تفعله الأفلام والبرامج التلفزيونية وهو الدخول إلى رأس المحقق باورو وقراءة أفكاره، ففى وقت متأخر من إحدى ليالى الشتاء، بعد توقف قطار فاخر أسطورى فى منطقة جليدية، يطعن رجل حتى الموت فى مقصورته، ويحدث أن يكون هيركيول بوارو على متنها، فيبدأ بخفة فى إجراء مقابلات مع الركاب الآخرين، لتحديد ما حدث قبل الكشف عن كل شيء فى مشهد أخير مذهل.
ثم لم يبق منهم أحد «And Then There Were None» فى جرعة رعب مضاعفة تحكى فيها أجاثا كريستى قصة ثمانية غرباء، تمت دعوتهم إلى حفلة منزلية على جزيرة صغيرة على بعد أميال من ساحل ديفون جنوب إنجلترا، ليصلوا هناك للعثور على خادمين فقط دون مضيف، يبدأ شخص ما فى حصاد أرواحهم واحدًا تلو الآخر، يكمن اللغز هنا ليس ما إذا كان الناس سيستمرون فى الموت ــ بل كيف سيُقتلون، ولماذا؟، تعد أكثر روايات أجاثا كريستى مبيعا؛ حيث بيعت منها 100 مليون نسخة، وتحتل الرواية المرتبة السابعة فى قائمة أكثر الكتب مبيعا فى العالم.
أغرمت كريستى دائما بحياكة جرائمها فى اجازات السيد بوارو الذى لا يحظى بأى وقت فراغ، فعلى غرار جريمة قطار الشرق يجد بوارو نفسه أمام قضية أخرى فى موت على ضفاف النيل «Death on the Nile»، وهى رواية ذات أجواء رائعة تدور أحداثها بين آثار مصر القديمة، ففى رحلة نهرية فاخرة يُقدم أحد الركاب على قتل شاب متزوج حديثا ليُترك أمر فك اللغز لبوارو، نشرت الرواية أول مرة عام 1937.