في ذكرى رحيل كامل الشناوي.. الشك وقضايا أخرى شغلت أشعاره غير الحب والمرأة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل كامل الشناوي.. الشك وقضايا أخرى شغلت أشعاره غير الحب والمرأة

عبد الحليم حافظ - ارشيفية
عبد الحليم حافظ - ارشيفية
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 5:40 م | آخر تحديث: الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 5:40 م
في 30 نوفمبر عام 1965 رحل واحد من بارعي مصر في كتابة الشعر الغنائي، وأحد الكتاب الصحفيين البارزين في بلاط صاحبة الجلالة، إنه كامل الشناوي، الذي رافقت كلماته أجيال وأجيال على لسان أشهر مطربي مصر، عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وعبدالوهاب وغيرهم.

اشتهر كامل الشناوي بأشعاره الرومانسية، التي تصف لوعة الحب والفراق ومشاعر المحبين والخيانة، ولكن للشناوي دروب وأفكار أخرى عبر عنها بالشعر، في كلماته، والتي يصفها الشاعر صالح جودت، قائلا: "تحس وأنت تقرأ هذا الكتاب الذي أحدثك عنه اليوم بأنك تقرأ شعرا بقدر إحساسك بأنك تستمع إلى مجموعة من الأغنيات الحلوة، حروف المطبعة تكاد تذوب أمام عينيك لترسم مكانها علاميات موسيقية وعناوين القصائد تكاد تثقب الورق..."، وذلك بمناسبة صدور ديوانه الواحيد "لا تكذبي".

لم تكن أشعاره رومانسية فقط، بل حملت أفكار فلسفية ترتبط بالشك والتفكير في الوجود، ورثاء نفسه والتساؤل عن الموت والحياة، وقد أعد الناقد محمد رضوان، دراسة عن شعر الشناوي بعنوان" كامل الشناوي .. شاعر الحب والحرية حياته وشعره"، تطرق فيها إلى حياته أيضا.

نزعة التشاؤم عند كامل الشناوي!

وجهت لكامل الشناوي أوصاف مختلفة، منها أنه شخص متشائم، وغارق في الحزن والسلبية، وقد رد على هذا الكلام وقال، بحسب ما جاء في كتاب محمد رضوان: "لا تتهمني بالتشاؤم لأن بعض ألفاظي حزينة وبعض تعبيراتي مقطبة الجبين، فما دام الموت يتعقب حياتنا ومادمنا لا نعرف من نحن فإن المجانين وحدهم هم الذين يضحكون للحياة ويسمون ذلك تفاؤلا لست متشائما ولست مجنونا ولكني أحاول أن أكون صادقا مع ما أشعر به وما أفكر فيه".

ويقول رضوان في كتابه: "من العوامل التي جعلت الشناوي يوغل في حديث الحرمان والتشاؤم والحيرة قراءاته الكثيرة لفيلسوف التشاؤم والحزن والحرمان أبي علاء المعري، فقد كان أول شاعر أثر في شخصية شاعرنا وأخذ عنه كامل نزعته ولكنه كان يسميها نزعة التشاؤم".

كانت قصائد الشناوي تحميل الكثير من التساؤلات، عن لماذا خلقنا كيف ولماذا نموت، وإلى أين المصير، وعكس حيرته وقلقه وأحزانه في قصائده، وتبلغ ذروة حيرته وتساؤله وشكله في قصيدة: "من أنا"، على حد قول رضوان.

وعندما سئل مرة عن أي الأبيات التي يمكن أن يختارها لتصحبه في رحلته إلى العالم الآخر، أجبهم: "إذا كان عندي وقت للاختيار فإني سأختار قصيدتي من أنا، ليس فيها شك.. بل تفكير والله يدعونا إلى أن نفكر"، ولم يكن الشناوي يرحب بعيد ميلاده، بل كتب قصيدة رثاء لنفسه في أحد أعياده بمطلع الخمسينيات.

وبعنوان شاعر الشك، قام رضوان بتحليل بعض الأبيات من قصائد الشناوي، والحديث عن شاعر الشناوي المفضل "المعري"، وعلل أفكاره بأنها تعود إلى شعوره العميق بالغربة الروحية والوحدة الشديدة، فكان يحاول تعويض ذلك بالمرح والفكاهة والنكتة اللاذعة والسهر.

ويقول رضوان إنه من الملاحظ في شعر كامل الشناوي، وتحديدا في الديوان الوحيد الذي صدر له، فهو كان مقلا في أعماله بشدة، إنه في أكثره شعر حب ولكنه لون من الحب لا تشم منه رائحة الجسد ولا تلمس فيه أثر الجنس في كيان الشاعر نفسه ولكنك تشم تلك الرائحة وتلمس هذا الأثر في كيان حبيبته وفي كيان الآخرين.

وأضاف أن كل قصيدة من قصائد الديوان كله يتصاعد منها بخار الخيانة والغدر، حتى القصائد الوطنية، يتمثل فيها الشاعر وطنه المصري أو وطنه العربي الجزائر أو وطنه الأكبر في الأم العربية كلها حبيبة أثيرة يفجعه فيها غدر الآخرين الخونة والطامعين والمستعمرين، ومن قصائده في هذا الدرب "نشيد الحرية".

ولم يكن كامل الشناوي معزولا عن قضايا وطنه منشغلا بكتابة القصائد الرومانسية فقط، فيقول رضوان إنه شارك بشعره الوطني مواكبا لكل الأحداث والقضايا الوطنية، ومنها عندما انفعل بأحداث المقاومة الشعبية في منطقة قناة السويس في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين فغضب وثار كبرياءه المصري في قصيدة قال في مطلعها: "أنت في صمتك مرغم.. أنت في حبك مكره.. فتكلم وتألم.. وتعلم كيف تكره"، ولحنها وسجلها محمد عبدالوهاب للإذاعة المصرية لكنها ظلت حبيسة حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952، فأفرج عن الأنشودة لتصبح :"كنت في صمتك مرغم .. كنت في حبك مكره".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك