التعب والإرهاق البسيط أو الكسل، أشياء يشعر بها من يمارس الرياضة وبشكل خاص المبتدئين، وعلى الرغم من تشابه الكلمات إلا أن الفارق بينها كبير خلال القيام بالتدريبات الرياضية، وقد يكون عدم القدرة على التفرقة بينها سببًا في عدم استفادة الجسم من التمارين، فكيف يمكن التفرقة بين التعب الذي يتطلب أخذ قسط من الراحة وبين الإرهاق العادي الذي يظهر على الجسم من كثرة النشاط وبذل مجهود؟

يقول جيم هارولد، المدرب الرياضي، إن التفرقة بين التعب والإرهاق البسيط أو كسل الجسم مهمة، فالأول يحدث بسبب ممارسة التمارين الشاقة أو النشاط المكثف وقد يكون إرهاقًا عصبيًا، على عكس الثاني الذي ينشأ نتيجة إرهاق الجسم بشكل عادي بسبب عدم اعتياده على الرياضة بعد أو بسبب عدم تناول وجبات جيدة وخاصةً قبل الذهاب للصالة الرياضية أو بذل مجهود خلال اليوم- وفقًا لموقع "دكتيسيمو" الفرنسي الخاص بالصحة.

وأضاف أن التفرقة بين الاثنين سهلة وتتم عبر طرح عدة أسئلة على النفس، تبدأ بمقدار الطعام الذي يحصل عليه الجسم، وكمية الفاكهة والخضروات والفيتامينات المستهلكة يوميًا، ونمط النوم وهل يحصل الجسم على وقت كاف للتعافي بين الجلسات أم لا، إضافة إلى المجهود المبذول في العمل اليومي، وعند وجود أشياء تؤثر على الجسم ونشاطه فيجب تحسين نمط الحياة حتى لا يكون الجسم كسولًا خلال التمارين الرياضية.

وأوضح أنه في حالة التوصل إلى أن ما يحدث للجسم مجرد كسل أو إرهاق بسبب أشياء غير الرياضية، فيجب اللجوء إلى الحلول، والتي منها التدريب بانتظام لفترة قصيرة حتى يستطيع الجسم التأقلم ويحسن مستوى تحمله مع الوقت، ويمكن استغرق 15 دقيقة فقط في التمرين كبداية، وتغيير الروتين الرياضي كالركض في الهواء الطلق بدلًا من التمارين المنزلية أو الذهاب للصالة الرياضية للشعور بزيادة الحماس؛ لأن هذا يحسن من الحالة النفسية ويجعل الإنسان أكثر تقبلًا لما يفعله.

ونصح المدرب الرياضي من يمارس الرياضة بشكل عام، أن يفعل ذلك لمدة جلستان أو 3 جلسات أسبوعيًا مدة كل واحدة 45 دقيقة بالصالة الرياضية، ومن 4 إلى 5 جلسات أسبوعيًا لمدة 30 دقيقة في حالة فعل ذلك بالمنزل، مع الحفاظ على يوم راحة بعد عمل تمارين شاقة أو جلسة مكثقة ليتعافى الجسم.

وعن الوقت المناسب للرياضة، فأوضح أن كل الأوقات مناسبة، ولكن إذا كان الشخص يمارس أنشطة متعلقة بالقوة وبجهد مكثف فأفضل وقت هو الصباح لأن الجهاز العصبي لم يتعرض للإجهاد بعد، وإذا كان الأنشطة لزيادة التحمل، فالأفضل ممارستها في بداية المساء لأن الوجبات ستكون زودت الجسم بالطاقة اللازمة.