بعمر الـ20 عاما يحمله والده على كتفه.. كفيف يتحدى الظلام ويصبح إماما وخطيبا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعمر الـ20 عاما يحمله والده على كتفه.. كفيف يتحدى الظلام ويصبح إماما وخطيبا

حسام حسن
نشر في: الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 2:36 م | آخر تحديث: الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 2:36 م

"يا شيخ أحمد"، هكذا يناديه كل من يعرفه، شاب عشريني يدعى أحمد محروس، كتب الله له أن يكون كفيف البصر، ولكنه رزقه نور البصيرة، فجد واجتهد وحفظ القرآن الكريم كاملاً ورتله ترتيلا، وحقق حلمه بدخول كلية أصول الدين، وتفوق فيها حتى تم تكريمه من وزيرة التضامن الاجتماعي في إحدى الحفلات.

ولعبت الأقدار لعبتها، فالتقطت إحدى كاميرات الحفل صورة الشيخ أحمد على كتف والده محمولا، لتنتشر بعدها الصورة انتشار النار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع تعليق "أبوك أولا والباقي تعوضه الأيام"، وتتسارع بعدها وسائل الإعلام لتعرف قصة الشيخ الصغير.

شاهد هنا

تواصلت "الشروق"، مع الشيخ أحمد صاحب الـ20 عاما، لتعرف كواليس الصورة الشهيرة، وأوضح لنا أنه مُصاب بمرض نادر في العظام يسمى "العظم الزجاجي"، وهو مرض يجعل عظامه معرضة للكسر حتى بدون بذل أي مجهود؛ ما يضطر أسرته إلى حمله في أغلب الأحيان، وهو ما حدث في الحفل الذي أقامته وزارة التضامن الاجتماعي لتكريم المتفوقين، وهو منهم.

أما عن كف بصره، فذكر أنه ولد كفيفا، حيث اكتشفت أسرته ذلك بعد ولادته بـ40 يوما، فسارعت الأسرة في مشوار العلاج والذي امتد لـ6 سنوات ولكن دون جدوى، حيث علمت الأسرة أن ابنهم يعاني من ضمور في الشبكية، وفقدت الأسرة الأمل في علاجه، واستسلموا للأمر الواقع.

حرصت الأسرة على تعليم ابنها فألحقوه بالأزهر الشريف، والكتاتيب حتى يحفظ القرآن الكريم، لكنه لم يستطع حفظه في سن صغيرة بسبب الكثافة الكبيرة وقلة الاهتمام به، ولكن الفرصة جائته في المعهد الأزهري الثانوي، حيث عرض عليه أحد مدرسيه أن يحفظّه القرآن، الأمر الذي حدث بالفعل لدرجة أنه حصل على إجازة حفص عن عاصم في قراءة القران الكريم وترتيله، ليدخل بعدها في مسابقات كثيرة، ويفوز بالمراكز الأولى في معظمها.

تابع ابن قرية منيل سلطان مركز أطفيح محافظة الجيزة حديثه، قائلا إنه كان يحلم بالدراسة في كلية أصول الدين، وهو ما تحقق بالفعل، حيث يدرس الآن بالفرقة الثالثة رفقة أخيه طارق، رفيق دربه ورحلته الذي فضل التحويل من التعليم العام للأزهري، والدراسة بكلية أصول الدين بدلا من الشريعة والقانون، حتى يعتني بأخيه رفيق دربه، ويحمله معه كما يفعل والده.

أهَّل كل ذلك الشيخ الصغير، أن يعلتي منابر المساجد، ليخطب الجُمع، ويؤم المصلين، ويرتل القرآن، ويصلى بهم صلاة القيام في شهر رمضان، الأمر الذي جعله رمزا من رموز قريته يحبونه ويفخرون بنسبه لهم وسط القرى والبلاد المجاورة.

لم تكن طريق أحمد سهلة، فقد تعرض للكثير من التعب والمضايقات، وعلى سبيل المثال كان الطريق الواصل من بيته إلى كليته، يستغرق قرابة الـ4 ساعات، لكن حلم الوصول لأعلى الدرجات والمناصب العلمية، كان يحفزه دائما للعمل بجد واجتهاد في سبيل غايته المنشودة.

وأضاف الشيخ أحمد أنه يحلم بمقابلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنه يرغب بتوفير سكن له بالقاهرة ليساعده على تحقيق حلمه وتخفيف أعباء السفر عن كاهله.

واختتم حديثه موجها رسالته لذوي الهمم قائلا: "مفيش مستحيل، المستحيل ده مش موجود تماما، لأن الإنسان إذا حط قدامه عقبة مش هيقدر يكمل، وإنما ياخد العقبات دي كطريق ليه أو كسلم من خلالها يقدر يوصل للطموح اللي هو عاوز يوصله".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك