أقوال رئيس الجمارك السابق المتهم بالرشوة (2): استقبالى للمنصورى غلطة فادحة وعزمته على «فتة بالموزة» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أقوال رئيس الجمارك السابق المتهم بالرشوة (2): استقبالى للمنصورى غلطة فادحة وعزمته على «فتة بالموزة»

محمد فرج:
نشر في: الخميس 31 يناير 2019 - 9:03 م | آخر تحديث: السبت 2 فبراير 2019 - 4:01 م

عبدالعظيم: الساعى «وسيط الرشوة» يملك سيارة لانسر.. وجاء بالمنصورى وحجاج إلى الاستراحة
طلبت تغيير 45 ألف جنيه إلى دولارات ولم أحصل على رشوة.. وأصبت بالذهول عند دخول الرقابة الإدارية
كشف رئيس مصلحة الجمارك السابق جمال عبدالعظيم، المتهم مع آخرين فى قضية رشوة، عن تاريخ علاقته برجلى الأعمال علاء المنصورى وإسلام حجاج، مقدمى الرشوة، وتفاصيل ليلة القبض عليه بعد لقاء جمع الثلاثة مع المتهم الوسيط داخل استراحته الخاصة فى مدينة نصر.
وفى الحلقة الثانية من نص أقوال عبدالعظيم أمام نيابة أمن الدولة العليا والتى حصلت «الشروق» على نسخة منها، أقر رئيس مصلحة الجمارك السابق بالخطأ عندما استقبل رجال أعمال ومستوردين فى استراحته الخاصة بالقاهرة، قائلا: «أنا عارف إنى عملت غلطة فادحة مكنش ينفع أعملها، وهى إنى قابلت ناس فى استراحتى الخاصة بعد ما توليت منصبى، لكن ما أخدتش رشوة».
وقال عبدالعظيم إنه التقى بالمنصورى مرتين، الأولى كانت فى شهر رمضان الماضى عندما اتصل به من رقم لم يكن مسجلا لديه، ولكنه تعرف على صوته؛ إذ كان يهاتفه عندما كان فى منصبه السابق رئيسا لجمارك بورسعيد، مشيرا إلى أن رجل الأعمال طلب لقاءه فوافق بشرط حصوله على ميعاد ويكون اللقاء فى مقر الوزارة.
وأضاف عبدالعظيم: «عرفت لاحقا أن المنصورى متصلش بمكتبى ومخدش ميعاد ولا حاجة، وكلم محمود الساعى بتاعى اللى بلغنى إنه كلمه وطلب منه يقابلنى علشان عنده مشكلة فى جمارك بورسعيد لأن فيه موظفين بيرخموا وبيتعنتوا معاه»، متابعا: «قلت للساعى طالما عاوز يكلمنى فى حاجة تخص الشغل يجيلى الاستراحة».
وقال رئيس مصلحة الجمارك السابق إنه عزم المنصورى على وجبة الإفطار فى اللقاء الذى جمع بينهما فى رمضان، قائلا: «مكنش ينفع أسيب علاء يجيلى الاستراحة من غير ما يفطر بغض النظر عن طبيعة علاقتى بيه، لأن الحاجات دى متعلقة بكرم الأخلاق، والفطار كان عبارة عن وجبة فتة بالموزة، بس أنا نبهت على محمود الساعى أنه يفطر معايا يومها علشان يكون حاضر اللقاء، وأبعد عن نفسى أى شبهة من وراء مقابلتى مع علاء»، مشيرا إلى أن ساعيه محمود ذهب بسيارته ماركة ميتسوبيشى لانسر لونها فضى، وأحضر وجبات الإفطار الثلاث وعاد رفقة المنصورى.
وتابع عبدالعظيم: «المنصورى شكا لى خلال اللقاء من أحد موظفى الجمارك وطلب منى نقله من منصبه؛ لتعنته معه وتأخير الشغل له، فقلت له يروح لمدير الإدارة المختص ومدير الإدارة يعرض على وكيل الوزارة المسئول عن جمرك بورسعيد واللى يقوم بدوره بعرضه عليا»، مشيرا إلى أن اللقاء لم يستمر بعد ذلك أكثر من 10 دقائق ورحل المنصورى دون أن يشرب كوب الشاى، وقال للساعى «تعالى وصلنى بعربيتك».
وذكر عبدالعظيم أنه طلب من المنصورى وهو راحل أن يدبر له دولارات بسبب سفره لحضور مؤتمر بالعاصمة البلجيكية بروكسل، قائلا: «كنت محتاج دولارات لأنى كنت معتقد إن الدول الأوروبية عملتها الأساسية الدولار وسألت المنصورى وهو على الباب إذا كان يقدر، فقالى يقدر».
وأضاف عبدالعظيم فى التحقيقات أنه أعطى المنصورى حينئذ 45 ألف جنيه نظير تغيير مبلغ 3 آلاف دولار، وأخذهم المنصورى ووضعهم فى جيب داخلى بملابسه، موضحا أن ساعيه محمود لم يلحظ إعطاءه الفلوس للمنصورى لأنه كان داخل المطبخ، وبعد أقل من ساعة أرسل المنصورى مبلغ الدولارات مع الساعى الذى ذهب برفقته.
وعن تفاصيل اللقاء الثانى الذى كان قبل القبض عليه داخل استراحته بمدينة نصر، قال عبدالعظيم إن «محمود الساعى أبلغنى أن رجلى الأعمال علاء المنصورى وإسلام حجاج يريدان مقابلتى لأمر ضرورى خاص بالعمل، وذهب الساعى لإحضارهما بسيارته.. وماسألتوش وقتها هو هيجيبهم من فين وليه أصلا هيجيبهم بنفسه بس أنا تصورت أن الساعى ممكن بيشغل عربيته تاكسى أو إن علاء وإسلام مش بييجوا بسياراتهم القاهرة خاصة أنها زحمة وعربياتهم كبيرة».
وذكر عبدالعظيم أنه التقى بالثنائى فى حضور الساعى، وكان مرتديا وقتها «شورت برامودا تحت الركبة» ولم يتجاوز اللقاء 10 دقائق، رفض خلالها رجلا الأعمال تناول الشاى، فأحضر لهما شراب شعير فواكه لكنهما لم يشرباه وأخذاه معهما، موضحا أن المنصورى عرض عليه خلال اللقاء تظلما من ورقة واحدة مرفقا به صور مستندات بخصوص واقعة تتعلق بالعمل ذكر تفاصيلها فى التحقيقات، أما إسلام فعرض عليه دراسة عن حل المشكلات والسلبيات بالمنطقة الحرة ببورسعيد، وفقا لقوله.
وتابع عبدالعظيم: «فوجئت بعد ما مشيوا إن محمود الساعى راجعلى مرة تانى على الاستراحة على الرغم من أنى مطلبتش منه يرجع وكنت متوقع إنه يروح بس ماعرفتش هو رجع ليه، لكن لما لقيته موجود قلتله يعملى شاى، ومشفوتش إذا كان معاه حاجة ولا لأ»، واستطرد: «دخلت الأوضة بتاعتى اللى هى أول غرفة وسمعت جرس الاستراحة بيرن، نسيت تليفوناتى فى الأوضة ورحت أشوف مين جالى فلاحظت إن فيه كيس بلاستيك على السفرة بس مش فاكر لونه ولقيت ضباط الرقابة بيقبضوا عليا».
وأضاف عبدالعظيم: «ضباط الرقابة دخلوا مباشرة على الكيس البلاستيك اللى كان على السفرة وكان معاهم مصور كاميرا، وأنا أصبت بحالة من الذهول ومعرفتش أعمل إيه فبدأت آخذ جنب وحتى ماشوفتش الكيس وهما بيفتحوه إيه اللى كان فيه، وسمعتهم بيقولوا إن الكيس فيه فلوس».
وكانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار خالد ضياء، المحامى العام الأول للنيابة، قد أسفرت عن اعترافات 3 راشين وهم مالك مكتب المنصورى للتخليص الجمركى، ومالك مكتب لوجيستيك للاستيراد والتصدير، ومالك شركة بورسعيد للمستودعات والترانزيت، و3 وسطاء وهم مدير إدارة مجمع الاستثمار بالإدارة المركزية لجمارك بورسعيد، وعامل، وسائق بمصلحة الجمارك، على رئيس مصلحة الجمارك المتهم بتلقى الرشوة. وتضمنت أدلة الثبوت أقوال 23 شاهدا وتسجيلات ولقاءات مأذون بها ومستندات والمبالغ المالية المضبوطة.
فى الحلقة الثالثة: رئيس الجمارك ينفى رشوة الرخام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك