كيف يمكن للأطفال التعامل مع الكوابيس؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يمكن للأطفال التعامل مع الكوابيس؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 31 مايو 2020 - 3:00 م | آخر تحديث: الأحد 31 مايو 2020 - 3:00 م

الأحلام السيئة أو الكوابيس أحد الأشياء التي تواجه الأطفال، وتعتبر الكوابيس، جزءًا طبيعيًا من الطفولة (والبلوغ أيضا)، وبالنظر إلى حالة العالم في الوقت الحالي، قد نجد أنفسنا جميعًا، بما في ذلك أطفالنا، نواجه ذلك بدرجات متفاوتة.

وغالباً لا يمتلك الأطفال اللغة أو الفهم لتوضيح الشحنات العاطفية بداخله، حتى لو فعلوا ذلك، فإنهم لا يريدون دائمًا التحدث عنه، كما تقول أخصائية المشاكل الأسرية آني أرمسترونج مياو.

وقد وجدت، في تجربتها المهنية كأم لثلاثة أطفال، أن الأحلام السيئة يمكن أن تكون فرصة للآباء لمساعدة الأطفال على بناء المرونة وتعلم تهدئة الذات بطرق جديدة، من خلال التحدث في المقام الأول، وهو ما سلط عليه الضوء موقع "جوب".

وقالت أرمسترونج: "بصفتي معالجة نفسية، غالبًا ما أرى مرضى صغارًا يعانون من أحلام سيئة تطاردهم، أعمل على مساعدة الأطفال على إدارتها، وغالبًا ما يتكرر الأمر مع والديهم، يمكن أن تكون الكوابيس مرهقة ومزعجة لكل من الوالدين والطفل، بما يتجاوز التأثير السلبي الذي يمكن أن يكون لهما على الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً".

يمكن للكوابيس في بعض الأحيان أن تلفت الانتباه إلى شيء مثل أن يكون الطفل يحتاج إلى رعاية، ولاحظت أرمسترونج أن الكوابيس تعبر عما يدور في ذهن الطفل وظروفه التي تحيط به، ويجب مساعدة الطفل على تجاوزها وتهدئة ذاته منها.

وقال الأخصائية العلاجية: "حاول ألا تفكر في فهم الحلم على أنه محاولة لحل اللغزوتفسي ما يحكيه الطفل، بل فكر في الأمر وكأنك تشاهد لوحة معهم ودعهم يتحدثون عما يرونه ويفكرون به ويشعرون به. "

غالبًا ما تكون أحلام الأطفال واقعية ومخيفة، ومليئة أحيانًا بتفاصيل مختلفة، ويعتقد كارل يونغ، مؤسس علم النفس التحليلي، أن "بعض أحلامنا مرتبطة باللاوعي الجماعي، وهو انعكاس فردي للتاريخ المشترك وتجربة كونك إنسانًا، لذا إذا تحملنا هذه الفكرة، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن ابني البالغ من العمر 6 أعوام يرى أشياء مرعبة أو تفاصيل معارك وقتل، على الرغم من عدم استماعها أو قراءة الأخبار".

يضيف يونغ: "النظرية الشائعة هي أن الأحلام هي طريقة لنا لمعالجة خبرتنا، وبناء الذاكرة، ووضع الاستراتيجيات لأسوأ السيناريوهات في حياتنا، والعمل من خلال التوتر والخوف، والاتصال بأجزاء أنفسنا التي يتم قمعها".

ويتابع: "من الصحيح بالنسبة لنا أن نجلس مع الأطفال للحظة عندما يتحدثون عن حلم، يمكن للاستماع إلى الكوابيس والراحة من خلالها ووضع الاستراتيجيات حولها أن يقلل من تأثيرها السلبي على نفوسهم، ويقلل من الخوف الاستباقي من المستقبل، ويساعد الأطفال على إيجاد القوة والسلام في أحلامهم وحياتهم اليومية، قد لا تضع هذه الاستراتيجيات نهاية للكوابيس، لكنها يمكن أن تساعد الطفل، ويجب أن نعلم أن ضغوط الأطفال، مثلنا، تتغير بمرور الوقت، وترتبط بمرونتنا في التعامل معها".

ومن النصائح التي وضعتها آني رمسترونج للتعامل في ذلك الموضوع:

-قلل من التحفيز قبل النوم، لا وقت طويل يقضيه الطفل أمام الشاشة، ولا قصص مخيفة، ولا الحديث عن خيالات قاسية أو نشاط عنيف قبل النوم، حاول القيام بأشياء بسيطة وهادئة.

-خلق طقوس جيدة قبل النوم، تسجيل أو كتابة الأحداث السعيدة أو الأشياء الجميلة التي حدثت خلال اليوم، وتشجيع الطفل على الرسم أو تفريغ شحنته من الطاقة في أشياء تساهم في هدوءه النفسي قبل النوم مثل الحديث معه.

- ومن العادات الأخرى التي يمكن أن تاسعهم في تهدئة نفس الطفل سماع الموسيقى أو الغناء، أو الحديث عن خيالات جيدة والخضرة والأماكن الجميلة التي يتمنى الطفل زيارتها.

- عندما يستيقظ طفلك من حلم سيئ، حاول طمئنة الطفل وجعله يتحدث عما رأى إذا ود أن يقص ذلك عليك، ولا تحاول تفسير ما يقول اتركه يتحدث فقط حتى يروي كا ما يداخله، مع مزيد من جرعة الطمأنة والشعور بالأمان.

- إذا ظهر ذات الحلم مرة أخرى في اليوم التالي، فمن المهم التعاطف معهم في هذه الحالة بقوة وإظهار مدى إحساسك بهم، وذكرهم أن الأحلام ليست حقيقية ولكنها خيالية، مثل القصة، وإذا كان لا يزال يشعرون بالخوف، شجعهم على إنشاء نهايات مختلفة للحلم، إذا كان بإمكانهم الحصول على قوة عظمى، فماذا سيفعلون لمحاربة الأشرار، وهكذا، ومن الممكن رسم صورة للحلم وتمزيقه.

- اخلق داخلهم مقومات للدعم الذاتي، والطمانة الداخلية، أن كل شيء سوف يكون على ما يرام، وأنهم يستطيعون تخطي الكابوس بمفردهم لأنهم أقوياء.

-وفي النهاية إذا تكررت الكوابيس بشكل دائم يجب استشارة متخصص لفهم الحالة النفسية التي يمر بها الطفل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك