«متحف جاير أندرسون».. حاضن الفنون والأساطير والحضارات - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 8:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«متحف جاير أندرسون».. حاضن الفنون والأساطير والحضارات

تصوير زياد احمد
تصوير زياد احمد
إنجى عبدالوهاب:
نشر في: الأربعاء 31 يوليه 2019 - 2:30 م | آخر تحديث: الأربعاء 31 يوليه 2019 - 2:30 م

إلى جوار مسجد ابن طولون؛ حيث «بيت الكريتلية» ذو العمارة المملوكية والعثمانية التى تعود بجذورها إلى القرنين الـ16 والـ17، تجد متحف «جاير أندرسون» نسبة إلى الأميرالاى الإنجليزى الذى قطن مصر إبان الاحتلال الإنجليزى وفتن بعمارة المنزل فقرر استئجاره من لجنة الآثار العربية عام 1935، ومنذئذ تحول إلى متحف يضم مقتنياته.

وبعدما وجدت لجنة أمناء العهدة الأثرية بمتحف «جاير أندرسون» برئاسة الدكتور، ياسر منجى، طريقها لإعادة اكتشاف مقتنياته ومن ثم إعادة توثيقها، وضمنها مجموعة فنية نادرة لنخبة من رواد الفن التشكيلى المصرى، وعدد من أعمال فنانى الغرب الذين استوطنوا مصر خلال النصف الأول من القرن الـ20، تصحبكم «الشروق» إلى جولة داخل المتحف.

حاضن للحضارات والأساطير!

ما أن تعبر بوابة «بيت الكريتلية» فكأنما عبرت بآلة الزمن إلى عهد الدولة المملوكية فالعثمانية نظرا لعمارته الفريدة التى تجمع بين هذين الطرازين، فضلا عن أبوابه ونوافذه الخشبية ذات الطرز الإسلامى العريق ونقوش الفسيفساء الملونة التى تتزين بها بعض أركانه، أما متحف جاير أندرسون القائم بداخله فيعد بمثابة بانوراما مصغرة وحاصنة للحضارات.

ووفق مشاهدات «الشروق» فى الجولة التى صحبتنا خلالها مرفت عزت، مديرة المتحف، ينقسم بناء المتحف إلى منزلين يصل بينهما ممر أحدهما ينسب لآمنة بنت سالم 1540 وهو مطل إلى الجهة اليسرى من مسجد أحمد ابن طولون ويعود لنهاية العهد المملوكى، والآخر إلى الجهة اليمنى من المسجد وينسب لجلجام الجزار 1631 قبل أن تشتريه سيدة من أثرياء جزيرة كريت وينسب إليها، يصل بين المنزلين جسر أقامته لجنة حفظ الآثار العربية مطلع القرن العشرين.

ويحوى صحن بيت الكريتلية بئرا يطلق عليها «بئر الوطاويط» لما يتعلق بها من أساطير تناقلها المصريون شفاهة منذ العهدين المملوكى فالعثمانى، وأعجب بها الإنجليزى أندرسون ووثقها على أطباق نحاسية لحفظها من الاندثار.

الطابق الأول به خزانة كبيرة تحوى مجموعة من المفاتيح ضمنها مفتاح «بيت الكريتلية» الأصلى المقدر طوله بنحو نصف متر، ومقاعد خشبية تعود للعهد العثمانى، ثم ممر يصل إلى قاعتين إحداهما تضم صورا من عصور إسلامية مختلفة، وإلى جوارها قاعة مبنية على الطراز العثمانى تحوى كراسى يعلوها تاج الملكية المصرى ويتوسطها لوحة زينية كبيرة لوالى مصر محمد على، توثق لمرور عام واحد على اعتلائه الحكم؛ فهى مؤرخة بـ 13 من مايو 1806 ولها خلفية حمراء تعكس علم الإمبراطورية العثمانية.

غرف الطابق الثانى التى يبدو أنها كانت حرملك النساء نظرا لابتعادها عن طابق استقبال الضيوف ومشربياتها المتسترة، خصصها أندرسون كمكتبة للقراءة وخلوة للكتابة.

بينما انقسم الطابق الثالث إلى بانوراما حضارات مصغرة، به «الغرفة التركية» التى تحوى نموذجا مصغرا للحضارة العثمانية، و«الغرفة الفارسية» التى تحوى بورتريه لأحد ملوك الحقبة القاجارية، و«الغرفة صينية» و«الغرفة الدمشقية» فضلا عن «غرفة الملكة آن» نسبة إلى آن ستورانت ملكة بريطانيا فى القرن الـ18، أما الطابق الأخير فبه أوانٍ لتخزين الغلال وأحواض مياه رخامية متراصة.

كنوز فنية وأخرى علمية!

غرف المتحف بها لوحات لمحمد ناجى، ومحمود سعيد، وجورج صباغ، وإيمى نمر، بالإضافة إلى لوحة نادرة، مرسومة بالألوان المائية، من أعمال الأمير محمد على توفيق، ولى عهد مصر الأسبق، وصاحب القصر الشهير بالمنيل، وهى موقعة، ومؤرخة بعام 1936، وتتضمن إهداء بالإنجليزية لبيت الكريتلية.

وإلى جانب المقتنيات الفنية، يحوى المتحف مقتنيات علمية ثمينة، فوفقا لإيمان الطوخى، عضوة لجنة أمناء العهدة المتحفية تعد مكتبته المتحف والتى تضم نحو 1450 كتابا بطبعات أصلية نادرة كنزا علميا لم يكتشف بعد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك