• مركز P1 يدخل بمصر عصر الحوسبة السحابية ويحولها إلى مركز إقليمى لمراكز البيانات

• مهندس بالمركز: يدعم المتابعة بين الوزارات للمحافظة على البيانات وتقليل الوقت باستخدام الذكاء الاصطناعى

تتجه الدولة نحو الاعتماد على التوسع فى استخدام مراكز التحكم وإدارة مراكز البيانات فى عصر الذكاء الاصطناعى، من خلال القدرات التى توفرها حلول الذكاء الاصطناعى لتطوير مراكز البيانات من خلال التحليل وتقديم الخدمات بسرعة ودقة عالية.

وعلى بعد كيلومترات من القاهرة على طريق العين السخنة أقامت الدولة مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية P1 والذى يعد الأول من نوعه ليدخل مصر إلى عالم الحوسبة السحابية والذى يساعد على حفظ البيانات والحفاظ عليها بشكل سرى ومؤمن.

وخلال جولة قامت بها جريدة الشروق، دخل مركز هذا الصرح الكبير، التقت بالمهندس ياسر محمد شلبي، الذى قال إنه تم انشاء منصة مع تقنيات تبادل وتحليل البيانات فى مركز الحوسبة السحابية، لدعم الإدارة والتشغيل والمتابعة بين هيئات ووزارات الدولة. كما تم عمل نموذج مع جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية للمحافظة على البيانات وتقليل الوقت باستخدام الذكاء الاصطناعى.

وتعد مراكز بيانات الحوسبة السحابية جوهر التحول الرقمى وأحد أهم الأعمدة التى يرتكز عليها الاقتصاد العالمى حاليا، والذى يضيف آفاقا جديدة لريادة الأعمال فى جميع المجالات والصناعات، خلق فرص جديدة للجمع بين عدة مجالات فى بيئة عمل واحدة. وتتميز مراكز الحوسبة السحابية عن مراكز البيانات التقليدية بقدرتها على مشاركة الموارد افتراضيا وتوفير التقنيات الحديثة لتقديم خدمات أكثر وسعات تخزين مرنة.

وتم البدء فى إنشاء مراكز البيانات لتعزيز الريادة المصرية إقليميا ودوليا لترسيخ مكانة مصر كممر رقمى لنقل البيانات وقيادة أسواق مـراكز البيانات فى الشـرق الأوسط وأفريقيا ارتباطا بموقع مصـر الذى يتوسط العالم.

وفى عام 2023 وجه رئيس الجمهورية بالبدء فى إنشاء مـركـز البيانات والحوسبة السحابية (P1) كأول مـركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة - الذكاء الاصطناعى، فى مصر وشمال أفريقيا طبقا لأحدث التقنيات العالمية. يقام المركز على مساحة 23.5 ألف متر مربع، وتم استغلال 10 آلاف متر منها فى الإنشاءات الحالية والباقى للتوسعات المستقبلية، وذلك باشتراك أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، وأكثر من 1200 مهندس وعامل. يتكون مركز (P1) من مبنى الإدارة والتشغيل والتأمين، ومعدات الحوسبة السحابية وقاعة الحلول الفنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعى ومركز التحكم التبادلى للشبكة الوطنية للطوارئ .

ويهدف إنشاء المركز الى العمل على تقديم التطبيقات الحرجة والمدفوعات والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الإصطناعى وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على كافة المستويات بالإضافة إلى عمله كبديل نشط لمـركز البيانات الحكومى بالعاصمة الإدارية، كما يهدف إلى استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعى والبيانات الضخمة فى تحليل البيانات الحكومية، العمل كمركز وطنى موحد لبيانات التعافى من الكوارث، إلى جانب توطين إستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى.

كما يساهم المركز فى توفير جميع البيانات الدقيقة والموقوتة للجهات الحكومية، وتحليل البيانات الضخمة للجهات الحكومية، وتوفير الادارة والتشغيل الذاتى، والحفاظ على الخصوصية المصرية كمشروعات الموانئ الذكية التى تساعد على تسهيل حركة الاستيراد والتصدير. ويقدم المركز خدماته طبقاً لثلاث مناطق للبيانات، وهى منطقة البيانات الخاصة وعاليه الحساسية ومنطقة البيانات الحكومية، وأخيرا منطقة البيانات العامة لتكون منصة لتفاعل المواطنين فى تقديم خدمات الجهات الحكومية. فى الوقت نفسه تتنوع خدمات المركز لتشمل أكثر من 40 خدمة سحابية حديثة، إلى جانب تحليل الكم الهائل من البيانات، وتقنيات الذكاء الاصطناعى.

كما يوفر المركز خدمات منصة انترنت الاشياء وتبادل البيانات الحكومية، والتعاون مع الشركاء فى مجال التدريب والابتكار المشترك.

ويقدم المركز خدماته لبعض قطاعات الحكومة ومنها القطاع الصحى حيث يتيح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، إدارة نظام المعلومات الصحية وإدارة المستشفيات مركزياً لتسهيل دورة المرضى داخل المستشفيات وتنفيذ ملف طبى موحد للمرضى وتحويل الاشعة من ثنائية الابعاد الى ثلاثية الأبعاد لتسهيل التشخيص ومساعدة الفرق الطبية.

كما يتيح استخدام منصة إنترنت الأشياء للسيطرة على أسرة الرعايات والحضانات وإدارة التقارير الطبية المميكنة وتلقى البلاغات الصحية وميكنة إدارة سيارات الإسعاف لتحسين الخدمات الإسعافية المقدمة للمواطنين من خلال متابعة أسلوب السائقين والمسعفين باستخدام كاميرات التعرف على السلوك الخاطئ وإرسالها فورا وأتوماتيكيا. وفى وزارة العدل يتيح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية تسهيل إجراءات التقاضى وتحويل المحاكم الاقتصادية والمدنية الى محاكم ذكية.

فى الوقت نفسه يجرى الدمج بين مركز البيانات والحوسبة السحابية (P1) بخدماته الحديثة والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة من الجيل الرابع والخامس التى تقدم الخدمات الحكومية على منصة واحدة والتى تم اطلاق خدماتها خلال عام 2022 وذلك للخروج بنموذج أكثر نجاحا واستكمالا لنفس المحور التكنولوجى باستحداث خدمات الذكاء الاصطناعى والبيانات الضخمة ومنصة أنترنت الأشياء وتوصيلها بطريقة مؤمنة وسريعة الى متخذى القرار لإرضاء المواطنين.