عشر ملاحظات سريعة على حادث اغتيال بركات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عشر ملاحظات سريعة على حادث اغتيال بركات

نشر فى : الأربعاء 1 يوليه 2015 - 10:15 ص | آخر تحديث : الأربعاء 1 يوليه 2015 - 10:15 ص

هذه مجموعة من الملاحظات السريعة المتعجلة على الحادث الإجرامى الإرهابى الذى أودى بحياة المستشار هشام بركات النائب العام صباح أمس الأول الاثنين.

الملاحظة الأولى: إن الإرهابيين للأسف نجحوا بامتياز فى استهداف شخص بحجم وقيمة بركات وسجلوا هدفا فى مرمى المجتمع والدولة والحكومة، وعلينا أن نقر بذلك حتى يمكننا مواجهتهم بصورة سليمة.

الملاحظة الثانية: إن الأمن أخفق إخفاقا شديدا فى أكثر من اتجاه فى هذا الحادث، فالطبيعى مثلا ان يكون المكان والمسار تم تأمينها بصورة جيدة والطبيعى أيضا أن تكون السيارة المصفحة آمنة، أو لماذا لم يستقلها الرجل كما ذكر البعض؟ هناك اسئلة منطقية يسألها الجميع وتحتاج إلى أجوبة شافية ومقنعة ومنها: هل يتم تمشيط المكان بصورة دورية، وهل يتم الكشف عن المتفجرات فى المكان على الأقل أثناء تحرك بركات، وهل يتم التشويش على الاتصالات أثناء مروره، وكيف يمكن لسيارة مصفحة ان تتفحم مثلها مثل الاسبرنزا أو الفيرنا؟!.

الملاحظة الثالثة: وهى ترتبط بالملاحظة السابقة تتعلق بضرورة مراجعة كل خطط عمليات تأمين الشخصيات العامة وكبار المسئولين.

الدلالة الرئيسية هى وجود ثغرات قاتلة فى المنظومة الأمنية بأكملها ينبغى علاجها بسرعة، قبل ان تستهدف المزيد لا قدر الله، لا تتكلم عن النوايا أو الجهود المبذولة أو التضحيات التى قدمتها الشرطة، نحن نتحدث عن نتائج على الأرض.

الملاحظة الرابعة: وهى التخبط الرهيب فى بيانات المسئولين عن تطور حالة الشهيد هشام بركات من بداية الحادث وحتى وفاته، فى البداية كان الحديث انه سليم، ثم إصابته بكسر فى الأنف وخلع فى الكتف، وبعدها رضوض وكدمات فى أنحاد الجسم، وعندما صدق الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع على نقله لمستشفى المعادى العسكرى وقطع محلب زيارته لتوشكى، أدرك الجميع ان الحالة خطيرة، حتى تم إعلان النبأ المفجع بوفاة الرجل فى مستشفى النزهة.

كان يمكن الاكتفاء بإصدار بيان بكلمات بسيطة عن حقيقة الحالة وتطورها الطبيعى بدلا من خروج كلام جازم من وزير الصحة بأن الحالة مستقرة وبعدها بساعتين يتم إعلان الوفاة.

علينا ان نتعلم درسا بسيطا وواضحا وهو ان الحقيقة فى مثل هذه اللحظات هى أفضل وأسهل الحلول.

الملاحظة الخامسة: هى أن وسائل الإعلام تقريبا تكرر نفس الكلمات والمصطلحات والأفكار التى سبق قولها منذ أول حادث إرهابى نوعى فى سيناء قبل عامين، وهو ما يعنى أن شيئا جوهريا لم يتغير، وأننا محلك سر.

الملاحظة السادسة: ان الإرهاب مايزال قويا للأسف الشديد، وأى محاولات للتهوين منه تضر أكثر مما تفيد، وينبغى أن نقول للناس حقيقة وحجم الإرهاب ومن يساعده ويموله. والأفق الزمنى المبدئى للتعامل معه، أو نقول لهم بوضوح أن المعركة طويلة وتحتاج صبرا وجهدا وتضحية.
الملاحظة السابعة: إن هناك عشوائية فى كل شىء من أول التعامل مع الانفجارات والقنابل والتفاف الناس حول موقع الحادث بطريقة كوميدية، نهاية بغياب استراتيجيات واضحة للتعامل مع قضية الإرهاب.

الملاحظة الثامنة: هى ان شماتة الكثير من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان فى استشهاد بركات كشفت حجم انعزالهم الكامل عن المجتمع، وهو ما يعنى ان أى حديث عن تهدئة أو هدنة أو احتواء أمر بعيد جدا عن الواقع، وأنهم سيدفعون الثمن السياسى الفادح لهذا الحادث، حتى لو لم يضغطوا بأنفسهم على زر التفجير عن بعد.

الملاحظة التاسعة: ان الحادث سيؤدى للأسف الشديد إلى إسكات الكثير من الأصوات العاقلة التى كانت تتحدث عن التهدئة والاحتواء وطرح مبادرات للانفتاح السياسى فى المجتمع، وان الصقور المنادين بالقمع والاستئصال زادوا قوة بعد هذا الحادث الإرهابى.

الملاحظة العاشرة والأخيرة: هى أن جزءا كبيرا من المجتمع سوف يزداد تصلبا ومناداة بالحسم، وهو ما يعنى اننا مقبلون على أيام صعبة ما لم تحدث معجزة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي