افلامنا - كمال رمزي - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 2:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

افلامنا

نشر فى : السبت 2 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 2 فبراير 2013 - 8:00 ص

كما لو أن السينما المصرية تثأر لنفسها ضد الطغاة وضد من درج على مهاجمتها، واعتبارها نوعا من المحرمات لا يليق العمل بها أو اقتراف مشاهدتها، وفى ذات الوقت، أحدث الثوار والغاضبين بسلاح فعال فى الشعارات والمواقف الملهمة، تثبت أن الإبداع الوطنى فى عالم الأطياف، يشكل جانبا مشرقا، لا يزال نابضا بالحضور، فى الذاكرة الشعبية، فخلال أيام الثورة فى يناير 2011، كانت كلمة «باطل» بمثابة الشفرة المكثفة التى انطلقت من أفواه الملايين، تعبيرا عن الموقف الرافض للنظام ورموزه ومؤسساته.. الكلمة، مأخوذة من «شىء من الخوف» لحسين كمال 1969، فى مشهد النهاية المهيب، حين تدفق الآلاف نحو قصر «عتريس» يحملون المشاعل، منددين باقتران رجل السطوة والسلطة، من «فؤادة»، الجميلة، ذات الإرادة والشجاعة، ابنة البلدة ورمزها.

 

«شىء من الخوف»، فيما بعد اندلاع الثورة، واصل إيحاءاته، فها هى فؤادة «شادية» بوجهها المترع بالكرامة والكبرياء، يطل علينا قائلا «دستوركم باطل.. باطل» وأخيرا، فى لفتة جارحة، ساخرة، عقب خطاب الرئيس الملىء بالتهديد والوعيد، والذى أعلن فيه الطوارئ على مدن القناة، وبينما تعامل الأهالى مع القرار باستخفاف، ظهرت شخصية رشدى «أحمد توفيق»، أحد رجال «عتريس»، وقد تمكنت منه أوهام القوة، يحاول جمع الأتاوات، فيفاجأ بعدم الإذعان، بل بالمواجهة الساخنة، فيدور حول نفسه وهو يردد «إنتو مش خايفين ولا إيه.. أنا بلوى سوداء.. أنا سفاح.. أنا شرانى».

 

نجوم الكوميديا دخلوا على الخط، عبدالفتاح القصرى والثنائى إسماعيل ياسين ورياض القصبجى، محمد سعد وغيرهم فتعليقا على إصدار رئيس الجمهورية لقرارات يتم إلغاؤها بعد عدة ساعات، يطالعنا المعلم حنفى «عبدالفتاح القصرى» فى «ابن حميدو» لفطين عبدالوهاب 1957، حيث يعلن بعنترية أنه لن يتراجع عما قرره، وأن كلمته لن تنزل الأرض، لكن بزغرة واحدة من زوجته، يتراجع، وبحماس، يعلن أن كلمته ستنزل الأرض، هذه المرة.

 

لعبة استبدال الوجوه تتكرر، متنوعة، فأحيانا توضع رأس الرئيس على جسم إسماعيل ياسين، وأحيانا على بدن رياض القصبجى، مع صوت أحد النجمين، فتارة يقول رياض القصبجى لإسماعيل ياسين بوجه الرئيس «هو بوشه اللــ...و..» وتارة يقول إسماعيل ياسين لرياض القصبجى، بوجه الرئيس «إنت برلمم».

 

جدة «عوكل» لمحمد النجار 2004، بأول محمد سعد، ذات اللسان السليط، العنيفة، المشاكسة، لا تتوقف عن توجيه شتائمها، وتعليقاتها اللاذعة، ضد الرئيس.. وبذات الكلمات التى تبادلتها مع حفيدها «عوكل».

 

من «ريا وسكينة» لصلاح أبوسيف 1953، تأتى نجمة إبراهيم، القاتلة المحترفة، لتغدو مرجعية لأحد عشاق السينما، فيكتب، بجانب صورتها الوحشية «كل ما أوشف الإخوان مندهشين من غضب الشعب أفتكر نجمة إبراهيم لما قالت: بنت الحرام وأنا باخنقها عضتنى فى إيدى.. تقوليش عدوتها.

 

استلهاما لأحد أبطال «فيلم ثقافى» لمحمد أمين 2001، كتب آخر «أبوإسماعيل عامل زى التخين فى فيلم ثقافى». لا معاه فيلم فيديو ولا تليفزيون وحاشر نفسه فى كل حاجة».. هذا قليل من كثير، يليق بالباحثين رصدها، وتحليلها، إبرازا لدور السينما فى دعم الوعى المصرى، وإثباتا أن أفلامنا أطول بقاء، من الكارهين لها.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات