•• يعقد الاتحاد الأوروبى لكرة القدم اجتماعا مهما يوم 5 يونيو، قبل نهائى دورى الأبطال فى برلين. ويناقش الاتحاد فى اجتماعه موقفه من الفيفا كمؤسسة تدير اللعبة فى العالم، وفكرة مقاطعة المونديال. ويتعرض ميشيل بلاتينى إلى ضغوط شديدة من جانب الإنجليز، وبعض الأوروبيين لاتخاذ موقف حاسم لأن هذا وقت الأفعال وليس الكلام، خاصة أن بلاتينى كثير الكلام. واطلق تهديده الشهير قبل كونجرس الفيفا بمقاطعة كأس العالم فى روسيا فى حالة نجاح بلاتر. وحين نجح بلاتر بادله بلاتينى السلامات والقبلات.
•• كأس العالم ليست مجرد مباريات ومنافسات «شريفة فى الملعب». فاللعبة خارج الملعب شرسة وعنيفة، وفيها مصالح تفوق وعود بلاتينى وأحلام الذين يحاربون الفساد. نعم سوف يسقط ضحايا لعملية الإف بى آى الأمريكية الأخيرة فى زيوريخ. نعم قد يصل الأمر إلى عنق بلاتر، على الرغم من أنه لم يترك أثرا حتى الآن منذ عام 1998 الذى تولى فيه رئاسة الفيفا، على حساب يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبى فى ذاك الوقت. إلا أن مسألة الملايين العشرة التى خرجت من حسابات الفيفا فى سويسرا إلى جنوب إفريقيا لدفعها لجاك وارنر كما جاء فى الصحف البريطانية، قد تصيب سكرتير الفيفا والمدير المالى، فهما الشخصان الوحيدان اللذان يسمح لهما بالتصرف فى تلك الحسابات.
•• كأس العالم فيه مصالح ولعب خارج الملعب. شركات تبنى ملاعب واستادات بالمليارات، وشركات رعاية تدفع أموالا طائلة. ومحطات تليفزيون تدفع وتتحكم فى توقيتات المباريات. وتتحكم أيضا فى الجوائز وفى اختيار الأبطال والنجوم، كما حدث فى كأس العالم الأخيرة بالبرازيل حين قرر الفيفا بالأمر المباشر منح جائزة أحسن لاعب إلى ليونيل ميسى ولم يكن يستحقها، وهو نفسه رأى أنه لا يستحقها؟!
•• السؤال المهم: هل يمكن أن تقاطع اوروبا كأس العالم؟
•• لا أعتقد أنها تستطيع. من جهة لأن ذلك يعنى انهيار البطولة، لأنها لا تساوى شيئا بدون السوق الأوروبية الإعلانية والفنية أيضا، وبالتالى فإن انهيار البطولة يعنى انهيار كرة القدم.. ثم إن الاشتراك فى المونديال ومقاطعته مسألة أكبر من مجرد قرار يصدر فى اجتماع للاتحاد الأوروبى، وسوف تعارضه دول القارة التى ارتبطت بمصالح اقتصادية ومشروعات حكومية واستثمارات روسية وقطرية.
•• كأس العالم لكرة القدم تمثل «تورتة اللعبة» حتى لو كانت محشوة مسامير. ولأنها كذلك، هناك اقتراحات بتكوين هيئة اقتصادية من شركات الرعاية تكون مهمتها منح تنظيم كأس العالم مستقبلا إلى الدول. ولا يكون ذلك حقا من حقوق كونجرس الفيفا، وذلك لمحاربة الفساد.. وهو اقتراح لن يقبله الاتحاد الدولى لكرة القدم، ليس بحثا عن فساد قادم فى المستقبل، وإنما لأن البطولة هى أعز ما يملكه الفيفا، فهل يفرط فى عزيزته؟!
•• موعدنا على أى حال فى 5 يونيو لنرى قدر شجاعة الاتحاد الأوروبى وهل يقاطع المونديال أم يطرح تهديدا آخر؟