ميداليات أوليمبية أم دائرة القمة؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:50 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ميداليات أوليمبية أم دائرة القمة؟!

نشر فى : الأربعاء 2 سبتمبر 2015 - 7:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 2 سبتمبر 2015 - 7:25 ص

** فى دورة لندن الأوليمبية عام 1948 حصل السباح طه الجمل على المركز الثامن فى سباق مائة متر حرة بزمن قدره دقيقة وثلاثة أعشار من الثانية. فيما كان رقم الأمريكى ريز الفائز بالمركز الأول ( 57.6 ثانية). وكان المركز الثامن هو أفضل إنجاز حققته السباحة المصرية فى الألعاب الأوليمبية علما بأن طه الجمل كان حقق رقما أفضل فى التصفيات، وقدره ( 59.7 ثانية ).. وشارك فى تلك التصفيات 48 سباحا، بينما شارك 64 سباحا فى تصفيات سباق المائة متر حرة بدورة لندن 2012.. وبمقاييس المنافسة واتساعها وتطور السباحة وأرقامها كان تأهل طه الجمل إنجازا فى وقته.

** فى بطولة العالم الأخيرة للسباحة فى كازان بروسيا جاء أحمد أكرم رابعا فى سباق 1500 متر حرة وفريدة عثمان خامسة فى سباق 50 متر فراشة وهو ليس سباقا أوليمبيا. كذلك فاز محمد سامى ببرونزية فى بطولة العالم للناشئين. وهذا يسجل طفرة فى تاريخ السباحة المصرية. أما بطل الرمح إيهاب عبدالرحمن فحقق واحدا من أبرز إنجازات الرياضة المصرية بحصولة على الفضية فى بطولة العالم الأخيرة.

** هؤلاء يمثلون الأمل فى تمثيل مشرف لمصر فى الألعاب الأوليمبية القادمة فى ريو دى جانيرو، وهم ضمن مجموعة من 16 اسما سبق أن أعلنت وزارة الشباب والرياضة أنهم الأقرب لتحقيق أفضل النتائج فى الدورة. ومن هؤلاء عزمى محيلبة فى الرماية، ورمضان درويش وإسلام الشهابى فى الجودو، ورجب عبدالرحمن وسارة سمير وشيماء أحمد فى رفع الأثقال، ومصطفى الجمل فى رمى المطرقة، وهيثم فهمى وأحمد عثمان، فى المصارعة. ( كان كرم جابر ضمن المجموعة لكنه تعرض للإيقاف دوليا) وهداية ملاك فى التايكوندو وعلاء أبوالقاسم فى السلاح..

** إنجازات ألعاب القوى والسباحة تغير من مفاهيم سابقة بشأن التركيز على لعبات المصارعة ورفع الاثقال والملاكمة والجودو والتايكوندو باعتبارها ألعاب الأمل فى الميداليات الأوليمبية.. فقد دخلت السباحة وألعاب القوى دائرة العالمية، وهذا لا يعنى الحديث الواثق على إحراز ميداليات أوليمبية فى ريو دى جانيرو، إذ يكفى التأهل إلى دائرة القمة فى بعض اللعبات.. لكن هل تغيرت المفاهيم فعلا وهل علينا التركيز على السباحة وألعاب القوى مثلا؟

** هذا الأمر يجب أن يساهم فى تحديده مركز الانتقاء والتوجيه الذى يجرى العمل فى تأسيسه من قبل وزارة الشباب والرياضة، لاختيار اللعبات التى تناسب المواهب والخامات الواعدة، وعلينا إدارك أهمية التركيز على لعبات محددة تتوافق مع القدرات البدنية والفنية والجينية للرياضيين المصريين كما فعلت كوبا فى الملاكمة وكما احتكرت جامايكا مسابقات السرعة فى ألعاب القوى ففازت بتسع ميداليات ذهبية من 12 ميدالية ذهبية فى آخر دورتين أوليمبيتين، بالإضافة إلى فوزها بخمس ميداليات فضية.. إلا أن مدارس جامايكا هى التى تفرز الابطال، بينما الأندية المصرية أصبحت مصنعا للمواهب منذ زمن بعيد، وتمد بها الاتحادات، وتمد الاتحادات يدها للوزارة لتحصل على الاعتمادات اللازمة لإعداد أبطال المستقبل والأمل.. وهو دور تلعبه دول أخرى، فيما لا تلعبه أمريكا التى يخرج أبطالها من المدارس والجامعات، وقد جمع الأمريكيون 2402 ميدالية أوليمبية فى تاريخهم مقابل 94 ميدالية عربية.. والفارق يتحدث وحده ويقول بالكثير..

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.