الذكاء الاصطناعى.. أهلًا وسهلًا - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الذكاء الاصطناعى.. أهلًا وسهلًا

نشر فى : الجمعة 2 نوفمبر 2018 - 11:10 م | آخر تحديث : الجمعة 2 نوفمبر 2018 - 11:10 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف ــ مستشار فى العلوم والتكنولوجيا ــ حول كيفية تغير العالم بفعل الذكاء الاصطناعى. فمن الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعى يقدم أملا جديدا لمواجهة التحديات التى تبدو مستعصية فى عالم اليوم، من الفقر إلى تغير المناخ.
«عندما تكلمت المكائن بدأت علاقات جديدة مع البشر»، عنوان تقريرى من مدينة بوسطن، فى 5 أغسطس عام 1991، وتحدثتُ فيه عن لقائى بالعالم اللبنانى الأمريكى «جان مخول» الذى كان يُعلم المكائن الكلام. والآن تُحقق الأنظمة الناطقة موارد بمليارات الدولارات، عن عملها فى أجهزة الاتصالات، وتشغيل الأدوات المنزلية، والسيارات، والبواخر، والطائرات. وكالأذن البشرية، تدركُ المكائنُ الكلامَ، حيث يقوم المحللُ الطّيفى بعمل الأذن الداخلية فى تحويل الذبذبات الصوتية إلى إشارات رقمية، ويتعامل النظام معها وفق نظرية الاحتمالات، على غرار تعامل الدماغ البشرى مع الإشارات العصبية الواردة من الأذن.
ويضيف الكاتب أن «المكائن لا تعزل البشر عن الطبيعة، بل تدفعهم نحوها بقوة أكبر»، حسب الأديب الفرنسى الطيار «أنطوان أكزوبرى». ومنذ تطوير الشبكة العصبية الاصطناعية، قبل أربع سنوات، تلتحم المكائن بالبشر، وتتعرف على الأصوات والصور فى آن واحد. وهذا هو قرن الذكاء الاصطناعى، الذى يُغير العالم بشكل لا مثيل له منذ ظهور الإنسان قبل ملايين السنين. ومن مؤسسى الشركات العالمية فى الذكاء الاصطناعى «مصطفى سليمان»، وهو يبدو نسخة القرن الـ21 من «ستيف جوبز» مؤسس شركة «آبل» و«آى فون». فهو مثله سورى الأب، ومثله ترك دراسته الجامعية وكان فى «أكسفورد»، وانصرف إلى عالم الأعمال المتصلة بخدمة المجتمع، حيث أنشأ «صندوق الإغاثة لشباب المسلمين» فى لندن، والذى حقق موارد مدهشة، ثم أسس شركة تطبيقات الذكاء الاصطناعى «ديب مايند Deepmind» التى تعنى بالعربية «العقل العميق» التى استدعتها خدمات الصحة العامة فى بريطانيا لمواجهة هجمات سيبرانية شلّت عملها، وتقيم معها مؤسسات طبية عدة، بينها «مستشفى مورفيلد للعيون» فى لندن، أبحاثا مشتركة. وفى عام 2014 اشترت «جوجل» شركة «ديب مايند» لقاءَ 513 مليون دولار. وهو سعر قياسى فى شراء الشركات فى أوروبا.
وتُديرُ عمليات الشركة عالمة الكمبيوتر «ليلى إبراهيم»، وهى لبنانية الأب، احتلت غلاف مجلة الأعمال «فوربس»، وذلك لمشاريعها الرامية لوضع التكنولوجيا فى خدمة المجتمع، وبينها إقامة مختبر كمبيوتر فى دار الأيتام بلبنان، حيث نشأ والدها، وأشرفت على تجهيز 400 ألف جهاز كمبيوتر إلى البرتغال، ودَرّبت عليها 30 ألف معلم. وتتحدث «ليلى إبراهيم» عن أمل جديد يحمله الذكاء الاصطناعى لمواجهة تحديات تبدو غير قابلة للحل؛ من الفقر، وحتى تغير المناخ العالمى، والأوبئة. وفى مقال لها فى «نيويورك تايمز»، قالت «ليلى إبراهيم» إن الذكاء الاصطناعى «أداة تساعدنا فى بناء مستقبل أكثر عافية، وفى إنجاز ما لا حصر له من اكتشافات علمية، وفى المشاركة العامة فى الرفاهية وتحقيق القدرات البشرية». وتشير العالمة اللبنانية إلى زيادة الوعى باحتمال أن تكون للإبداع التكنولوجى عواقب غير متوقعة، ومع أنها تُقِر بالقلق المشروع من قلة العمل فى مواجهة ذلك، فإنها لا تعتبره سببا لإشاعة التشاؤم، «بل الأحرى أن يكون محفزا للتفكير بالعالم الذى نريده، وهى أسئلة لا تطرح على التكنولوجيا فحسب، بل على المجتمع أيضا، ولم يحدث عبر التاريخ سوى القليل، أو لا شيء ربما فى فحص وتوقع جميع الطرق التى قد تقع فيها أخطاء».
وختاما يتساءل الكاتب هل يستولى «ذكاء اصطناعى» مارق على العالم، ويجعل البشر كالحيوانات المنزلية الأليفة؟ سؤال يثير قلق العالم. وهنا يبدو اختيار مصطلح «الذكاء الاصطناعي» منتصف القرن الماضى غير موفق. فمئات الألوف من الأنظمة والأجهزة التى يطلق عليها هذا المصطلح طوّرتها بحوث وتجارب وتدريبات شاقة قام بها آلاف العلماء والمختبرات. وتتولى مسئوليات ريادية فى هذا الصدد أول «وزارة للذكاء الاصطناعي» فى العالم أسستها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسئولياتها ليست تكنولوجية، أو علمية فحسب، بل سياسية، وقانونية، وحتى فكرية وفلسفية.. فيا أيها الذكاء الاصطناعى الذكى، أهلا وسهلا بك.

 

التعليقات