طلب إحاطة - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طلب إحاطة

نشر فى : السبت 3 مارس 2012 - 8:45 ص | آخر تحديث : السبت 3 مارس 2012 - 8:45 ص

السيد الأستاذ الدكتور رئيس مجلس الشعب

 

الدكتور محمد سعد الكتاتنى

 

تحية طيبة.. وبعد

 

أتقدم فيما يلى، وإعمالا لنص المادة ١٩٤ من اللائحة الداخلية لمجلس الشعب، بطلب إحاطة رئيس مجلس الوزراء ووزير العدل علما بأمر له أهمية عامة وعاجلة ويقع فى نطاق اختصاصاتهما.

 

والأمر ذو الأهمية العامة والعاجلة المشار إليه هو قرار الجهة القضائية فى ٢٩ فبراير ٢٠١٢ رفع حظر السفر الذى كان قد فرض على المواطنين الأجانب المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى وما تبعه من مغادرة هؤلاء للأراضى المصرية. فقد شاب هذا القرار على ما يبدو تدخلات سافرة من جانب السلطة التنفيذية فى عمل الجهة القضائية رتبت تنحى هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة المكلفة النظر فى قضية التمويل الأجنبى وقيام رئيس محكمة استئناف القاهرة بإسناد القضية لقضاة تحقيق منتدبين شكل منهم دائرة قضائية جديدة فى وقت قصير للغاية، وهى تلك الدائرة التى قضت برفع حظر السفر. وقد صرح المستشار محمد محمود شكرى، رئيس هيئة المحكمة التى تنحت، لوسائل الإعلام بأنه تعرض لضغوط هدفت لإقناعه بإلغاء حظر السفر عن المواطنين الأجانب ونتج عنها تنحيه حماية واحتراما لاستقلاله كقاض فى جميع أعماله.

 

إن مجلس الشعب المنتخب، وهو المؤسسة التشريعية المنوط بها التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية ومنع تدخلها فى أعمال السلطتين التشريعية والقضائية، ليتعين عليه وعلى وجه السرعة النظر فى هذا الأمر الخطير ذى الأهمية العامة العاجلة مفعلا فى ذلك اختصاصه الرقابى على السلطة التنفيذية وبهدف الانتصار لاستقلال القضاء وإبعاد قراراته وأعماله عن شبهة تدخل السلطة التنفيذية ومغبة التسييس المرتبطة بالتدخل هذا.

 

ومجلس الشعب المنتخب مطالب بالنظر فى شبهة التدخل السافر للسلطة التنفيذية فى أعمال السلطة القضائية وفى الكيفية التى تم بها التأثير على القرار القضائى رفع حظر السفر والأسباب التى دفعت هيئة محكمة للتنحى دفاعا عن النص الدستورى الصريح الضامن لاستقلال السلكة القضائية. فالإعلان الدستورى الصادر فى ٣٠ مارس ٢٠١١ ينص فى مادته (٤٦) على أن «السلطة القضائية مستقلة، وتتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وتصدر أحكامها وفقا للقانون».

 

السيد رئيس المجلس، أرجو النظر فى طلب الإحاطة المقدم على وجه السرعة. فالوطن الذى نريد أن نؤسس به لدولة الديمقراطية وسيادة القانون لن يحتمل استمرار تغول السلطة التنفيذية وجورها على السلطة القضائية واستقلالها، ولن يحتمل صمت المؤسسة التشريعية عن أعمال وممارسات سلطة تنفيذية اعتادت منذ عقود طويلة التحايل على استقلال القضاء ودوما ما ضربت به عرض الحائط. إن واجبنا كنواب منتخبين وكأعضاء فى المؤسسة التشريعية ضمان وحماية استقلال القضاء، فبدون القضاء المستقل لن يستقيم بنيان الوطن ولن تقم للبناء الديمقراطى قائمة.

 

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

 

مقدمه

 

عمرو حمزاوى

 

عضو مجلس الشعب ــ مستقل

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات